ألغاز علمية

التحريك عن بعد .. من حيل المخادعين إلى مختبرات العلماء

 
بقلم : ياسين أحمد سعيد – مصر
للتواصل : [email protected]

 

التحريك عن بعد قد يصبح متاحا للجميع خلال أربعين عاما فقط !

 

في رائعة ستيفن كينج (كارى)، تمتلك التلميذة الخجولة قدرات كامنة في التحريك عن بعد، وفي يوم التخرج ضاعف زملاؤها كمية المقالب التي يصبوها عليها، مما جعل هذه القدرات تخرج، في رسالة واضحة لنا كقرّاء، أن نحذر ألف مرة زملائنا المنطوين في المدرسة.

التحريك عن بعد .. من حيل المخادعين إلى مختبرات العلماء
كاري .. الفتاة المنتقدمة ذات القدرة الخارقة على التحريك عن بعد 

ولا عجب أن هذه الرواية صنعت شهرة كينج ،ليتحول من كاتب مغمور، إلى ملك أدب الرعب كما يلقبونه، أما عن المحركين في عالم الواقع، فلعل أوفرهم حظًا في الشهرة هو الإسرائيلي يوري جيلر، الذي تصدر طويلًا شاشات التلفاز، واعتاد بكل يسر أن يثني المعالق بقوته الذهنية فقط.

التحريك عن بعد .. من حيل المخادعين إلى مختبرات العلماء
جيلر .. اشهر من زعموا امتلاك قدرة التحربك عن بعد وعرض قدراته امام الناس

ظل عدد كبير من المتشككين أن يكون في الأمر خدعة بصرية، حتى ظهر جيلر في برنامج جوني كارسون سنة 1973م، وقام مقدم البرنامج فجأة على الهواء مباشرة باستبدال المعالق التي جهزها جيلر بمجموعة أخرى، وهنا انكسرت الأسطورة لأول مرة، وعجز جيلر عن ثنيها.

المشكلة أن العلماء قد يخسرون أمام الحواة، فينخدعون بحيلهم التي تعتمد على خفة اليد، ولا توجد بها ذرة من القوة فوق الطبيعية.

حتى مصطلح (السايكوكاينيسيس) ذاته، ابتكره العالم مايكل ثالبورن 1982م، خصيصًا من أجل صبيين أبهراه بما يمتلكان من تحريك عن بعد، هما مايكل ادوارد وستيف شو.

التحريك عن بعد .. من حيل المخادعين إلى مختبرات العلماء
كان التحريك عن بعد مجالا خصبا للكثير من الدجالين وألاعيب السحرة 

وبعد عام واحد اعترف الصبيان بأنهما كانا يستعملان الحيل، ولا يمتلكان قدرات خفية حقيقية.

بينما ظل المصطلح يكافح من أجل البقاء، Psychokinesis ، ويعود أصله بالأساس إلى اللغة الإغريقية، ويعني الحركة بتأثير الدماغ، بينما تختصره الكثير من الدوائر العلمية إلى PK .

احتلت هذه الظاهرة جانبًا من اهتمام معهد الراين الرصين، فأجرى عدد من التجارب في ظل ظروف من المراقبة المحكمة، وبالكاد نجح أحدهم بعد مجهود عنيف في تحريك ميزان حرارة بعشر الدرجة.

صحيح أنه نجاح ضئيل، لكنه حقيقي ويثبت أن الأمر ممكن، كما يوجد فيديو شهير لنينا كولا غينا، تقوم فيه بفصل صفار بيضة عن بياضها دون لمس الوعاء الزجاجي الذي يحويها، في تلك اللحظات سجل جهاز تخطيط القلب أن نبضها بلغ أربعة أضعاف المعدل الطبيعي، حوالي 240 نبضة، الفيديو موجود وشائع، وإن تظل كل المحتويات من هذه النوعية محل شك.

الفيديو المثير للجدل لقدرات نينا كولاجينا .. شاهد الفيديو بتمعن وانظر قدراتها واحكم بنفسك ..

يرى العالم ميشيو كاكو أن المستقبل سيكون للتحريك عن بعد عن طريق الآلة، بمعنى أن الإنسان بطبيعة الحال يستطيع التحكم في رسم المخ، بالتركيز في فكرة معينة، من الممكن أن ترسل هذه الأفكار إلى كمبيوتر يترجمها هو إلى حركة.

التحريك عن بعد .. من حيل المخادعين إلى مختبرات العلماء
في المستقبل سيتيح العلم للبشر الكثير من الامور والقوى التي قد لا نعتقد بوجودها إلا في افلام الخيال العلمي

وحقق عالم الأعصاب جون دونهيو فتحًا في هذا المجال عبر ابتكاره [Brain Gate]”بوابة العقل” ، الذي يساعد المشلولين على الحركة من نفس المنطلق العلمي، وأحدثت نتائجه دويًا واسعًا، عندما ظهر أحد مرضاه على مجلة نيشر صيف 2006م، وقد استطاع أن فتح بريده الإلكتروني بعقله، وتبديل قنوات التلفاز، ولعب الفيديو أيضًا.

وبالتأكيد ستفتح هذه النجاحات نافذة أمل للكثيرين، لكن في رأيي لا أعتبرها تنتمي إلى التحريك عن بعد بالمعنى الذي عُرف به هذا الأمر، لكنها عملية تبدأ بتخاطر مع الآلة، وفي مرحلها الثانية الآلة هي التي تحرك.

في المستقبل القريب، لن يصبح التخـاطر عن بعـد ( Telepathy ) أمرًا خارقًا للطبيعــة محصــور على بعض الأفراد المتحوِّرين جينيـاً – كمـا يظهـرهم فيلم X Men – .. ربما يصبح لدى الجميع القدرة على قراءة الأفكــار وتبادلها مع الآخرين بلا مشكـلة ..

العلماء في معهد تصنيـع الجزيئـات بكاليفورنيـا، وضعوا تصـورًا لزراعة ( رؤوس صناعيـة ) للبشــر، عبـارة عن حشــد من ( النانو – روبوتات ) الميكروسكوبية الدقيقة ، يمكن حقنها في الدماغ البشـرية ..

تنقل هذه الجسيمـات الدقيقة البيانات في صورة موجات فوق صوتيـة إلى مراكز النشـاط الموجود في أعصاب تجاويف الأذن الداخليـة ، فيشعـر المتلقي بصوت من داخل رأسه لا يتيســر لسـواه أن يسمعه ..

بل ويمكن تطويـر الأمر أيضًا إلى درجة عـرض (فيــديو) يعـرض في مجال رؤية شبكية العيـن، ما يـراه الشخص الآخر ..

يقول العلمـاء المشـاركون في هذا المشـروع:       

إذا تم تدبيـر التمويل اللازم بالميزانية الملائمة، فسوف يصبح ما يطلق عليه ( التخاطر عن بعـد ) متاحًا للجميـع في ظـرف أربعين سنــة على الأكثر !

 

تاريخ النشر : 2015-09-19

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى