أدب الرعب والعام

الضحية

بقلم : العنقاء – سوريا

الضحية
لا يذكر متى وكيف ومن اوصله إلى هنا ..

في وسط ذك المكان المخيف حيث توجد ضحايا كثيره تجهل مصيرها بين اكثر ادوات التعذيب رعبا ، تخفيها بقايا عظام بشريه وتلحسها كلاب مقيده ، يكسو المكان اللون الاحمر .

انه الدم المنتشر في كل ركن من تلك الغرفه العاليه الحراره ، وتلك الرائحه النتنه والثقيله على النفس ، يستعيد مارك وعيه على صراخ هستيري لشخص يحترق نصفه السفلي في فرن ملتهب ، يتطلع مارك حوله ليرى كيف لمنشار مزق شخصا لنصفين والاخر يدب في جسمه كومه من المسامير ، والاكثر هولا رؤوس مقطوعه مقلوعه العينين لاطفال ونساء موضوعه على الرفوف .

يهلع من فظاعه المنظر ، لا يذكر متى وكيف ومن اوصله إلى هنا ولما هو مقيد بسلاسل حديديه ؟ ماذا فعل ليستحق هذا الموت ؟ ، يصرخ ويصرخ ولا من مجيب ، يحاول ان يخلص نفسه ولا يستطيع ، يخيل له بأي عذاب سيموت .. هل سيقطع تقطيعا ؟ هل سيسلخ جلده وهو حي ؟ هل ستنهش الكلاب لحمه ؟؟؟ ، يلمح من بعيد ابتسامه طويله خبيثه ويد تحمل دلوا من الماء واسلاكا تفيض منها شرارات الكهرباء.

يقترب هذا الرجل منه بهدوء وضحكاته تعلو للسماء معلنا نهايته الاليمه ، يتصبب مارك عرقا ويرجف من الخوف ، لقد بدأ يشعر بالألم وهو لم يتكهرب بعد ….

يحاول الهرب ويحاول ويحاول لكن بلا فائده ، انها النهايه … تجحظ عيناه لاقتراب السلك اكثر واكثر ، يستسلم لواقعه الاليم ويرخي جسمه ، يغمض عينيه ويقطع انفاسه السريعه ، اصبح كالحجر اصم ابكم وصلب ليفقد السفاح لذه قتله ويبتسم ليغيظه ، يلامس السلك جسمه لكن قبل ان يتألم بشده يحس بيد تلتمس كتفه ، يلتفت ليرى زوجته تنادي وتقول : عزيزي الم تنتهي من رسم اللوحه ؟ بعد لقد جهزت العشاء .

ينهض مارك من كرسيه ويلقي بنظره للوحته مقتنعا بتلك الفكرة .. ما لم تضع نفسك في مكان الضحيه لن تتمكن ابدا من فهم اللوحه …

تاريخ النشر : 2015-07-16

العنقاء

سوريا
guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى