تجارب ومواقف غريبة

وسادتي عدوتي

 
بقلم : يمينة – الجزائر

 

صرت أهاب الوسادة وأخاف أن أنام ..

هذه أول مرة أتشجع لمشاركة قصتي مع أشخاص لا اعرفهم و لكن تربطنا المواقف الغريبة المشتركة و أثق بكم لأسلم أمري لله و لكم … رجاء عدم السخرية فأنا ضقت ذرعا من الاستهزاءات التي ترافقني لسبب واحد فقط .. وسادتي المشئومة ..

أجل يا قرائي المحترمين فأنا أعاني من مشكلة عويصة حرمتني لذة النوم منذ ثلاث سنوات تقريبا .. كلما أخلد للنوم تنتابني كوابيس فظيعة تعجز الكلمات عن وصفها .

دعوني في بادئ الأمر أعرف عن نفسي , أنا يمينة من الجزائر أبلغ من السن 19 سنة طالبة في الثانوية ومقبلة على اجتياز امتحان البكالوريا النهائي مجتهدة في دراستي أعشق قصص الفنتازيا و المغامرات لكن بسبب حالتي الغريبة عرجت هنا إلى قصص الرعب .

كما كنت أقول .. لقد راودتني كوابيس متقطعة لم أكن أهتم لها , ظننتها أضغاث أحلام أو من عمل الشيطان أو حتى عامل نفسي كالقلق و الحزن.. إلخ ..

لكن ما أزعجني حقا هو فقط في هذه السنة أصبحت الكوابيس لا تفارقني ليل نهار ساعة القيلولة و كلما غفوت أجدها بالمرصاد لا ينقذني منها سوى آذان الفجر أو شقيقتي التي توقظني بعدما أكون ملأت الدنيا صراخا علما بأنني و الحمد لله أصلي وأتلو القرآن قبل نومي مع الأذكار و الأدعية.

تمر أشهر و قد طفح الكيل صرت أهاب الوسادة أخاف أن أنام أشغل نفسي بالمطالعة وأعمال أخرى حتى لا يحدث ذلك .. أسهر حتى قروب الفجر ثم أستسلم للنوم مجددا ليبدأ المسلسل من جديد .

أحلم بأفاع تنساب نحوي , أهرب منها , أصعد السلالم فتصبح قدماي ثقيلتان كأنما مسمرتان بالأرض أرفع الواحدة بصعوبة , ثم ينقطع الحلم لأرى مكانه حلما آخر .. أرى موتى يخرجون من القبور , رائحتهم منتنة , جثثهم متحللة , يحملون عصي من معدن و خشب يبحثون عني لضربي و أكلي , أحاول التسلل منهم خفية لكنهم يرونني , يركضون ورائي , ثم أجد نفسي في مزرعة مليئة بالطين و أسوارها مصنوعة من هياكل خنازير مسلوخة .. أكرمكم الله .. ثم يجدونني مجددا من بعيد فأركض حتى يدق قلبي دقا لأجد حفرة ضيقة جدا أنفذ منها و تتسخ ملابسي لكنني أنجو و أعثر على إناء مليء بصابون وردي وآخر أزرق أشد بريقا فأغسل يداي وألتفت لأجد شخصا طويلا مغطى بعباءة سوداء وسط سنابل صفراء في مساحة شاسعة يضربني بمنجل على شكل الحرف v لأستيقظ على يد أختي …

نفس الحلم يتكرر بتفاصيل جديدة و أحيانا يتبع لأجد أفاع ذهبية اللون أو برتقالية أو سوداء تلدغني , أحيانا أرى الثيران و السنوريات و الذئاب …

الأمر الغريب و الفظيع الذي لم أذكره بعد هو أن العضات و الكدمات و الحرف v تظهر جروحها فعليا على وجهي و يدي و ساقي و كتفي .. كل مرة يسألونني في المدرسة ما سبب الجرح في وجهك أغير الموضوع حتى لا يسخروا مني كالعادة .

ومع هذه الأحداث أصبح شعري يتساقط بكثرة بسبب القلق و كما تعلمون أن شعر الفتاة هو تاجها نصحتني أمي بوضع ماء الورد فهو مفيد للشعر و ظنت أن العين هي السبب فأحظرت لي من عند الراقي قارورة ماء ورد مرقية بالقرآن الكريم.

وبما أن وقتي ضيق قررت استعمالها ليلا و خطرت ببالي فكرة أجمل .. تقتضي بأن أملأ رأسي بماء الورد حتى لا تراودني الكوابيس , لكن ما إن فعلت ذلك حتى صارت الكوابيس أعنف من قبل وأشد ضررا تركت لي ندبا صغيرة وما عدت أصرخ صرت أئن فقط و كأنما يدا تطبق على فمي و لم تعد شقيقتي تسمعني و لا ينقذني سوى آذان الفجر إن كنت محظوظة وقتها .

الأغرب على الإطلاق هو توقف الكوابيس لعد أسابيع و عودتها حالما أستعمل ماء الورد المرقي و إن سهوت عنه شهرا أقل تعود بالتدريج .

صرت أخشى النوم , تراجع مردودي الدراسي بسبب قلة النوم , أخشى وسادتي , لم يعد لي حق في الراحة مثل بقية الخلق ,  أصبح الليل سجن عذاب وصداع في الرأس لا يفارقني وويل لي لو أنام .

زرت الراقي و قال لي هذا لا شيء مجرد عين و حسد ليس مقلقا ….

أعزائي القراء أتمنى أن أحظى بنوم طبيعي خال من الرعب و جسم لا تغزوه الجراح .

رجاءا من يستطيع يعرف شيئا عن حالتي فليخبرني و لكم مني جزيل الشكر و دعاء خير و رجاءا لا داعي للتعليقات الساخرة فألمي فظيع …

أحتاج لوسادة يمكنني أن أثق بها .

 

تاريخ النشر : 2015-06-18

guest
86 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى