تجارب من واقع الحياة

البحث عن النجاح في الحياة

 
بقلم : غازي البوزازي – من تونس و أقيم في فرنسا

 

واجهت عدة مشاكل كادت تكلفني حياتي و هذه قصتي للعبرة

إسمي غازي البوزازي و أنا شاب بالغ من العمر ٢١ سنة طموح يسعى وراء أهداف قد تبدو إلى بعض الناس شبه مستحيلة . ولدت في تونس بولاية جندوبة و أنا الآن أعيش بفرنسا و خلال حياتي للوصول إلى أهدافي واجهت عدة مشاكل كانت على وشك أن تكلفني حياتي و هذه قصتي للعبرة .

لما كنت في الخامسة من عمري دخلت السنة الأولى في التعليم الابتدائي و كنت تلميذا ذكيا حتى نهاية المرحلة الإبتدائية . لكن لما دخلت المرحلة الثانوية بدأت قدراتي الذاتية تقل و تتراجع شيئا فشيء , لأنني تربيت في عائلة متواضعة لكنها ليست بالعائلة المثالية التي حلمت بها طوال حياتي , كانت عائلة شبه أمية و لم أجد أحدا ليساعدني على المذاكرة ولكوني كنت أعيش غربة بين إخوتي فلا أحد منهم يريد مساعدتي.

و أثناء السنوات التي قضيتها في المرحلة الثانوية كنت أتعرض للاهانة من قبل الأساتذة و بعض الزملاء , و في يوم من الأيام قال لي أستاذ الرياضيات: ” ستظل بلا قيمة و عالة عن المجتمع ” .

قال لي هذا الكلام لأنني كنت ضعيف في هذه المادة و لا أجد يساعدوني على فهمها .

من بعدها توجهت إلى شعبة العلوم والحاسوب , فوجدت أن هذه الشعبة تطلب مستوى أعلى في الرياضيات و الفيزياء و برغم من ضعفي في هاتين المادتين إلا أنني لم أتنازل عن هذه الشعبة و واصلت فيها إلى أن تحولت المواد العلمية باللغة الفرنسية و أنا ضعيف جدا في هذه اللغة مما أدى إلى نزول تام لمستواي في التعليم .

و لما وصلت إلى مستوى بكالوريا ثابرت في دراستي و لكن بائت جميع محاولاتي بالفشل , و بعد أن رسبت قرر والدي أن يبعثني إلى فرنسا لكي أبحث عن مستقبلي هناك , و من بعدها تحصلت على بطاقة الإقامة في فرنسا و دخلت في معهد ثانوي في فرنسا برغم من عدم إتقاني للغة الفرنسية و كنت أقيم عند عمي و زوجته و لكن أصبحت حياتي أسوأ بسبب سوء معاملة عمي و زوجته لي .

أرادوا أن أترك الدراسة , و كنت متمسكا كوني أصبحت انسجم مع المجتمع الفرنسي و في دراستي , إلا أنهما طردوني من منزلهم و صرت فتى شوارع و بقيت 3 أيام في الشارع , و لحسن معاملة الأساتذة و الزملاء لي؛ أصبحت ممتاز في دراستي و انحلت كل مشاكلي في الدراسة و حتى أن الحكومة الفرنسية ساعدتني على إكمال دراستي و ضمان سكني و من بعدها نجحت في سنة البكالوريا لعلوم الإعلامية و دخلت جامعة علوم التكنولوجيا في علوم الحاسوب و ها أنا الآن الشاب البسيط الذي أهين من قبل أقربائه قد أصبح ناجحا في حياته و اليوم أنا أجيد اللغة الإنجليزية و الفرنسية و الأسبانية .

و من ثمة تعرفت إلى فتاة جزائرية و أعجبت بي و أنا أيضا بادلتها نفس الشعور و هكذا أصبحنا مخطوبين و كانت تعيش بمفردها و لكونها غير قادرة على العيش بمفردها فتزوجتها عرفيا و أصبحنا نعيش سوية و نحن الآن نكمل دراستنا إلى أن نجعل زواجنا بشكل رسمي .

و في النهاية نستخلص من قصتي أن المجتمعات الغربية تساعد على النجاح و تشجع على تخطي المصاعب و للأسف فإن المجتمع العربي قد فقد مبادئه التي بني عليها منذ زمن بعيد.

و هذا يؤكد أن الغرب يركضون وراء الفاشل لكي ينجح و نحن نركض وراء الناجح لكي يفشل و هذا هو سبب تراجعنا عنهم .

 

تاريخ النشر : 2015-09-01

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى