تجارب ومواقف غريبة

خوف يشق الجوف

 
بقلم : المستجير بالله – سلطنة عمان

 

كانت بشعة ومخيفة وتصرخ في وجوههم ..

 

هنا سوف أقص عليكم قصصا بعضها مروية لي بينما بعضها الآخر تجارب انا مررت بها .. ولكن في هذا المقال سأحاول أن أسردها بأسلوب مختلف لتعيشوا الجو المخيف معي لننطلق في النفق المرعب لهذه القصص :

 

# أولا تجارب مروية :

 

1] القرينين :

 

منذ سنين طويلة أعطاني الأهل صحن الغداء وقالوا لي : خذ طعام الغداء هذا لذلك المسكين (كان ممسوسا ويهرب كثيرا من أهله للقرية أو غيرها لأنه كان ربما يجد راحته في حياة الشظف والأعتماد على نفسه غالبا في تدبير طعامه وحاجاته ) .. ركبت سيارتي وذهبت إليه عند الشاطىء حيث خيمته الخشبية الصغيرة المتواضعة حيث كان أكثر الوقت .

 

بدات أناديه بأسمه ولكن ليس من مجيب ، ثم ترجلت من سيارتي بإتجاه الخيمة ، وفجاة أقشعر بدني لم أجده ولكن وجدت زوجين اجنبيين كبيرين في السن جالسين وينظران للإتجاه الآخر ، تقدمت خطوات وفجأة أحست بي الزوجة وألتفتت لي وظهر عليها الخوف في عينيها فأسندت رأسها خوفا على كتف زوجها فألتف هو الآخر ورآني أقتربت منهما والزوجان مبهوتان . سألتهما بلغتي الإنجليزية المتواضعة : أين فلان صاحب الخيمة ؟!

 

لم يردا عليَ ، فقط فتح فميهما في ذهول وعيون جاحظة ولا يردان وأنا أكلمهما وفي نفس الوقت مستغرب

 

مع بعض الخوف من منظرهما وما زادني رعبا انهما كانا بملابس من الطراز القديم (مر عليها عشرات السنين) ومهترئة ورثة أو بالية . وضعت الطعام وغادرت وهما يطالعاني في ذهول صامت وانا أبادلهما نفس الشيء .

 

عدت للقرية ولم انسى الموضوع ، فمررت برجل وحكيت له القصة فضحك وقال : حتى أنت رأيتهم ، أولئك لم يكونوا بشرا ، وكل من رآهم قبلك بادلوه نفس المشاعر والافواه الفارغة والصمت المخيف .

 

ملاحظة : ذلك الشخص الممسوس ترك دراسته من الصف الاول وهو يتكلم الإنجليزية بإجادة لا يتقنها كثيرون

 

.. ويعتقد الناس كما اعتقد ان الزوجان اجنبيان من الخارج قتلا في الماضي على أيدي بعضهم في ذلك المكان ، فكانت هذه أشباحهم وصارت علاقة بينهم وبين ذلك الشخص وهم من علموه التكلم بالإنجليزية فهو لم يتعلم ولم يكمل دراسته أصلا .

 

2] أبو طيلات (أبو طويلات) :

 

هو جني اخضر اللون طويل القامة لذلك سمي هكذا نسبه لطوله الفارع وهو يظهر للناس في الليل في الطرقات ليرعبهم وربما ليؤذيهم .

 

تقول القصة : ذهب ر جلان مع حمارهما في الليل من قريتهم للقرية المجاورة ، وفي منتصف الطريق رأوا ذلك الشبح الطويل القامة القادم نحوهما ففزعا وأختبئا وراء تلة صخرية وهما يراقبانه بخوف شديد ،

 

مر بجانبهما ولم يلحظهما واكمل المسير حتى توارى عن الانظار ، فحمدا الله وتابعا طريقهما بأمان .

 

3] البيت المسكون :

 

بناه صاحبه بماله وها هو يراه يكتمل وحان وقت سكنه فيه مع أسرته ومن اول الأيام بدأ أفراد الأسرة يجدون إمرأة مجهولة ليلا في المطبخ ، كانت بشعة ومخيفة وتصرخ في وجوههم طالبة منهم الخروج من بيتها !! لم يطل صبرهم وخرجوا على مضض من بيتهم الجديد وعرضوه للإيجار .

 

إستـأجره رجل آخر مع أسرته ولم يطل بهم المقام فقد كانت تظهر لهم في نفس المكان وبنفس الرعب الذي يهز الأبدان فخرجوا منه سريعا ، ثم أستاجروه عمال وافدين ولم يطل بهم المقام لذات السبب وما زال مسلسل رعب هذا البيت المسكون مستمرا ولا أعلم بعدها كم من مستؤجر دخله أو هل إستأجره أصلا احد ما بعدهم بعد كل هذا الرعب الشديد ؟

 

# تجارب شخصية بسيطة :

 

1] كنت جالسا في الصالة أكتب مقالا قصيرا لأحد الأقارب بلغتي الإنجليزية المتواضعة ، وكان معي أخي امامي يحضر دروسه ، وكان بجانبه وعاء من حلاوة الطحينة ( نسميها رهش ) وهو أمام ناظري ، وأقسم لكم بالله أن الوعاء تحرك قليلا من تلقاء نفسه لسنتيمترات قليلة ففزعت وبدات أنظر لأخي لعله أنتبه ولكنه كانمندمج في دروسه فلم أشاء أن أرعبه ، فأنتظرت للصباح ثم أخبرته بالقصة وهو غير مصدق أن الأمر حدث بجانبه وهو لا يشعر !!

 

2] في ليلة الرعب التي أخبرتكم بها سابقا وقبل حدوث تلك الحوادث الثلاث ، ذهبت مع احد العمال وابن جارنا في القرية لداخل بيت جدي حيث العمال وكان البيت خاليا إلا منا نحن الإثنان والعمال وكانت حينها الكهرباء ما زالت مشتغلة ، فتوجهت معهم للمجلس الخالي والمغلق لإحضار البطانية والفراش ، وأقسم لكم بمجرد وصولي للباب قبلهم وقبل أن أفتحه رأيت من تحت الباب ظلا يمشي من الداخل قرب الباب فخفت قليلا وبدات أجادلهم وهم ينكرون ويدعون أني أتخيل ففتحنا الباب ولكن لم يكن هناك احد فأخذنا البطانية والفراش وأغلقنا المجلس ونسيت الموضوع تماما في تلك الليلة .

 

3] في أول سنة تدريس لي أنتقلنا ليلا لمسكن قديم ومهجور لمدة طويلة قرابة السنتين ولكن إستاجرناه بدل الزحمة في سكن المعلمين . فبدانا بنقل الاغراض وتوضيب المنزل وبدأ موعد النوم وبدأت معه كوابيسي .

 

في تلك الليلة ، أقسم لكم في تلك الليلة حدثت لي ستة كوابيس مرعبة كنت أشاهد فيها جن وقطط وغيرها تلاحقني وتخنقني وتريد أذيتي وكنت أصحو مرعوبا في كل مرة ، بل وقمت بتغيير مكاني في كل مرة فنمت في ثلاث غرفة مختلفة ونمت في فناء المنزل ثلاث مرات في أماكن مختلفة ولكن لم تتركني الكوابيس ليلتها فلم ينفعني تغيير المكان بينما أصحابي كانوا في سبات عميق ، ورغم ذلك ولقلة النوم نهضت نشيطا للعمل وفعلا كانت ليلة لا تنسى .

 

واقول الآن قد حان وقت الوداع ** وأن تجدوا في قصصي نشيد الإمتاع

 

تاريخ النشر : 2015-08-21

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى