الغرفة المحرمة
اردت ان اعرف سر تلك الغرفة |
الخاله منى هي زوجة ابي ، واقل ما يقال عنها انها فقدت الإحساس بالرحمة ، تتصرف كحرباء وتتلون كيفما تريد، تماما كزوجة الاب في القصص الخياليه .
اعتادت الخاله منى ضربي وايذائي ، اعتادت اخفاء وجهها الجهنمي بقناع الام الحنون امام ابي واقاربي ، كما اعتادت تكشير أنيابها علي .
كان ابي يعود للمنزل بعد عمله الطويل ، ليرتاح ساعتان ،ويذهب لعمله الاخر، بينما تمضي خالتي وقتها في الغرفة المحرمه ،كما اسميها ، والتي لا يدخلها احد سواها ، ولا يعلم احد ما يقبع خلف بابها الخشبي الاسود .
في احد الايام ، كنت مع الخاله منى في المنزل وقد كانت تتحدث عن دفينة والدتها ، مع احد الاشخاص على الهاتف ،وتقول سأستخرجها لو كلفني ذلك ثمنا غاليا .
اغلقت الهاتف ونظرت لي ،وكأنها الشيطان ثم قالت : اسيل هل تودين دخول غرفتي ؟
اجبت بكل تأكيد ، لأني اردت ان اعرف سر تلك الغرفه، قالت اليوم في المساء سأدخلك هناك ، ولكن التزمي الصمت ، ولا تخبري احد بذلك .
انتظرت المساء ، وليتني ما فعلت . دخل رجل اسمر والوجه ، يرتدي البياض ،ويحمل بيده عصا غريبة الشكل ، قال لخالتي هيا جهزيها بسرعه ، اجلستني على احد المقاعد المتهالكة ، وكانت الغرفه تغرق بظلام دامس ، وشعرت بيدين قويتين تلتفان حول عنقي النحيل .
وهذا ما اذكره ، استفقت بعدها لأجد نفسي وحيدة في تلك الغرفه، حاولت الخروج بدفع الباب ، لكن الغريب اني اجتزته دون ان افتحه .
خفت كثيرا ، وخاصة ان حلقي كان متورما ، نعم تذكرت لقد سمعت خالتي وهي تكلمني ؛ قبل ان اغيب عن الوعي ، لقد كانت تسألني عن الدفينه ، وانا أجيبها بصوت عجوز اني وضعتها في قبر ابو مسعود ، وان هناك من يحرسها من ارصاد الجان ، كانت رائحتي تشبه رائحة المراحيض ، وملابسي متهتكة كأنها تعرضت للتمزيق .
رأيت ابي وتلك الحيزبون، كان ابي يصرخ ويقول أين اسيل ؟ ، فتاه في العاشرة ، اين اختفت دون اثر .
فقالت له : انها لن تعود ربما هربت ، فهي تعاني مرض نفسي غريب .
فقال ابي :ولكن ابنتي ليست مريضه .
فأقسمت انها رأتني مرات عده اكلم نفسي ، واني واني واني …..!
جلس ابي العزيز ، غاضبا تتراقص في عينيه دموع الحزن . ذهبت اليه وجلست كما اعتدت ووضعت رأسي فوق فخذيه ولكنه انتفض ،وقام بسرعه ، ناديت عليه ، ولكنه لم يجبني ، ترا لما هو غاضب مني ، ولما لا يكلمني كأنه لا يسمعني .
جلست على الأرض فزعة ، ماذا حدث لي ،احسست بألم برأسي ، تذكرت ان الرجل الاسمر قال للخاله منى : ان ارصاد الجان طلبوا قربانا لتظهر تلك الدفينه ، وانهم يطلبون بنتا عذراء بتول .
فقالت الخاله : هي لهم وارتاح منها انا .
لم افهم ما يجري ، سمعت طرقا ع الباب ، فقال الرجل الاسمر مخاطبا الخاله : ضعي كيسا على رأسها حتى لا ترى شيئا .
ثم اخذ يتلو تعاويذ بلغه اخرى، اهتز جسدي بشده وبعدها ارتفع الغطاء عن عيني ، فوجدت اني في مكان اشبه بالكهوف ، لاجد حولي مخلوقات من ظلال سوداء تتطاير حولي ، أقترب احدها مني ، فأحسست كأن عنقي فصل عن جسدي . وسمعت صوت الرجل الاسمر يقول لخالتي انتهت المهمة ستأخذين الدفينه ، فأخذا يضحكان بشده وبعدها غبت عن الوعي تماما .!.
أما الآن ، يا آلهي انه صوت جدتي الحبيبة، وهي تسأل عني الآن ، ركضت نحوها فرحه ،سأخبرها عن تلك المنى الملعونة، ستنقذني سأذهب معها ، ولكني اخترقت جسدها دون ان تشعر بوجودي ، وبقيت تجادل ابي وخالتي مستنكرة هروبي الغريب .
شعرت بغضب عارم ، يا ترى ماذا قالت لابي عني حتى غضب مني ، وما قصة الغرفه والدفينه ولما لم تشعر بي جدتي الحنونة .
ذهبت للمطبخ حيث كانت خالتي هناك ، كان وجهها الجهنمي المقيت محمرا من بخار الطبخ ، وقفت امامها وخاطبتها : ماذا فعلت بي ايتها المرأة الحقيرة ؟ ماذا اصابني اجيبي ؟ .
ولكنها لم تسمعني ، وشعرت ان يداي ترتجفان وان اسناني تصطك بغضب ، فانقضضت عليها ، وشعرت اني مزقت حنجرتها بأسناني ، واني غرست يداي في احشائها …
رفعت نفسي ونظرت لعينيها الجاحظتين واحشائها المتناثره على الارض ، فنظرت لخيالي بالمرآة خلفها لأجد وحشا متناثر الشعر احمر العينين ويسيل الدم من فمه ، ويلبس ملابسي المتهتكة.
هل هذا الشيء هو انا ؟ سألت نفسي وانا امضي خلال الجدار ..
تاريخ النشر : 2015-12-11