أدب الرعب والعام

لمحت اللحظتين (2)

بقلم : ا ب ت – مصر
للتواصل : [email protected]

لمحت اللحظتين (2)
لمحت حياتي في الاتجاهين في تلك اللحظة

كل ما اعرفه فعلا انني اريد ان اعلم بقية حكاية عم حسن السكري ..صاحب تلك القوى الخارقة التي لا اعلم ما هي حتى الآن .

و هكذا توجهت الى المشفي, توجهت الى الاستقبال , و عند سؤالي لم اجد احدا بأسم حسن السكري, فخطر لي ان استعلم بأسم صلاح المنسي, و فعلا وجدته, صعدت الى غرفته في الطابق الثاني, طرقت الباب , فلم اجد رد , ازحت الباب ببطء و خفة بيدي , لأجد عم صلاح , نائم على جنبه , موصول بتلك المحاليل, لا ارى وجهه , فقط ظهره المنحني, و صوت انفاسه الباثقة من جهاز التنفس الصناعي, لمحت بعيني على المقعد بجانبه, دفتر يشبه تماما الدفتر الذي معي, فدخلت الغرفة على اطراف اصابعي, و جلبته ثم خرجت, لم انتظر و فتحته لأتاكد اني امسكت بالدفتر الصحيح, وفعلا, قابلتني في الصفحة الاولى, جملة ((النصف الثاني من حياتي)), ارتسمت على شفاهي البسمه , و شعرت براحه في داخلي,, واخيرا نار فضولي على وشك الانطفاء, نزلت الى الدور الاول لأجلس في كافتريا المشفي, و طلبت كوب من القهوة و بدأت في القراءة , وكانت كلماته كالتالي :

((اليوم هو اليوم المنتظر , سأصارح نسرين , فقد طلبت منها مقابلتي , سأفرغ الحمل الذي في داخلي,

اليوم هو اليوم الثاني من ديسمبر , انه يوم تاريخي و فاصل بالنسبة لي , كم اتمنى ان ينتهي كما تخيلت , وصلت باكرا الى مكان لقائنا, ظللت أفكر محاولا أن اجد صيغه تحتوي كل ما اريد ان اقوله بدون ان تشعر هي بأنني قد كذبت كل تلك الاكاذيب فقط لكي احصل على رضاها و اتقرب منها , و فجأة رأيتها تدخل امامي , مبتسمة تجلس في مقابلتي, بدأنا كلامنا كالمعتاد , نحكي عن ما مررنا به في الايام الفائتة, الخ الخ,

حتى تملكني السكوت , ثم نظرت اليها و قلت لها اني اريد ان اخبرها بشيء هام. فنظرت الي نظره متسائلة, و كنت على وشك البوح حين قاطعني نداء ترحيب من اصدقاء الجامعة الذي شائت الصدفة ان تجمعني بهم الآن في ذلك المكان و في ذلك الوقت, تبادلنا السلامات ثم جلسوا بالقرب منا , و الآن ما العمل لن اضمن ردة فعلها , ماذا ان عرفوا هم ايضا, سأخسر كل من اعرفه, يا الهي, ثم قاطعت هي تفكيري و قالت انها تريد ان تقول هي لي شيئا هاما ,فقلت لها ما هو,

فقالت, لقد حكيت لوالدي عنا و هو يريد أن يقابلك..

فنظرت إليها متعجبا..نظرت اليها متسائلا.. فمعنى الكلام الذي تقوله.. هو ان ما تخيلته يتحقق, انها تشعر بي , تشعر بما اشعر, ردت هي على نظراتي بإيماءة رأس, تختصر الكثير, يااه على هذا الشعور , انساني ما كنت اريد ان اقول . وجدتني فقط ابتسم . واطير فرحا,, نسيت كل ما اردت ان ابوح به, او تناسيته, اخترت ان اؤجله شيئا من الزمن..

في ذلك اليوم ليلا قابلت صاحبه العيون الزرقاء و لم استطع الا ان اخبرها..عما حدث.. نظرت الي تحاول التبسم . و لكني رأيت ما بداخلها … و لكن فرحي منعني من ان احزن على ضياع ذلك القلب مني,

مرت الأيام من حينها, و زاد تعلقي بنسرين كل يوم عن الذي قبله, ارهقني التفكير ,فانا لا استطيع ان اصارحها, و لن استطيع الارتباط بها دون ان اصارحها, لم اجد مخرج إلا شيء واحد فقط , وهو ان احاول ان احول كل ما قلته من كذب إلى حقيقة , و بدأت فعلا في ذلك.. فكنت اعمل صباحا و أتعلم الرسم ليلا, حاولت ان اغير عنوان بطاقتي الى منطقه اخرى, حاولت ان ارتقي بلغتي الاجنبية, حاولت ان اكون الكذبه التي كذبتها, اصبحت اعيش في دوامة , فمن ناحيه اخاف ان تعلم هي اي شيء من باب الصدفه عن حقيقتي , و من ناحيه اخرى احاول ان اصبح صلاح المنسي الذي في خيالها,

و كان يتخلل تلك الحياة شعور بالفراغ ينمو بداخلي, فصلاح القديم يأبى أن يرحل و الجديد اصعب من ان اتقمصه لو كنت اعلم هذا لحسبت حسابا لكل كلمه اقولها عن صلاح هذا قبلا ….

مرت الشهور مسرعة و حققت كثير مما كنت ابتغيه, فاليوم انا من ساكني المناطق الراقيه , فلقد نجحت اخيرا في تغيير العنوان في بطاقتي بعد مجهود شاق, و اليوم انا رسام محترف, استطيع ان ارسم ما كنت ادعيه فعلا, و اليوم تبرأت من أقاربي., فانا لن استطيع تغيير مهنهم او بيئتهم, ولكني استطيع ان ابتعد عنهم, و اليوم اصبحت اعمل ليل و نهار حتى استطيع ان اتقدم لنسرين .. وفعلا ها انا اليوم افعلها.. رفضني والدها في البداية, و لكنها اصرت علي , قمت بالمستحيل حتى اظهر امامهم صلاح المنسي الذي ابتدعته , و نجحت بنسبه كبيره في ذلك

, لا اصدق اليوم هو يوم الزفاف..وكأن حلم بعيد تحقق و لكن لماذا لا اشعر بالسعادة التي تخيلت انها ستتملكني و تغمرني في ذلك اليوم, انتقص منها شعوري بأن امامي حياه من الكذب و الخداع, فحقا انا امامي حياه كامله من التقمص الزائف لأعيشها… و لم أكن مخطئ

فدارت الأيام بدوائرها المفرغة.. و ما كان فرح و سعاده في البدايه اصبح ملل و سأم بعد ذلك , فكلم زادا اقترابنا من بعضنا , اشعر بان حياتي اليومية معها عباره عن مسرحيه ثقيلة الظل, امثل فيها دور البطولة, احسب الكلام , و احسب تصرفاتي, لم اتخيل ابدا اني سأعيش هكذا في بيتي, و الادهى من ذلك انها اصبحت تشعر بذلك , تشعر بأنني اتظاهر, اصبحت الحياة و اصبحت نسرين اخرى غير التي ارتبطت بها, لا أعلم هل هي التي تغيرت ام سأمي من حياتي الزائفة قبح صورتها في عيني)).

و هكذا ظل يحكي طوال الدفتر عن حياته المأساوية , التي يشعر فيها انه فاز بكل ما اراد ان يكسبه و خسر نفسه في المقابل, اصبحت حياته كئيبة, فتخللتها المشاكل كضيف لا بد من حضوره, حتى وصلوا الى مرحله النهاية,, ادرك كل منهم ان تلك العلاقه لن تنجح,, وصف عم صلاح تلك السنين التي عاشها مع نسرين بحلاوة الروح,, كان لا يصدق بأن ما تمناه يوما, كان زجاجا هشا, تشبث به متجاهلا ضعف بنيانه, فخذله..

لم يكتب لعم صلاح ان ينجب, لسبب طبي ما, و اصابه المرض بالضعف و الهوان , انتهت تلك السنوات الطويله بالطلاق , اصبح صلاح المنسي بلا عائله و بلا زوجه,, فعاش بين المستشفيات و بيوت المسنين و لم يسأل احد عنه و هكذا انتهى الدفتر الذي في يدي , دمعت عيوني حقا لذلك الشخص, فما أبأسها حياة التي عاشها هو..

أخذت الدفترين و صعدت الى غرفته لكي اضعهم , لكني حين دخلت تلك المرة كان عم صلاح نائم على الجنب الآخر,, وجهه في مقابلتي, تأملته لوهلة , ذلك الكهل, الذي عاش كل هذا , ثم نظرت الى يده وجدتها تحتضن دفتر ما , دفتر يبدو مثل الدفترين الذي في يدي , حاولت ان اسحبه من يده ببطء, , و نجحت في هذا , ثم جلست في المقعد بجانبه و فتحت ذلك الدفتر,,لأجد عجب العجاب ينتظرني….

فالكلمة الاولى التي قابلتني هي : ((النصف الثاني من حياتي)).

متعجبة قمت بقلب الصفحة و كانت كلماته كالتالي :

((اليوم هو اليوم المنتظر , سأصارح نسرين , فقد طلبت منها مقابلتي , سأفرغ الحمل الذي في داخلي,

اليوم هو اليوم الثاني من ديسمبر , انه يوم تاريخي و فاصل بالنسبة لي , كم اتمنى ان ينتهي نهاية سعيدة , كم اتمنى ان لا اخسرها, وصلت باكرا الى مكان لقائنا, ظللت افكر محاولا ان اجد صيغه تحتوي كل ما اريد ان اقوله بدون ان تظهرني كالمسخ, بدون ان تشعر هي بأنني قد كذبت كل تلك الاكاذيب فقط لكي احصل على رضاها و اتقرب منها , و فجأة رأيتها تدخل امامي , مبتسمه تجلس في مقابلتي, بدأنا كلامنا كالمعتاد , نحكي عن ما مررنا به في الايام الفائته, الخ الخ,

حتى تملكني السكوت , ثم نظرت اليها و قلت لها انا اريد ان اخبرك بشيء هام. فنظرت الي نظره متسائله, و كنت على وشك البوح حين قاطعني نداء ترحيب من اصدقاء الجامعه الذي شائت الصدفه ان تجمعني بهم الآن في ذلك المكان و في ذلك الوقت, تبادلنا السلامات ثم جلسوا بالقرب منا , و الآن ما العمل لن اضمن رده فعلها , ماذا ان عرفوا هم ايضا, سأخسر كل من اعرفه, يا الهي, ثم قاطعت هي تفكيري و قالت انها تريد ان تقول هي لي شيئا هاما ,فقلت لها ما هو,

فقالت, لقد حكيت لوالدي عنا و هو يريد ان يقابلك.. و هنا لم استطع ان اصمت …اخترت ان ابوح بما داخلي, على قدر ما شعرت في تلك اللحظة من احراج و خوف , على قدر ما شعرت براحه , حين اخبرتها بكل شيء , اخبرتها بالحقيقة , من انا فعلا و من عائلتي و منطقتي و كل شيء , و هي ظلت تنظر الي في صمت, عذرت صمتها, و لكنها لم تعذر صراحتي, رحلت , و لم اراها مره اخرى, و رحل ايضا كل اصدقاء الجامعه عني , فاشتهرت وسطهم بقصتي : ((صلاح المنسي ملك الحوارات)) …

الغريب في كل هذا انني لم احزن الحزن الذي تخيلت اني سأحزنه فقط شعرت بالوحدة لبعض الوقت و لكن سرعان ما تأقلمت معها,

و صاحبه العيون الزرقاء لم تدعني وحدي, كانت دائما بجانبي , زاد حبها في قلبي حتى انساني نسرين و ايام نسرين, كانت تشجعني علي ان اصبح ما اتمناه فعلا…

تزوجتها….و ساندني ابي و عائلتي.. كان يوم الزفاف يوما جميلا بسيطا بين العائلتين في منزلنا..لم يكن فخما.. و لكن الجميع كانوا سعداء بنا…

و مرت الايام و الشهور بيننا جميلة تنتصفها المشاكل و تعصف بها الخلافات, لكنها سرعان ما تهدئ و تصفو بيننا , اصبحت تعمل مدرسة في إحدى المدارس الحكوميه بجانب البيت, كنت ازورها احيانا و هي تعمل, و انظر لها من بعيد , وهي تتوسط الاطفال باسمه و ضاحكه.. لم ارسم لها يوما شيئا.. صحيح اني كنت ادعي الاحتراف في الرسم لسنين, و لكني في تلك المره رسمت بيدي فعلا , و كانت لوحه لها و هي تضحك , لم تكن جيده و لا حتى عاديه بل كانت لوحه سيئه مقارنه بالحقيقه, و لكن اعجبتها جد ا و احتفظت بها, و قالت لي انها من صنعي و هذا يكفي, لم اعرف التصنع و انا معها ,لم اعرف التكلف و انا بجانبها ..فكنت انا صلاح المنسي.. كنا نتابع مسلسل درامي يسمي ((عم حسن السكري)) , و كانت هي تحبه جدا و تقول انه يشبهني كثيرا.. فأصبحت تناديني بذلك الاسم و أصبح هو اسمي المفضل))

و هكذا ظل صلاح المنسي ,يحكي عن تلك السنوات التي قضاها معها, وحدهم, فلم يكتب له الانجاب , و لكنها تحملته, و هو كان دائم الأمل ..ومرت الايام و اصابه المرض, و اصبح ضعيفا , كبيرا, فساندته , و كانت هي العماد التي ارتكز عليه في هوانه,

احتاجوا الى المال , فقالت له ان لها قطعه ارض في بلدها الريفيه, ستبيعها من اجل علاجه, لم يرضى في البدايه و لكنها اصرت,, وحجزت له في دار مسنين حتى يرعوه في فتره غيابها, و كانت اول مره تبتعد عنه, شعر بوحشه الكون في داخله في تلك الايام,, و وصف ذلك قائلا: ((انه لم يعلم ان الاشياء قادره على الايحاء لتلك الدرجة العاصره للقلب))

و هكذا انتهى الدفتر الذي في يدي ,, لا اعلم ما هذا, هل هي خدعه , ام انه مجنون , كيف يكون له حياتين أهو مخبول ام يحلم ام ماذا , توجهت الى غرفته و لاحظت أن هناك ساعات قد مرت و انا اقرأ ذلك الدفتر و لكني لم اشعر بها, فتحت باب الغرفة ووجدته مستيقظ يجلس على سريره يتلفت يمينا و يسارا, يبحث عن شيء , أظنه الدفاتر, ثم نظر الي , و نظر الى يداي و انا احمل تلك الدفاتر, ثم ارجع رأسه للخلف و اخذ يتنفس بصوت عال و ساد الصمت المكان لمده دقيقتين او اقل , ثم اشار الي بالاقتراب منه و الجلوس , فجلست و لم انطق بكلمه واحده , ثم قال , لن اسألك من انتي يا ابنتي, و لن اسألك لماذا تتطفلي على حياه رجل مسن مثلي هكذا, لن اسئلك عن شيء حقا, لانني اظن انك ان كنتي قرأتي ما في يدك فعلا , فانتي تريدي ان تسألي عشرات الاسئلة , و لذا لن اسئل انا ,فاسئلتك وحدها ستكفينا نحن الاثنين, نظرت الى الدفاتر التي في يدي , ثم نظرت اليه ولم اتردد حينها , و سألته

– كيف ؟

– كيف ماذا؟ قالها بابتسامه خفيفه

– كيف تكون لك حياتين , فلقد قرأت دفاترك كلها , كيف تكون عشت حياتين !!

– ألم اذكر ان لي قوه خارقه , تلك القوى التي تكلمت عنها طوال عشرات الصفحات , ألم تقرأيها

– قوه خارقه, نعم لقد ذكرتها انت و لكن لم توصفها , فقد ظللت تتكلم عنها و تحكي و لم افهم شيئا في النهايه !

– هاهاها..نعم فانا كنت اكتب تلك الدفاتر لنفسي و لم اتخيل ان احدا سيقرأه غيري يا ابنتي , و لكني سأخبرك عنها وحاولي ان تفتحي عقلك و تستوعبي ماذا سأقول , تلك القوة لم احظي بها الا مرتين في عمري, الاولي كنت صغير لا اتذكرها الآن جيدا,, و المرة الثانية التي راودتني كانت في اليوم الثاني من ديسمبر منذ 40عاما ..

– اتقصد ذلك اليوم

– نعم .. يوم مقابلتي مع نسرين, ففي تلك اللحظه الفاصله شعرت بأنني راصد دافئ.. يري اللحظتين معا ..

– ترى اللحظتين…ما معنى هذا ؟..

– قولي لي يا ابنتي…هل ذهبت قبلا الى محطة القطار ؟ .

– و ما علاقه هذا بالموضوع

– فقط ..جاوبي على سؤالي

– نعم , ذهبت الى تلك المحطات كثيرا

– الم يصادف في مرة منهم ان تكوني واقفه على الرصيف الذي ينتصف المحطة و يمر قطارين متعاكسين من جانبك على الناحيتين..

– نعم حدثت لي مرة

– هو ذلك الشعور يا ابنتي.. لقد لمحت حياتي في الاتجاهين في تلك اللحظة, لا اعلم كيف اشرحها لك , و لكن هي هكذا

– إذن أي الحياتين قد عشت؟؟

– ألم تفهمي بعد ,أنا عشت الاثنتين , و لا تسأليني كيف؟ و لكن اسأليني أيهما اخترت؟؟

ساد الصمت بيننا لوهله قصيره, ثم نظرت اليه, و قلت اذن ايهما اخترت؟

نظر الى باب الغرفه الذي يقع خلفي, و ابتسم و لمعت عيناه, فالتفت لأراها و هي تدخل من باب الغرفة تمتلكها اللهفة , نعم كان محقا في وصفه لتلك العيون الزرقاء الساحره التي لم ينل منها الزمن و لم يخطف بريقها العمر , دخلت بلهفه و احتضنت يداه يدها وجلست بجانبه , لم يتكلموا

و لكن كان كلام العيون يتطاير في المكان, ليبعث لي رسالة بأنه لم يعد لي مكان في تلك الغرفة معهم, توجهت نحو باب الغرفه, و التفت لفتة اخيره لأنظر اليهم , فنظر إلي مبتسما ثم غمز بعينه , و رددت ابتسامته انا بتحيه وداع, و خرجت من الغرفه لأسير وحدي في الرواق , اسير و انا لا اعلم ما هذا الذي عشته و قرأته , أهي خدعه أم قصه خياليه أم حقيقة, و لكن حقا لا اهتم , فانا الآن اعلم بأنني اليوم تغيرت حياتي, اعلم بأنني اليوم لن اكمل طريقي كما انا, اليوم سأخسر ما و من حولي, و لكن لأكسب نفسي لن أعيش زائفة الروح حتى أكون سعيدة المظهر,, فأنا و في تلك اللحظة العابرة , اشعر بأنني لمحت اللحظتين..

تاريخ النشر : 2015-10-26

ا ب ت

مصر
guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى