تجارب من واقع الحياة

ضاع الحلم.. ولكن من المسئول؟

بقلم : ليديا – الأردن

ضاع الحلم.. ولكن من المسئول؟
كيف اتحمل رؤية زوجي مع امرأة أخرى ؟

في هذه الليلة و العالم ينفض عنه اوجاع سنة و يفتح ذراعيه لاستقبال اخرى، و بينما تنطلق الالعاب النارية في ارجاء المعمورة و تعلو الضحكات مستبشرة بحلول عام جديد، اجلس في غرفتي ذات الاضاءة الخافتة اكتب رسالتي هذه إليكم و النار تضطرم في صدري.

انا يا سادتي الكرام فتاة في منتصف العقد الثاني من العمر، تخرجت حديثا من احدى كليات القمه كما يصفها البعض، و بتفوق و قد كنت اعيش منذ اشهر قليله اجمل ايام حياتي، حيث كنت بصدد التحضير لحفل تخرجي و حفل زفافي على الرجل الوحيد الذي احببت، حيث جمعتني به قصه حب تجاوزت السبع سنوات و نصف.

منذ اشهر معدودة انهينا تجهيز المنزل الذي تشاركنا في اختيار عدد غرفه و تصميمه و لون طلاء كل غرفه فيه بل و كل ركن و كم ضحكنا لعنادنا السخيف على قطعة الأثاث هذه او تلك.

و لقد قضيتنا سنوات طوال في التخطيط لـ “يومنا الكبير” بكل تفاصيله، قاعة الحفلات، عدد الحضور، لون بذلته و تصميمها، شكل فستاني و طرحته، أغنيتنا التي سنرقص عليها، درجه الاضاءة، فقاقيع الصابون التي سترافقنا في رقصتنا الأولى و و و ….

و لكن كان للقدر كلمه اخرى، فقبل شهرين من حفل الزفاف، اي منذ ثلاثه شهور و سبعه عشر يوما بالتحديد، توفي شقيق خطيبي في حادث سيارة على الطريق السريع، فأجلنا الزواج، و دخل الجميع في حداد طويل لم نخرج منه ابدا.

و يشهد الله كم وقفت الى جانب خطيبي و عائلته و كم بكيت لوفاة شقيقه الذي كان بمثابة شقيقي الاكبر. و لكن خطيبي اتصل بي بعد شهر و نيف من الوفاة و اعلمني بقراره ذاك … وجدت نفسي اقفل الخط في صدمه و ذهول لم يفارقاني الى اليوم.

كيف لا و هو يقول لي بأنه مجبر على الانصياع لقرار عائلته و الزواج من ارملة شقيقه المرحوم ليربي اطفاله الايتام خوفا من ان ترحل امهم و تأخذهم بعيدا عن أجدادهم .

طلب إلّي و انا زوجته شرعا (فقد عقدنا قراننا قبل وفاه شقيقه) بان اقبل أن يتزوج، واعتذر و خيرني بان أكون الأولى فهو رغم إصراره على الزواج من أرملة اخيه لم يقبل ان اكون الزوجة الثانية.. و كما قال من حقي ان اكون الأولى و لكن من حقه ان يتزوج من يريد و متى يريد!!!!! .

لم اجبه يومها، لأن الصدمة عقدت لساني و قراره حطم قلبي و هدم احلامي، فكيف لي ان ابتسم و اسعد بزواج اعلم يقينا بان هناك من ستشاركني فيه؟

كيف اتحمل رؤية زوجي مع امرأة أخرى و ان كانت زوجته ؟؟

و هل لي بصبر على فراقه في تلك الأيام التي سيكون فيها معها بينما انتظره وحيدة و مقهورة تتآكلني الغيرة؟؟؟

بكيت كثيرا في لقاءنا الأول بعد الفاجعة و لكنه تجاهل دموعي و اعتذر بأنه لا يستطيع خذلان والديه و أبناء أخيه، و عائلته..

و لكن ماذا عني يا (ف) ؟ .. إلى هذه الدرجة لا أساوي في نظرك شيئا حتى تفضل الجميع عليّ؟

لقد رفعتك فوق الجميع حتى نفسي و لكنك وضعتني في آخر قائمتك بعد الكل .. حتى الغرباء منهم….

كان معك حق لقد ضحيتُ كثيرا في سبيل حبك، و قدمتُ تنازلات كبيره في سبيل ان نكون تحت سقف واحد يوما ما، و لكنني للأسف لن استطيع هذه المرة ان اتحمل لأن ثمن التضحية الأخيرة (كما اسميتها يومها) غال جدا .. ثمنها كرامتي و احترامي لنفسي و لك..

و لذلك فضلت ان ابتعد لافسح لك المجال لكي تبر والديك و تصون زوجه اخيك و تربي ابناءه و كانت الضريبة ضخمة.. فأنا اليوم بفضلك احمل لقب “مطلقة” و لم اذق من سعادة الزواج شيئا.

و لكن ما آلمني أكثر انك انتقلت معها إلى بيتنا و أنت تعلم كم أحببت بيتنا يا (ف)، و كأنك كنت تنتظر رحيلي بفارغ الصبر.

لقد خذلتني و آلمتني و طعنتني في مقتل و اغتلت فرحتي، و لكنني سأحاول النسيان و أدعو الله أن لا نجتمع و لو صدفه مرة أخرى لأنني اعلم بأنني لو رأيت سعادتك معها فلن أكون قادرة على مسامحتك يوما.

تاريخ النشر : 2016-01-03

guest
88 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى