أدب الرعب والعام

الهاتف الملعون

 
بقلم : موفق الأردني – الأردن
للتواصل : [email protected]

 

فاقتربت منه فإذا هو هاتف نقال لونه احمر كالدم

خرجت من المنزل في صباح من أصباح شهر فبراير الباردة والمليئة بالضباب حيث لا يكاد يبصر المرء أكثر من خمسين مترا إلى السوق الذي يبعد مسافة عشرة كيلومترات مشيا على الأقدام من منزلي القابع في إحدى الصحاري الواسعة والموحشة على طريق ترابي تمر فيه سيارة كل ساعة ونصف تقريبا . ولا اعرف لماذا انتابني شعور بالخوف في ذلك اليوم ربما بسبب الحلم الذي راودني بالأمس ….

فقد رأيت في الحلم إني في ظلام دامس لا اعرف الشمال من الجنوب وجو بارد بحيث ارتجف من شدة البرد ، وفجأة همس صوت مرعب في أذني يقول : ” على جانب الطريق … على جانبه ” ..

فرددت بصوت مرتجف : ” من أنت … أين أنا … أي طريق ؟؟؟ ” ..

فيقول : ” الطريييييق ” … ثم أسمع أصوات ضحكات مخيفة , وبعدها أجد نفسي على فراشي المهترئ وأمامي السقف المليء بالرطوبة في منزلي المتواضع …

الحمد لله مجرد حلم .. واشرب القليل من الماء .

لقد مضيت في طريقي الطويل ، وقد قطعت نصفه تقريبا , وإذا بي أرى شيئا احمر على جانب الطريق , فاقتربت منه فإذا هو هاتف نقال لونه احمر كالدم , فنظرت إليه ووجدته مغلقا ففكرت في أخذه معي فأنا لا املك واحدا .. لكن علي أن أتأكد من انه يصلح , فلعله عاطل , كما احتاج إلى شاحن , فقلت لنفسي اشتريه من السوق .

وأخيرا وصلت إلى السوق واشتريت ما يلزمني ولم أنسى الشاحن أيضا وعدت إلى المنزل . عندما دخلت إلى المنزل كانت الشمس تقارب على المغيب وقد كنت متعبا فلم انظر إلى الهاتف , اكتفيت بوجبة طعام خفيفة واستسلمت للنوم .

في صباح اليوم التالي استيقظت باكرا كالعادة وبعد أن تناولت طعام الإفطار تذكرت الهاتف فقمت بوضعه على الشاحن حتى يمتلئ بالكهرباء واشرع في استخدامه , ولم أكن اعرف استخدامه جيدا , لكن عندي فكرة بسيطة عنه , فأبن خالي الذي يسكن في المدينة لديه واحد وقد علمني قليلا عندما اذهب لزيارتهم .

بعد ساعتين من شحن الهاتف فتحته فإذا هو يشتغل ، ثم فتحت السجل فوجدته فارغا ومن ثم الأسماء سوى رقم واحد باسم (ش ط ) .. اسم غريب فعلا .. فاتصلت بهذا الرقم فرد علي شخص ما ..

قلت : “الو” ..

قال : ” أحسنت ” .. وسمعت صوت ضحكات .. وصرت ارتجف من الخوف والهلع , فصاحب هذا الصوت هو نفسه الذي سمعته في الحلم في الليلة قبل الماضية , ولشدة خوفي لم استطع الكلام ولكن تماسكت وقلت : ” من أنت ؟ ” ..

فقال : ” أنا الشيطان !! ” ..

فازداد خوفي وقلت : ” حقا وأين أنت الآن ؟ ” ..

فقال : ” على بابك! ” ..

فقلت وأنا ارتجف من الخوف : ”  أنت كاذب ” .. وأغلقت الخط .

ثم رن الهاتف فإذا هو يتصل , فخفت من الرد , لكن تمالكت نفسي وفتحت الخط فإذا هو يقول : ” تأكد بنفسك “..

فهرعت إلى الباب وأنا ارتجف من الخوف وفتحته .. وبدأت بالصراخ .. يا الهي .. إنه الشيطان حقا .. شكله مخيف ومرعب  , ثم امسك بي من رقبتي وحاول قتلي .

…..

(( ملف المريض – س . م . أ – يدعي أن الشيطان تحدث معه عبر هاتف وجده على الطريق وانه هاجمه في منزله وحاول قتله ، وقد وجد المريض ملقى على الأرض عند باب منزله ولا اثر للهاتف المزعوم …

مستشفى -ج- للأمراض العقلية )) .

 

تاريخ النشر : 2015-06-28

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى