أدب الرعب والعام

الحديقة الغامضة + نسخة اصلية

بقلم : كهرمان – السعودية
الحديقة الغامضة+نسخة اصلية
رغم ان القصر مهجور , الا ان حديقته لا تذبل ابداً !
في اطراف احدى القرى الجبلية الهادئة , يقع قصرٌ كبير لإحد اثرياء القرية .. و ميزة ذلك القصر , لم تكن فخامته او تصميمه الفريد من نوعه .. بل كانت حديقته الغريبة ! فبالرغم ان القصر صار مهجوراً منذ عشر سنوات , بسبب مقتل صاحبه و عائلته غدراً على يد احدى العصابات , الاّ ان حديقة القصر مازالت تُزهر الى اليوم , و اشجارها لم تذبل ابداً ! و كأن الحديقة بقيت كما هي , تؤتي ثمارها ..

و بسبب تلك الظاهرة الغريبة ! انتشرت الشائعات بين اهالي القرية : على ان روح صاحب المنزل هي التي تعتني بحديقته , فهو كان قديماً معروفاً عنه : باهتمامه الزائد بتزين حديقته و عشقه المبالغ لها .. لكن الموضوع لم يتوقف عند هذه الإشاعة .. بل ان كل من حاول التسلّل اليها , وُجد فيما بعد مقتولاً ! و جثته مرمية خارج اسوار الحديقة ..

لذلك قام اهل القرية بتحذير الزوّار و السائحين , بعدم الإقتراب من ذلك المكان المرعب ..و لهذا ظلّ القصر مهجوراً , بعكس حديقته الغنّاء !

بطلة قصتنا تدعى (زينب) .. فتاةٌ تبلغ من العمر 15 عاماً .. كانت كأيّ فتاة في عمرها , طموحة , متمرّدة و فضولية , تميزت عن اقرانها بذكائها و سرعة بديهتها .. و كان لديها اخت تصغرها بعامين , و تدعى نهلة ..

عائلة زينب تسكن في المدينة , فوالدها طبيب و والدتها معلمة.. و في العطلة الصيفية , قرّر والد زينب الإنتقال بعمله الى احدى القرى , نتيجة نقص الكوادر الطبية هناك .. فما كان من العائلة الاّ الموافقة , و الإنتقال معه الى تلك القرية… قرية (الحديقة الغامضة) !

و مع بداية العام الدراسي الجديد .. التحقت زينب و اختها الى مدرسة فتيات القرية .. فتعرّفت زينب على صديقات جددّ و اندمجت معهن .. و بعد مرور شهرين من الإنتقال , قرّرت نساء القرية ان يذهبن لمنزلهم , لتعرّف على والدة زينب و عائلتها .. و بينما كنّ يتناولن الكعك و الشايّ , فُتح موضوع القصر المهجور و الغرائب التي ترافقه , مثل انه : في منتصف كل شهر , يلاحظ بعض الأهالي انواراً خافتة تظهر من داخل القصر , كما ارتفاع نباح الكلاب !
و بعد ان قمنّ بذكر جميع الغرائب , نبّهوا والدة زينب ان تُخبر عائلتها بعدم الإقتراب من ذلك القصر ..

فسمعت زينب بالصدفة كل حديثهن عن ذلك القصر ..
و صارت تحدّث نفسها :
( حديقة لقصرٍ مهجور ! و ارواحٌ و اشباح .. يا سلام !! الأمر اشبه بأفلام رعب)
فأثار كلامهنّ في رأسها الفضولي : حبّ المغامرة و الإستكشاف ..

في اليوم التالي .. اخبرت صديقاتها بالمدرسة عن رغبتها باستكشاف المنزل المهجور
فردّت احدى صديقاتها :
-هل جننت يا زينب ؟! الم تسمعي بأن كل من يدخله , يجدونه مقتولاً في اليوم التالي ؟! لا طبعاً انا لن اخاطر بحياتي
– و لا انا !!

و رفضت المجموعة فكرتها المتهوّرة , ما عدا صديقتها عبير التي كانت الأقرب لزينب من حيث الطباع…
و اتفقا سرّاً على الذهاب الى هناك في منتصف الشهر , لتصوير الأشخاص : اصحاب تلك الأنوار و الكلاب ..فزينب مقتنعة تماماً بأن هناك اشخاص يستغلون القصر , في ظلّ تلك الإشاعات الغبية ..

و في عصر اليوم المحددّ .. التقت الصبيتان امام اسوار مدرستهم المغلقة , لمراجعة الخطة :
زينب : تمام !! يعني انت اخبرت اهلك : بأنك ستبيتين عندي الليلة , و انا اخبرتهم العكس .. و بذلك يكون لدينا وقتٌ كافي للذهاب الى هناك و اكتشاف القصر .. و سنقوم بتصوير هؤلاء الدخلاء , و ننشرها بجريدة المدرسة .. و اكيد الطالبات سيخبرن اهاليهم .. و بهذا ننشهر , بعد ان ندحض هذه الإشاعات السخيفة .. المهم عبير !! .. لقد احضرت معي بخّاخين الفلفل , كان والدي احضرهم لي و لأختي لندافع بها عن انفسنا .. كما احضرت كاميرتي , و اخذتُ خفيّةً كاميرا اختي .. و ايضاً كشّافيّ نور ..و انتِ !! هل احضرت الثياب التي طلبتها منك ؟

عبير : نعم , و كذلك مكياج امي .. و حضّرت لنا بعض السندويش و المرطّبات في حال تأخرنا هناك

و كانت زينب قد طلبت من عبير : ان تحضر فستانين من فساتين جدتها , ليتنكرا بهيئة عجوزتين ..
و قد لبساها بعد ان وضعا بعض المكياج.. فزينب كانت موهوبة بالرسم على الوجوه .. و بعد ان انتهيا من التنكّر ..

اوقفا سيارة الأجرة و طلبت زينب بصوتٍ عجوز :
ان يأخذهما الى اقرب مكان من ذلك القصر ..
سائق التاكسي بقلق :
-حسناً يا خالة .. سأوصلكما اسفل ذلك التلّ , لكن حذاري من الصعود الى ذلك القصر المهجور .. خاصة ان الشمس قاربت على المغيب
فطمأنوه بأن لا يفعلا .. و بعد ان اوصلهما .. انتظرا عودة الفلاحين الى منازلهم .. ثم بدءآ بصعود الجبل , الى ان وصلا عند بوابة القصر ..

و هنا !! اقترحت عبير مراقبة المكان قبل الدخول للحديقة ..و بعد المراقبة .. لم تجدا حارساً هناك , و لم تسمعا ايّ حركة تدلّ على وجود شيءٍ مريب…فاقتربت زينب من بوابة القصر و فتحته بهدوء .. ثم تسلّلتا الى الداخل و بأيدهم الكاميرات , و بدأتا بالتصوير ..

كان القصر يقبع في آخر الحديقة بكآبة موحشة .. و رغم شكله المُهمل , الا ان حديقته كانت مُزهرة بشكلٍ يثير الدهشة !.. فكل شيءٍ بها مُرتّب و ازهارها مُنسّقة !.. كما اشجارها مُشذّبة و منظمة باحتراف !.. بينما اشعة الشمس الذهبية و هي تسدل خيوطها فوق الحديقة , تزيدها رونقاً و روعة .. و بعد ان صورا الحديقة من كل جوانبها ..

قالت زينب لصديقتها :
-يكفي تصوير يا عبير .. فنحن لا نريد ان نُنهي كل الفيلم على الحديقة , مازال امامنا تصوير القصر
لكن عبير كانت متردّدة بدخول القصر المهجور , خاصة و قد قاربت الشمس على الغروب
-دعينا نأكل اولاً , يا زينب

و بعد ان جلستا على المقعد الموجود بالحديقة , انهيا السندويشات على عجل و شربتا العصير.. ثم انتقلتا الى المرحلة التالية ..مرحلة استكشاف القصر ..

فتحت زينب الباب بصريره المزعج , و انارتا الكشّاف .. اول ما لاحظوه كان : رائحة العفن و الرطوبة , و كذلك الأثاث الفخم المُغبرّ .. و رغم رفض عبير لفكرة افتراقهما عن بعض ..لكن زينب اقنعتها بأن بهذه الطريقة , سيتنهون اسرع من تصوير الغرف ..

فذهبت زينب باتجاه غرفة الطعام .. و هناك تفاجأت ! بطاولة السفرة و التي صُفّت فوقها الأواني الفضّية بشكلٍ مرتّب و نظيف !.. فتأكّدت شكوكها : بأن شخصاً ما يسكن المكان …

و اثناء ذلك .. كانت عبير في غرفةِ نوم صاحب القصر .. كانت الغرفة تبدو مهجورة .. و بعد ان صوّرتها .. نظرت من النافذة باتجاه الحديقة .. فرأت شاحنة سوداء تقترب من القصر .. فخرجت من الغرفة بسرعة , لتنبّه صديقتها بقدوم احدهم ..

لكن زينب عرفت بهذا الأمر , فور سماعها لسعالٍ قوي صادر من داخل الشاحنة , التي كانت تصفّ بالقرب من البوابة ..
كانت حينها عبير بأعلى الدرج , بينما زينب في الصالة ..

و هنا !! سمعا صوت رجلٌ يقول لصاحبه :
-انظر هناك !! قوارير مياه و مرطّبات بالحديقة ! لابد ان احدهم تسللّ للمكان
صوت آخر غاضب :
-الن انتهي من حشرية هؤلاء القروين ؟!!
-ليتنا احضرنا معنا الكلاب , لكانوا تكفّلوا بالموضوع
-كلابي تعبت في المهمة السابقة , و تركتها ترتاح .. لكن لا يهم .. اسمع !! ابحث حول القصر .. و ان وجدت هذا المتسلّل , فارمي بجثته خارج الحديقة كما نفعل دائماً .. و انا سأبحث داخل القصر

في داخل القصر .. اشارت زينب لعبير بالإقتراب منها بحذر .. و اختبأتا بصمت و رعب خلف الكنبة .. لكن فضول زينب جعلها تُزيح بطرف الستارة قليلاً , لترى من خلال النافذة : شاب ثلاثيني ضخم البنيّة , ذراعه موشومة و يحمل بيده مسدساً , و قد ذهب مسرعاً للبحث داخل الحديقة .. بينما الآخر كان عجوزاً في عقده السادس , يتجه ببطء و حذر نحو القصر , حاملاً المسدس ….

و صارت عبير تبكي بصمت و رعب , فور دخول العجوز المنزل .. و زينب ايضاً شعرت بالخوف عندما سمعت الحوار التالي :
قال العجوز للشاب , بصوته الأجشّ و العالي :
-تباً !! كيف نسيت ؟! .. يا سعيد !!! احضر لي الكشّاف من السيارة , و تعال بسرعة الى هنا .. اشعر بأن المتسلّلين مازالوا في المنزل !! ..
و صوت الشاب (الذي في الخارج) يقول :
-سأحضره لك حالاً .. لا تقلق !! سنقتلهم كما كلّ مرّة …

فعرفت زينب ان عليهما الهرب فوراً .. و همست لصديقتها :
-اظن انني رأيت باباً خارجي آخر في المطبخ .. لنذهب الى هناك بهدوء

ثم امسكت بيد عبير , التي كانت ترجُف بقوة .. و تسلّلن من الصالة باتجاه المطبخ بحذرٍ شديد .. بينما العجوز مازال واقفاً قرب المدخل الرئيسي للقصر ..

لكن لسوء الحظ , كان باب المطبخ مُقفلاً ! .. و بينما تحاولان بإصرار فتحه , تفاجئتا بنور الكشّاف مُسلّط عليهما من العجوز ..

فقال العجوز للشاب :
-سعيد !! تعال الى هنا ..لقد وجت الفضوليتين

و هنا انتبهت عبير الى الرجل العجوز , و قالت بدهشة :
-العم حسن ! اهذا انت ؟!
فارتبك العجوز و لم يستطع الرد !

فالعم حسن كان معروفاً , بأنه رجلٌ طيب يمشي بعكاز , و محبوب من اهل القرية .. لكنه الآن يقف امام زينب و عبير بدون عكاز , و عيونه تقدح شرراً !
فقال بمكرٍ و خبث :
-طالما انك عرفتني يا حلوة , فعليّ اذاً قتلك !! …. لكن ربما اتغاضى عن الأمر , لو اعطيتماني الكاميرات

فاستغلت زينب اقترابه منها , و فاجأته برمي كاميرتها بقوة في وجهه ! مما احدث جرحاً في جبينه.. فصرخ بألم و غضب , بينما سحبت يد عبير و ركضا خارجين من المطبخ ..

الا انهم تفاجئتا بالشاب يقف في وجههم , فاسرعت عبير و رشّت رذاذ الفلفل على وجهه ..فصرخ بألم و هو يغطي عينيه !.. لكن قبل ان تخرجا من المنزل , سمعتا صوت طلقة الرصاصة , و هي تنطلق من مسدس العجوز باتجاههم !!

لكن ماحدث بعدها , كان اغرب من الخيال ! فالرصاصة توقفت فجأة في الهواء , قبل ان تصل الى رأس زينب ! و ما أن رأت عبير هذا المنظر , حتى اغمي عليها .. بينما صُدم كلاً من العجوز و زينب ! .. و بالثانية التالية , احسّت زينب بيدٍ خفية ترميها على الأرض بقوّة .. لتعود و تكمل الرصاصة طريقها , لتستقرّ في قلب الشاب (الذي كان يقف خلفها) فخرّ على الفور ميتاً ! ..

و رغم ان العجوز لم يفهم ما حصل بالضبط , فالأمر كلّه حصل بثواني !..الا انه و قبل ان يطلق رصاصته الثانية على زينب (و هي واقعة على الأرض) اذّ به يسمع صوت الشرطي و هو يصرخ عليه (بعد ان دخل للمنزل) :
-مكانك !!! ارمي سلاحك , و الاّ اطلقت النار !!
فاستسلم العجوز , و هو مازال مذهولاً مما يحصل !

***

في مقرّ الشرطة.. سأل المحقّق ذلك الشرطي :
-ايها الشرطي .. مالذي اخذك الى القصر المهجور في هذا الوقت بالذات ؟!
-لا ادري سيدي ..وصلتني مكالمة من مجهول تقول : اذهب حالاً !! و انقذ الفتاتين بقصريّ المهجور !
المحققّ بدهشة :
-اقال قصري ؟!
فأوما الشرطي رأسه موافقاً (بخوف) !

اما ما حصل بعدها .. فقد اعادت الشرطة الفتاتين لمنزلهما , لتواجها غضب و عقاب الأهل على تلك المغامرة المتهوّرة ..اما الشرطة فكانت قد وضعت كميناً بالقصر , جعلهتا تمسك بباقي افراد عصابة العمّ حسن , بعد ان كان اعترف العجوز بالتحقيقات : على انه هو من قام بقتل صاحب المنزل و اسرته , ثم حوّل قصرهم الى وكر للعصابة , يجتمعون به مرّة كل شهر لتخبئة الممنوعات و المهرّبات في قبوه الكبير .. كما اعترف العمّ حسن : انه هو من قام بنشر الإشاعات : عن ان القصر مسكون , و من يدخله : يُقتل من قبل ارواح العائلة ..

لكن الغريب ! انه اصرّ (رغم طول ساعات التحقيق) بأنه لم يلاحظ يوماً جمال حديقة القصر ! لأنه كان دائماً يذهب مع افراد عصابته الى هناك في الليل .. بل اكّد العم حسن : بأنه لم يكن لديه وقت اصلاً للإعتناء بالحديقة .. كل ما هنالك , انه استغل وجود الإشاعات عنها , فقام بنشرها اكثر

و الأغرب من هذا كله : انه بعد ان تمّ الحكم على اعضاء العصابة ..وُجد العم حسن في ليلته الأولى التي قضاها في السجن : مقتولاً خنقاً , و آثار اصابع ظاهرة على رقبته ! رغم ان كاميرات السجن تؤكّد : بأنه لم يدخل احد الى زنزانته !
لذلك اغلقوا ملف العم حسن : بموته بسكتة قلبية مفاجئة !

اما في القرية : و بعد انكشاف موضوع العصابة , خفّت الإشاعات كثيراً حول القصر ..
لكنها عادت من جديد , بعد ان لاحظ الأهالي : بأن حديقة القصر ظلّت مُزهرة , رغم الشتاء القارص ! … و كأن الحديقة في ربيعٍ دائم , لم تلمس اشجارها نُدَف الثلج الأبيض ! ..حديقةٌ غريبة ..لا تذبل ابداً !

***

و اليوم .. اصبحت زينب امرأة عجوز , يجتمع حولها الأحفاد في ليالي العيد , لتحكي لهم عن مغامرتها مع صديقتها المرحومة عبير في ذلك القصر المخيف , الذي تحوّل مع الزمن : الى اطلالٍ من الرّدم و الجدران المُهدّمة , بينما حديقته مازالت الى اليوم .. جنّة غنّاء !! …… جنّة…. يهابها الجميع !

__________________

القصة (بنسختها الأصلية)


في احد القرى الجبلية الهادئة وعلى اطرافها يقع منزل فخم لاحد اثرياء تلك القريةلكن مايميز ذلك المنزل الفخم ليس ضخامته وتصميمه بل حديقته, رغم ان ذلك المنزل مهجور لعشر سنوات ومقتل صاحبه وعائلته غدرا على يد احدى العصابات منذ ذلك الحين ,بقيت حديقته تزهر والاشجار لم تذبل كأن الحديقة بقيت كما هي تؤتي ثمارها, لكن اثيرت اشاعات في في تلك القرية ان ارواح اهل المنزل مازالت تسكنه وكان معروفا عن صاحب المنزل عشقه لحديقته فكان يهتم بها لدرجة مبالغةوان من يدخلها يصاب بالجنون او يصاب بمرض غامض ويقتله بعد ثلاثة ايام كما قام اهل القرية بتحذير الزوار من عدم الاقتراب لذلك المكان المرعب وبقي مهجورا. بطلة القصة تدعى (زينب) فتاة تبلغ من العمر 15 عاما كاي فتاة في عمرها طموحة ومتمردة فضولية ومايمزها ذكائها وسرعة البديهة ولديها اخت تصغرها بعامين وتدعى (نهلة), زينب تسكن في المدينة فوالدها طبيب ووالدتها معلمة يعملان في المدينة فكانت زينب مدللةومتميزة بين صديقاتها. ومع اقتراب العام الدراسي الجديد قرر والد زينب الانتقال بعمله الى احدى القرى نتيجة نقص الكوادر الطبية هناك فما كان من العائلة الاالموافقة والانتقال الى تلك القرية…قرية (الحديقة الغامضة). ومع بداية العام الدراسي الجديد التحقت زينب واختها الى مدرسة فتيات القرية فتعرفت زينب على صديقات جدد واندمجت معهن, بعد مرور شهرين من الانتقال قررت نساء القرية ان يجتمعن في منزل زينب فقد كان لقاء تعارف بين والدة زينب ونساء القرية بينما كن يتناولن الشاي والكعك ذكرت احدى النساء: انه يوجد قصر فخم مهجور يقع على اطراف القريةفقد قتل صاحبه وعائلته نتيجة سطو احدى العصابات على المنزل وذكرت ايضا انه في منتصف كل شهر يصدر ضوء غريب من المنزل ويزداد نباح الكلاب والاغرب حديقته رغم ان المنزل مهجور ان الحديقة لم تذبل وتؤتي ثمارها كالمعتادوذكرت ايضا ان من يحاول الدخول لتلك الحديقة يصاب بالجنون واويصاب بمرض غامض يقتله لانه روح صاحب المنزل معلقة ومازال يعتني بحديقنه ونصحت والدة زينب بعدم الاقتراب. عندما سمعت زينب هذا الكلام ( حديقة وقصر مهجور وارواح.. الامر اشبه بافلام الرعب) برقت فكرة في راس زينب فهي فضولية محبة لافلام الرعب , في اليوم التالي اخربت صديقاتها بالمدرسة عن المنزل المهجور وذكرن قصته وان ارواح اصحابه تحوم بالمكان فضحكت زينب وقالت حسنا من ترغب بزيارة المنزل ؟ فردت احدى صديقاتها: مجنونة ومن يدخل المنزل تصيبه لعنة, صمتت زينب وقالت حسنا, ومن ضمن صديقات زينب فتاة تدعى عبير كانت الاقرب لزينب من حيث الطباع. المهم مرت الايام وعند اقتراب منتصف الشهر قررت زينب وعبير القيام باكتشاف تلك الحديقة فزينب كانت مقتنعة بان ليست ارواح تسكن المكان بل شخصا وربما اشخاص يعتنون بالحديقةوليسو من سكان القرية وكانت عبير مقتنعة بذلك لكن بحذر المهم اجتمعت زينب وعبير للتخطيط لتلك الرحلة ولكن عبير رغم ذلك بقيت مترددة واقنعتها زينب: لاداعي للخوف مجرد اشاعات سنقوم بتصوير المكان ثم نقوم بنشر الصور ونصبح مشهورتين ونجري مقابلات اعجبت عبير بالفكرة وتشجعت وايضاستصبح مشهورة . هاقد حل منتصف الشهر انه يوم الخميس عطلة اسبوعية اخبرت زينب والدتها بانها تنوي زيارة عبير في منزلها كالمعتاد فوافقت فمنزل عبير لايبعد كثيرا عن منزل زينب. كل شيء على مايرام اجتمت زينب وعبير وقمن بارتداء ملابس كالنساءالكبار كي لايثرن الشكوك واحضرت زينب كاميرا الفيديوخاصتها وكما حملت رذاذ الفلفل في حال تعرضن للاعتداء. كل شيء على مايرام قمن بالتجول في القرية بعد ذلك قمن بايقاف سيارة اجرة تقلهن لاحد البيوت القريبة من القصر المهجور. وفي اثناء ذلك قام السائق بتحذيرهن من الاقتراب لذلك المنزل وذكر قصمة اصحابه كون زينب وعبير لا يألفهن السائق, فردت عبير بصوت امراة كبير: لاتقلق يابني نحن نعلم ذلك جيدا.وصلن للمكان المقصود فعبير لديها دراية بالقرية وبعدها مضى السائق بطريقه. حسنا الجو صافي لايعكره شيء تابعن زينب وعبير المسير حتى اقتربن للقصر الضخم قالت زينب الامر اشبه بالحلم وكانت تضحك فاقترحت عبير مراقبة المكان قبل الدخول للحديقة وبعد المراقبة لاوجود لحارس او اشخاص لايوجد شيء مريب. هاهي زينب تقف امام بوابة القصر فتحته بهدوء وتسللت واثناء ذلك قامت بتصوير فيديو للمكان القصر يقف كئيب موحش رغم ضخامته ولكن ماثار اعجاب زينب هو الحديقة حديقة رائعةالزهور منسقة والاشجار مشذبة ومنظمة وعبير لم تصدق دخولها المكان الشمس الذهبية تسدل خيوطها على المكان مازاد من روعته بعد مرور 3 ساعات قالت زينب لم يحدث شيء غريب , شعرت زينب وعبير بالعطش فتناولن بعض المرطبات التي جلبتها عبير معها . حل الغروب وزاد نباح الكلاب بدات عبير بالقلق واخبرت زينب لان هذا يكفي ويجب ان نعود ومتاكدة بان والدتها بدات بالقلق عليهما مع ذلك لم تقلق زينب فبحث عن هاتفها النقال لتطمئن والدتها لكن على مايبدو تركته بالمنزل مما ثار غضب زينب فقامت عبير بمحاولة الاتصال لكن لافائدة فالنقال لايعمل فقالت عبير : اللعنة لايعمل! ممازاد قلق عبير , لكن لا مفر لان عبير وزينب تعاهدتا ان لاتتركا بعضهما مهما حدث. تقدمت زينب للدخول للقصر وتبعتها عبير بيأس, بينمادخلت زينب القصر قامت بتصوير ذلك , فكانت الرائحة كريهة والمكان مظلم وبالكاد تتسل اشعة الشمس للمكان فقامت زينب وعبير بالتجول في المنزل , الاثاث قديم ورائحة نتنةلكن مالفت انتباه زينب هو غرفة الطعام انها تبدو جديدة اواني نظيفة وفضيات تملئ المكان فشعرت زينب بالخوف لكن لم تتراجع فتاكدت بان شخصا ما يسكن المكان . واثناء ذلك سمعت عبير باصوات رجال تقترب هناك صراخ بالخارج يقول: انظر هناك قوارير مياه ومرطبات بالحديقة لابد ان احدهم تسلل للمكان , سمعت زينب وعبير الاصوات تقترب وقمن بالاختباء بغرفة الجلوس وبقيت زينب بتصوير كل شيء. صوت رجل عجوز غاضب ورجل اخر لمحته عبير انه شاب عشريني ضخم البنية ذراعه موشومة ويحمل سيجارا بيده, بدات عبير بالبكاء عندما راته فشعرت زينب بالخوف فصوت الرجل العجوز يملئ المكان ويرد عليه الشاب: لاتقلق سنبحث عن المتسلسين ونقتلهم. سمعت زينب ذلك ففكرت بطريقة للهروب, فمسكت بيد عبير فتسللن بهدوء, بينما العجوز في الداخل والشاب يبحث في ارجاء المنزل , تلاقت عينا زينب والرجل العجوز متفاجأة زينب: العم حسن هنا! ماذا تفل هنا؟ فارتبك العجوز ولم يستطع الرد , العم حسن هو معروف بانه رجل طيب يمشي بعكاز محبوب من اهل القرية لكنه يقف الان امام زينب وعبير بدون عكاز وعيونه تقدح شررا, فبدا يصرخ على الشاب ليقتلهما لكن عبير قامت بركل العجوز وسقط على الارض, زينب وعبير تركضان بسرعة للهروب فتصدم عبير بالشاب فراى انها تحمل كاميرا فيديو, فقل لها: اعطني الكاميرا ياحلوتي ولن اوءذيك! فأخرجت زينب رذاذ الفلفل وقامت برشه على وجه الشاب وقال: اللعنة ! لقد هربن , بينما زينب وعبير يركضان لخارج القصر سقطت الكاميرا على الارض فالاهم هو النجاة, لمحن سياراتين تقفان بالخارج فختبأن خلف احد الاشجار, شاهدن سبع رجال يبدو انهم افراد عصابة. عبير وزينب لاتستطعن التحرك فخرج رجلين يبحثان بالحديقة عنهما فسمعت عبير احدهما يقول: لانريد ان نثير شبهة بالمكان فلنبحث بهدوء. مضى الوقت ثقيلا كئيبا حتى حلت ساعات الصباح الاولى حتى لاحظن هدوء بالمكان وانطلقن الى خارج القصر وتابعن المسير حتى وصلن لأحد الحقول فقالت زينب: الحمدلله لقد نجونا. بينما كان احدى المزارعين في حقله لمح زينب وعبير مندهشا مما رأ فقد كنا في حال يرثى لها فقال م ن انتن؟ مالذي اتى بكن ال هنا؟ فسألهن هل انتن زينب وعبير؟ ردت زيتب؟ نعم فاخبرهن بأن الشرطة وسكان القرية يبحثون عنهن منذ الامس, قام المزارع بتسليمهن لمركز الشرطة ةالتحقيق معهن فأخبرت زينب وعبير الشرطةعن العم حسن وعما حدث في تلك الليلة الرهيبة. فتبين من تحقيقات الشرطة ان العم حسن كان احد افراد العصابة التي قتلت صاحب المنزل واسرته كما انه حول المنزل الى وكر للعصابةيجتمعون به كل شهر وايضا العم حسن هو من قام بنشر الاشاعات عن المنزل بانه مسكون ومن يدخله تصيبه لعنة وقد تم القاء القبض عليه وبقية افراد العصابة لينالوا عقوبتهم. الحادثة اثرت على الحالة النفسية لزينب فقررت عائلتها الرجوع الى المدينة والعيش فيها.

تاريخ النشر : 2016-01-06

كهرمان

السعودية
guest
69 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى