سؤال الأسبوع

متى ينفجر بركان غضبك؟

 
بقلم : بنت بحري – جمهورية مصر العربية

 

في النهاية لا يوجد بشر معصوم من الغضب

من منا لا يغضب؟ .. أنا أغضب و أنت كذلك تغضب ، كل من حولنا يغضب ، فأسباب الغضب عديدة لا حصر لها خاصة في عالمنا العربي، بمجرد أن تستيقظ من نومك إلا و تتراقص أمام عينيك هذه الأسباب بتبجح و كأنها تغيظك و تستفزك لتستخرج أسوأ ما بداخلك! ..

أسباب‎ ‎سياسية واجتماعية و اقتصادية، و قد تدفعك أتفه الأسباب و أبسطها إلى ثورة غضب ، فلدغة بعوضة حمقاء لك و أنت في قمة استغراقك في نوم عميق تجعلك تثور! و طنين ذبابة عمياء بجانب صيوان أذنك و أنت تتصفح كابوس تجعلك تفور! و وقوف نفس الذبابة البلهاء على وجبتك الساخنة التي تهم بالتهامها وأنت على وشك الموت جوعا قادرة على إدخالك في نوبة غضب هيستيرية أيضا ! طعام زوجتك السيئ الذي تقدمه لك و على وجهها نظرة فخر واعتزاز و كأنها شيف محترف يجعل بركان غضبك ينفجر و يرسل بحممه إلى هذا الطعام ليحترق! .

الغضب هو ذلك الشعور الذي يجتاح الإنسان و كأنه موجة توسونامي ، يصاحبه ضيق ، إستياء، تقلص في حدقة العين، إرتعاش ، أحمرار في الوجه بسبب اندفاع الدماء، فضلا عن زيادة دقات القلب و إرتفاع ضغط الدم و إرتفاع نسبة “الأدرينالين”.‏

هو ذلك الانفعال الذي يغير ملامح وجه الإنسان و يبدلها و تجعله كما و لو كان شخصا آخر غريب عنه! .

الغضب ليس شعورا قاصرا على البشر فقط بل يتقاسمه معنا الحيوان وإن اختلفت الدوافع و الأسباب و طريقة التعبير، فالحيوان عادة عندما يغضب يبدأ بالصراخ و التكشير عن أسنانه و أنيابه أو يضاعف حجمه و قد يضرب بحوافره الأرض ، و هناك بعض الحيوانات تكتفي بعدم الحركة و السكون كما في “ذكور الإبل” التي تمتنع عن الشراب و الطعام (إضراب عام عند البشر) و ذلك يحدث عندما تتعرض لمعاملة قاسية بسبب جهل و قسوة الرعاة و هو ما يعرف (حرون الإبل).

حتى الأنبياء و الرسل يغضبون و ليست قصة سيدنا”داود” و نابال ببعيدة عنا ، عندما أهان هذا الأخير داود و رجاله إهانة لا تغتفر و لم يقدر معروفهم عليه حينما حموا قطعانه من السلب و النهب ، فعزم داود على قتله جزاء فعله ،و بالفعل أتجه هو و رجاله إليه ، لكنه أدرك في اللحظة المناسبة أنه أخطأ في غضبه السريع فعدل عما عزم عليه.

إذن في النهاية لا يوجد بشر معصوم من الغضب ، بل أحيانا ما يكون الغضب واجب مقدس، أغضب عندما ترى مظلوم ، أغضب عندما تدمع عين محروم، أغضب عندما تجد الحق تحت الأقدام و الباطل فوق أسنة الحسام ، و أغضب من نفسك عندما تخون و لا تصون ثقة من حولك فيك.

و هناك الغضب المرضي ذلك الذي يفقدنا التركيز و القدرة على التفكير الصحيح و يجعل الجميع ينفضون من حولنا ! لأننا ببساطة نفقد أعصابنا و نتحول في لحظة إلى أشخاص نجهلها ،تتلفظ بألفاظ ما كنا نتصور أننا نعرفها أصلا! .

أسباب الغضب تختلف من إنسان لآخر بل أنها تختلف من وقت لآخر في الإنسان الواحد ، فما يغضبك اليوم قد لا يغضبك غدا ، لكل إنسان قائمة غضب دائما تتبدل و تتغير و لا تظل على حالها أبدا! .

و علي الرغم من النتائج السيئة لنوبات الغضب إلا أنه من الخطأ كبتها و كبحها ،لأن المشاعر السلبية ستتراكم بداخلنا مكونة تلال و جبال قادرة على سحقنا تحت وطأتها و على إصابتنا بالعديد من الأمراض و على رأسها الاكتئاب و ارتفاع ضغط الدم ! لذلك علينا التنفيس عن غضبنا بطريقة صحية لا تؤذي من حولنا كما يقول علماء علم النفس.

لك حرية الاختيار بين الإجابة عن الأسئلة أو التحدث عن الغضب دون التقيد بها .

1 – هل أنت شخص سريع الغضب؟ .. أم أنك تستطيع التحكم بغضبك؟ .

2 – هل عندك طريقة مجربة استطعت بها كبح جماح غضبك؟ .

3 – ما هي صفات الأشخاص القادرة على إخراجك من دائرة الاسترخاء إلى دائرة الغضب؟ .

4 – ما هي المواقف التي تجعل صبرك ينفذ و احتمالك ينهار و لا تجد غير الغضب بديلا؟ .

5 – أذكر ثورة غضب مررت بها في حياتك ؟ و هل أنت نادم عليها ؟ .

6 – هل سبب لك غضبك مشاكل مع من حولك؟ .

7 – ما الموقف الذي كان ينبغي عليك أن تغضب و لكنك لم تفعل لسبب خارج عن إرادتك؟ .

 

تاريخ النشر : 2015-08-04

guest
179 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى