أدب الرعب والعام

مزاح انقلب حقيقة

بقلم : ليلي – مصر

مزاح انقلب حقيقة
أصبحت أنا اقرأ الفنجان على سبيل التسلية والمزاح ..

كنت من صغري اعشق كل ما هو غيبي , أتلهف على من يقرأ لي فنجاني – استغفر الله – بل وصل بي الأمر إني أصبحت أنا اقرأ الفنجان على سبيل التسلية والمزاح , ولكن حدث ما لم أتوقعه , كانوا كل ما قرأت فنجان تأتي لي صديقاتي ويقلن لقد حدث ما قولتي بالضبط !!! .. وكان هذا أول المزاح الذي أنقلب لجد .

إلى يوم كانت عندي صديقه وحدثتني أن أختها المنتحرة – أعاذنا الله وإياكم – تزورها كل يوم ليس في المنام ولكن في الواقع وتأتي لها بالهدايا وتغريها لتنتحر وتقول لها إنها تعيش في نعيم وهناء .

فأرتعبت وقلت لها بلهجتنا المصريه : ” متسكوتيش على نفسك شوفي شيخ يقرا عليكي الرقيه ” ..

قالت : ” معرفش حد شوفيلي انتي ” ..

فسألت في المسجد القريب وقالوا هناك شيخ تقي جدا يقرأ الرقية , فأخذنا الرقم وأعطيناه إلى أمها التي اتصلت بالشيخ واتفقت معه على موعد يأتي فيه , وكان الاتفاق أن يتم اللقاء في منزلنا لقربه من المسجد .

الشيخ أتى في الموعد المحدد , وكنت أنا وصديقة أخرى لي داخل غرفتي ولم نرى الشيخ وقت دخوله ولم يرانا .

دخل الشيخ غرفه الاستقبال في منزلنا وكانت صديقتي صاحبة المشكلة وأمي وأمها وأخي مع الشيخ , فقلت لصديقتي : ” تعالي نروح نضحك شويه ” ..

ووقفنا خلف باب غرفة الاستقبال في هدوء تام إلى أن تكلم الشيخ قائلا : ” أنا عايز البنت اللي برا !!! ” ..

فقالت أمي : ” اي بنت يا شيخ ؟! ” ..  

قال : ” أم عبايه سودا !!! ” ..

صُدمت , كيف عرف أني في الخارج وألبس عباءة سوداء !! .. ورفضت الدخول , لكن مع إلحاح أمي دخلت .. ويال صدمتي .. فالشيخ ترك البنت صاحبة المشكلة وأشار إلي قائلا بحدة : ” هي دي صاحبة المشكله !!!! ” ..

فقلت مذعورة : ” انا معنديش مشاكل ” ..

فقال : ” اعرف ولكن احتاج مساعدتك ” .. ثم قراء وتمتم وفجأة فتحت أمامي أبواب لو رأيتم ما بداخلها لشابت رؤؤسكم , في بادئ الأمر عرفني على امرأة فاتنة الجمال ذات حجاب زادها سحرا وجمالا , وقال هذه الحاجة فاطمة ألقي عليها السلام , فقلت السلام عليكم , فتبسمت وردت السلام وأخذتني معها إلى امرأة كريهة الشكل والرائحة ذات شعر احمر أشعث وقالت لها : ” ماذا تريدين من فلانه ؟ ( فلانه المقصودة هي صديقتي صاحبة المشكله ) ” ..

قالت : ” لا اعرفها ” ..

قالت : ” تكذبين ” .. وأمرت بعض الرجال فقيدوها وأخذوها إلى قفص من حديد يشبه قفص الحيوانات , ثم قالت لها الحاجة فاطمة : ” ألا تتقين الله وتتركي خلق الله في حال سبيلهم ؟ ” ..

فردت كريهة الشكل والرائحة : ” لن اتركها هي بالذات ” ..

قالت : ” ولماذا هي بذات ؟ ” ..

فأجابتها : ” أنا اسكن بيتهم وهي دائما ما تزعجني برفع صوت القرآن كل صباح ” ..

فقالت الحاجة فاطمة : ” أتركيها لحالها وإلا قتلتك أختها في الله ” ..

فذهلت وسألتها : ” من هي أختها في الله ” ..

قالت : ” أنتي ” ..

فكادت روحي أن تفارق جسدي رعبا إلى أن ضمتني إليها ضمة قوية وقالت : ” اسكبي عليها الماء ” ..

فسكبت عليها الماء وبدأت بالصراخ . فقالت لها الحاجة فاطمة : ” اعرض عليكِ الإيمان بالله ” ..

قالت : ” لن أغير ديني ” ..

قالت : ” اسكبي باقي الماء ” ..

فسكبته وكأنه بنزين واشتعلت النار فأكلتها والتفتت إلي الحاجة فاطمة وقالت لي : ” إلى اللقاء في أمان الله ” , فألتفتت حولي ووجدتني بين أمي وأم صديقتي والكل صامت في ذهول وبدأت احكي ما رأيت فقال الشيخ وصلنا كل شيء فلا تحكي .

ومن يومها تركت المزاح في أشياء اكبر مني .

تاريخ النشر : 2015-05-27

ليلي

مصر
guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى