أدب الرعب والعام

أحلام غريبة

بقلم : قيصر الرعب

إنه هو (لافكرافت) بنفسه!! وبدأت موسيقى مألوفة بالنسبة لي بالتردد

ليس من عادتي كتابة مقدمة.. لكن لنوضح بعض الأمور.. هذه سلسلة عن الرعب و القدرات العجيبة و الأشياء الغريبة.. من الممكن أن تكون بعض القصص غير مرعبة لبعضكم.. فقط تذكروا لكي تشعر بالرعب و تغزو جسدكم تلك القشعريرة يجب عليكم ان تتمتعوا بخيال خصب.. اعتبر بطل القصة هو أنت، تخيل ما يراه.. أوهم نفسك انك تشاهد فيلم.. و أيضا لا تقرأ قصص هذه السلسلة و الشمس ظاهرة في السماء.. إذا كنت في النهار.. عد وانتظر حتى الليل.. انتظر حتى يعم الصمت، لقد تكلمت كثيرا فلنبدأ حالا حتى لا يصبح الأمر غير مرعب أو مملا أكثر من ما هو عليه.. أطفئوا الأضواء.. وليبدأ لحن الرعب.

* * *

افتح عيناي لأجد نفسي ممدد في تلك الأرض الخالية تماما و السماء خضراء اللون.. انهض و أدرك ان الشمس تختفي في الأفق.. شمس حمراء وسط سماء خضراء.. بالطبع انا في حلم او انا اعيش كابوس.. هنا احسست بذلك الشخص يقف في تل قريب خلفي.. التفت إلي جهته و..الموت! .. ان له نفس ملابس الموت كما تصوروه في العصور القديمة، لا يبدو انه منتبه لي انه ينظر الى الشمس في الأفق.. رفع يديه كأنه يتحدى الكون وبدأ يتكلم بلغة غريبة لا افهمها يتكون الحرف منها من مائة حرف في نفس الوقت.. لكنها وصلت إلى عقلي كاملة مترجمة كأنها أشعار وبصوت غريب قوي :

“اغربي يا شمس الدفء و النور، أعلني قدوم ليلة الصمت و البرد المحتمان …

فيها تتجول وحوش لم يعرفها الإنسان…

فيها ينتشر جنود الظلام في كل مكان…

و يتحرر ألف كيان و كيان…”

نظر إلي فجأة نظرة جعلتني أتراجع و أتعثر.. قال و هو يضغط على كلماته :

” حينها.. يأتي الرعب من اللامكان”

و بعدما انتهى من كلامه كان الليل قد حل تقريبا و استطيع بالكاد رؤية شيء .. لكني رأيت شبحه و هو يبتعد و يقول شيء ما وبالطبع وصلتني الترجمة :

“فلنبدأ..”

لا أدري من أين ظهر ذلك الشاطئ..البحر هائج ، ظهرت غيوم غريبة الشكل لونها رمادي داكن في وسط السماء الخضراء.. حينها أحسست بشخص يقف بجانبي , التفت فاذا هو ذاته الشخص الذي يلبس ملابس الموت إنه بشري وليس هيكل عظمي كما توقعت، لكن لم استطع تمييز ملامحه.. أشار إلى البحر الهائج وقال بصوته المميز وهو ينظر إلى البحر:

“(لافكرافت)!! صاحب قصص الرعب الأقوى و الأشنع على الإطلاق”

هنا ظهر ذلك الشبح في وسط البحر، و هو يسير على الماء.. عندما اقترب ذلك الشبح منا ادركت من هو..إنه هو..إنه..إنه (لافكرافت) بنفسه!! بدأت موسيقى مألوفة بالنسبة لي بالتردد في المكان -اظن انها موسيقى شخصية (بين/الألم) في (ناروتو)-..عندما خرج من البحر نظر إلينا و اتجه الى مكان يغلفه الضباب.. نظرت الى جانبي فلم ارى الشخص، قررت اللحاق بـ (لافكرافت) و اتجهت الى الضباب..لاحظت اثناء طريقي ان هذا الحلم ليس مشوش او غير واضح بل هو كأنه حقيقة، يقولون ان الأحلام الملونة تدل على اضطراب نفسي فما قولهم عن حلم فيه موسيقى.. كما أنني حر في هذا الحلم ليس كباقي الأحلام التي لا يملك الشخص التحكم في نفسه فيذهب تجاه الخطر وهو يريد ان يهرب اصلا.. ها انا اخترق الضباب و فجأة أرى نفسي في قاعة مع جماعة من الأشخاص ملتفين حول طاولة و إضاءة خافتة تنبعث من جدران القاعة ..عندما دققت النظر اكتشفت إني أمام كل من كتبوا أدب الرعب.. هذا الوجه الحزين انه (ادجار الان بو)..و هذا العجوز أليس هو (روبرت بلوخ)..و هذا العجوز الآخر أليس هو (النجرون بلاكوود).. و ذلك الشخص الذي يرتدي ملابس كأنها من عصر سابق هو (هوارس والبول).. وهذه الفتاة أيضا بثيابها التي تنتمي للعصور السابقة هي (آن رادكليف) أوليس هذا (برام ستوكر).. هذا هو (ستيفن كينج) و هذا هو (كليف باركر) و هذا (واشنطون إرفنج) و هذه هي (آن رايس) أليس هذا (روبرت لورانس شتاين) او (ر.ل شتاين) و هذا (دين كونتز) وهذا (دستويفسكي) وهذا هو (ريتشارد ماثيسون) أليس هذا (فرانتس كافكا) وهذا (بريان لوملي)و هذا (كلارك أشيتون سميث) كما انه هناك الكثير من الأشخاص الذين كتبوا أدب الرعب وأنا لا اعرفهم يبدو ان الذين كتبوا أدب الرعب كثيرين جدا.. كنت انظر إليهم كالمجنون، هل هذا حلم؟.. إذا لا اريد ان استيقظ.. شعرت بذلك الشخص يقف خلفي والتفت أليه و سألته من هو فأجاب بضحكة زلزلت المكان جعلت الأشخاص الموجودين يلتفتون إليه و بعد انتهائه من الضحك قال:

” انا فقط شخص من زمن قديم.. انا قديم قدم شعور الرعب ذاته..”

سألته كل الأسئلة السخيفة الممكنة و هي كالتالي : لماذا انا هنا؟ و ماذا يفعل كل واحد من هؤلاء هنا؟ والأهم هو أين انا؟..و هذا دليل آخر على ان هذا ليس حلم ففي الحلم تعرف كل شيء حولك.. فقال و هو ينظر إلي و يبتسم:

“أنت لست في حلم، صحيح أن جسدك في فراشك نائم لكن أنت هنا في مكان لا يعرفه احد غيري و غير هؤلاء” أشار إلى الأشخاص خلفه وأردف” أنت تحب أدب الرعب يا (كامل).. وهناك الكثير من الأشخاص يحبون و يكتبون عن الرعب لكنهم ليسو كتاب رعب حقيقيين.. فأن لم يخترك الرعب فأنت لست كاتب أدب رعب حقيقي.. أنت تحب و تكتب عن الرعب لكن الرعب هو من أختارك و هؤلاء سيعطونك خبراتهم في هذا المجال لكي تتحسن و تصبح واحد منهم.. ومن يدري ربما أصبحت بالفعل كما تتمنى أفضل من كتب عن الرعب في التاريخ..”

اتجه إلى مكان ما و اخرج شيء يشبه الختم و فجأة شعرت بألم في ظهر كفي.. نظرت فإذا بعلامة ترسم على ظهر كفي و تشبه الحرف Z بالانجليزية و بالعرض في وسط حرف الـ Z حرف الواو بالعربية.. قال الشخص:

“لقد تم ختمك بالختم.. و إن توقفت عن كتابة أدب الرعب هذا الختم يستطيع أن زيعذبك و يطوف بك في عوالم قصص الرعب الشنيعة.. ستتمنى الموت لكن لن تناله..”

تجاهلت كلامه.. لأنني اعرف إني لن أتوقف حتى أموت عن كتابة أدب الرعب .. تابع الشخص كلامه:

“الآن أتركك مع جميع من سبقوك في الكتابة عن الرعب و سيعطونك جميع خبراتهم..”

فجأة اختفى الشخص و بدأ الجميع يحدق في.. لا اعرف ماذا حصل بعد ذلك كأنه مشهد تم قطعه من الحلم..

و ذاب العالم من حولي.

* * *

و استيقظت فزعا من النوم و أرى معالم غرفتي الضيقة.. أدركت أني كنت أحلم لكن الغريب اني أتذكر الحلم بالتفصيل و الأغرب اني لا اذكر المشهد المحذوف.. أخذت هاتفي لأعرف الوقت ، فوجدت موسيقى تنبعث منه بالضبط موسيقى شخصية (بين/الألم).. لقد تذكرت لقد نسيت إغلاق الموسيقى و نمت فادخلها عقلي الباطن إلى الحلم.. لكنه في النهاية حلم جميل.. أطفئت الموسيقى و تأملت كتب قصص الرعب المتناثرة في أرجاء الغرفة.. نظرت إلى ظهر كفي فوجدت تلك العلامة.. لم أفكر كثيرا لقد رسمت هذه العلامة وأنا نائم، أقنعني هذا المنطق رغم أني ارتجف و قررت تجاهل العلامة.. أمسكت ذلك الدفتر الذي كتبت فيه ذكريات جاري الذي زرته أمس.. وهي الذكريات التي تناولتها.. حينها بدأ الصداع.. ذلك الصداع الذي اعرف انه يحصل بعد كل وجبة ذكريات.. انه الألم الذي يأتي بعد اللذة.. لا بد ان جاري لم يتخيل في أسوء كوابيسه أن يلتهم احد ذاكرته، سيستيقظ فاقد للذاكرة لكنه لن يعرف انه أنا من التهمتها.. لست نكرومانسي أو سفاح يهوى القتل ولا كائن قادم من عالم آخر لكني وبكل بساطة آكل ذكريات.. اذكر أن اكتشافي لهذا بعد ما تعرضت لذلك الحادث.. تبا إن الصداع يشتد.. لهذا اكتفي بوجبة ذكريات كل عام.. و الغريب اني التهم الطعام مثل أي احد من الاشخاص لكن اكتفي بوجبة ذكريات كل عام و طعمها رائع جدا.. تأملت أنحاء غرفتي الضيقة التي تقع تحت السلم في هذه البناية.. صمت.. ضوء خافت.. الجو مناسب للرعب لكن – لأول مرة – لست في المزاج المناسب للرعب.. بدون الرعب أجد الليلة مملة للغاية.. رغم أن لدي أطنان من كتب قصص الرعب لكتاب مختلفين حول العالم مبعثرة في الغرفة.. إذن لا مفر من استدعاء هذا الأحمق.. لا يخفى ان هذا الأحمق هو انا وسأستمتع بالثرثرة مع نفسي.. ظهر و جلس على كرسي أمامي وقال:

“انا ضيفك الليلة..ألن تكرمني؟”

“أنت لا تشرب و لا تأكل أصلا.. أنت هنا لتسليني”

“ربما أنت ستسليني..احضر تلك الأوراق و ابدأ بالسرد فانا اعرف انك تريد ذلك”

نهضت و أخذت الأوراق التي تحكي قصص أشخاص و تجاربهم المرعبة و في بعض الأحيان الغريبة.. قلت له:

” كل هذه القصص أتت لي عبر أحلامي.. اكتشفت قدرة غريبة بجانب أكل الذكريات.. أصبح بإمكاني أن التقط الذكريات و أنا نائم.. الذكريات تجول عبر الأثير و انا اعمل كجامع لها عند النوم.. و لا ادري لماذا تصلني فقط الذكريات الغريبة والمرعبة.. اذكر انه و صلتني ألف ذكرى عن أناس تعاملوا مع الجن و السحر، لكن لم اكتبها لأنها مكررة وكثيرة.. فقط احتفظت بالقصص المثيرة..”

“اعرف هذا..”

“هناك قصص من أزمنة قديمة.. هناك قصص شنيعة و مرعبة.. هناك قصص غريبة.. بأي نوع نبدأ من هذه القصص؟..”

ملاحظة :أختارو ان كنتم تريدون اي نوع من القصص يبدأ بها كامل.. و ايضا هذه القصة اعتبروها مقدمة ايضا للسلسلة.

تاريخ النشر : 2015-11-05

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى