تجارب من واقع الحياة

حياة غريبة

بقلم : اميمة ماحي – مغرب

هناك اسئلة كثيرة تدور في عقلي عن هذه الحياة

من صغري و انا فضولية بطبعي احيانا اشعر اني مجنونة او اني غريبة و غامضة عن هذا العالم المتواجدون ! اريد فقط ان يجيبني احد بشيء يقنعني و يشبع هذا الفضول الذي يحوم بداخلي و يكبر شيئا فشيئا نتيجة عيشي و مسايرة هذه الحياة فكل مرة و كل لحظة اطرح اشكالية اخرى في نفسي و في داخلي و احاول شخصيا تحليلها و الجواب عليها ! اظن حقا اني مجنونة !!

منذ ان كان عمري ٨ سنوات و انا في هذا الحال على ما اتذكر كانت لي غرفة كباقي الفتيات كنت اعتبرها مثل المملكة و انا الملكة ، كل وقتي اقضيها فيها و كان لدي صندوق كبيرة بعض الشيء و يملاه بعض الاشياء قد تبدو لكم ليس لها قيمة : دمى قديمة ، مسامير ، مرآة صغيرة ، خيوط بألوان مختلفة …و لكن كانت تعني لي هي منقذي من الملل و الكآبة لم يكن لدي اصدقاء فوقتي كله مع اغراضي العجيبة فلا اكذب اني كنت ابالغ في كمية هذا الوقت الذي اقضيه في غرفتي العب و ارسم و اتامل و انام قليلا و اسهر كثيرا!!

مر الوقت و حل بي الامر ككل الاطفال في سني ان ادخل للمدرسة كان يومي الاول كسجن لا محال للهروب منه لم اتأقلم مع الوضع فكنت ارى كل اقراني يلعبون و يمرحون من حولي و انا بمفردي لم اتجرأ حتى ان اقترب منهم انتهى اليوم الدراسي او ” اليوم المشئوم” و ذهبت إلى منقذي اظن انكم قد عرفتوه ، نعم انه صندوقي العجيب ..و لكن عندما فتحته و حاولت ان اتكلم مع الدمى و مع اغراضي لم يجبني احد لماذا ! كانوا يختبؤون وراء الصندوق لماذا لا يريدون ان يلعبوا معي ! لقد فقدوا قوتهم السحرية لم تتحول المسامير الى سيارات و لا الدمى الى حوريات البحر و لا حتى الالوان الى قوس قزح ..انهرت من البكاء و نمت من شدة الحزن و التعب ايضا .

مر الوقت و مرت السنوات و نسيت علبتي و بدات اتدرب على ان اواجه هذا الواقع و اتاقلم مع بني جنسي ، بدات اكون صداقات و اتبادل الحديث و النقاش معهم في مختلف المواضيع ، و لكن كل يوم اتأمل في اي شيء و احاول تفسير كل تصرفات غيري بطريقتي الخاصة فلم اكن اقل لأي واحد ما اشعر به و ما يدور في ذهني تكاثرت هذه الأسئلة و الإشكاليات في ذهني و سأطرحها اليوم في هذا المقال .. قد تبدوا غريبة لبعض الناس و لكن المهم أني سأقول كل شيء :

١) لماذا كلنا مررنا بنفس المراحل مثلا : هل سبق لك و ان كنت صغيرا أكلت بعض الحلوى و انت تمثل انك في حالة غضب و بعد تناولها تشعر انك مرتاح أو هادئ – فتحت الثلاجة في المنتصف لكي ترى هل يبقى الضوء أم لا … اغلب هذه الأشياء مضحكة و لكن ألا تظن إننا مررنا كلنا بها بدون ان يسيرك احد او يطلب منك ان تفعلها !

٢) لماذا نتعايش كأننا حيوانات نتقاتل و نتقاتل لكي ننجو و و كل شعب او بلدة تدافع عن نفسها بقولها اريد ان احمي بلدي و ان اوفر له كل الامكانيات لذا فيجب قتل هذا و هذا لكي اكون انا الاقوى !!

٣) لماذا نسمي المدرسة بـ (المدرسة) و هي لا تعلمنا شيء !؟ فما نفعله ان نذاكر و نحفظ ثم نضع كل تلك الافكار في الامتحان ثم ينتهي الموضوع !! لم نستفد شيئا ابدا و كل ما حفظناه سيذهب مع السنين

٤) لماذا عندما نرى شيئا او ما اعني انسانا ضعيفا سريعا ما نحتكره حتى لو ليس بطريقة مباشرة بل بالضحك عليه !! لماذا لا نضع انفسنا مكانه ! لماذا عندما يضحك عليك الجميع تشعر بالدونية و بالحزن و تغضب

٥) لماذا نحن نعيش في هذه الحلبة للمصارعة ! الكل يريد الشيء لنفسه و لاولاده لماذا نحن نشعر بالحنين و بالشوق فقط لأبنائنا و لأهلنا و نتوخى ان نفتقدهم ! لماذا لا نحس بهذا الشعور عندما نرى أبرياء يقتلون بدون ذنب أمامنا هؤلاء كذلك إخواننا أليس كذلك؟

لدي أسئلة كثيرة و لكن طويلة و لا اريد ان اطول اكثر من هذا الكافي اني طرحت بعضا من اشكالياتي و و ذكرياتي .

تاريخ النشر : 2015-11-27

guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى