تجارب من واقع الحياة

أبــــي

بقلم : من الجزائر

هنيئا لمن لديهم أباء يفهمونهم و يحبونهم

لن اقول اسمي لأنه لا يهم ، و لكنني من الجزائر ، أعيش حياة بسيطة مثل كامل الناس .. مــا أعاني منه هو أني أكره والدي بشدة ولا أطيق أن أسمع حتى أخباره , أبي قد أجرم في حقي وحق والدتي وإخوتي ..

أعاني من برود في المشاعر تجاه أبي، ولا أشعر بأنه أبي، وهذا أثر على علاقتي به، فعلاقتنا سطحية جداً، أسلم عليه عند قدومه، وأجلس معه صامت فلساني يربط عن الكلام معه، وأثر عليّ نفسياً، فكنت أبكي كل ليلة بكاء شديداً لدرجة أني أشعر بضيق تنفس، وتراخ في الأعصاب، ودخلت في حالة اكتئاب ويأس، ووصل الأمر بي أن فكرت في الانتحار، وبالفعل أقدمت عليه ووقفت أمام شاحنة في الطريق، لكني أسرعت في اللحظة الأخيرة ونجاني الله، وأثر هذا علي فتدهور مستواي الدراسي، مع العلم أنني – الحمد لله – متفوق، ومن أوائل مدرستي..وأثر ذلك علي دينياً، فدخلت في حالة يأس وحزن و نصحني صديق لي ان أصلي وأصوم وأجتهد في الطاعة، ففعلت ذلك لكن بسبب أبي غلبني الشيطان فبدأت أنام عن صلاة العشاء، وأهجر القرآن لدرجة أن المصحف أمامي لا أريد إمساكه، ولا أريد أن أسمع صوت قرآن، وكرهت كل شيء، مللت من عائلتي وكثرة المشاكل وفقدت شهيتي للطعام والشراب، وأتناول الطعام لكي لا أموت فقط لا أكثر، وأبي يضايقني كثيرا في الخروج من المنزل، والجلوس على الإنترنت وأمام التلفاز. بل أصبحت أدخن كثيرا ..أبــي الآن أصبحت أكرهه، وأشعر باختناق وضيق عند رؤيته، وهذا بعد أن ضربني ضرباً مبرحاً منذ سنة ولا زالت آثاره في يدي، مللت العيش ووصلت إلى مرحلة أدعو ربي كل ليلة أن لا استقيظ مجددا ..لازالــت فكرة الانتحار تراودني كثيراً ولكنني أخاف من عقاب ربي في الآخرة.. ولكنني أخشى أن يأتي فيه اليوم الذي لا أستطيع فيه أن أتمالك نفسي وأفعلها.. انه ابي فهو أبغض خلق الله لديّ..

أبي معقد إلى أبعد الحدود وصعب التعايش معه، أكرهه كثيرا ولا أحبه أبدا وأتمنى أن يموت ولا أحب وجوده بالبيت وأتضايق منه كثيرا.. فهو عصبي كثيرا ولا أخفي عنكم بأنني لا أشعر بأن يوجد لدي أب.. اكرهه بسبب ظلمه و تصرفاته .. أحياناً يؤنبني ضميري كثيراً وأقول هذا أبي لا أريد أن أقسو عليه وأحياناً أبكي كثيراً وأقول لماذا يجبرني أن أكرهه ولماذا يجعلني أحس أنني يتيم بلا أب ؟

أنا أحب أمي لدرجة أني قد أفعل أي شيء لأجل أن أتركها سعيدة طول الوقت وتضحك ولا أستطيع أن أنظر إليها وهي تبكي؛ لأني سأبكي معها. لكني أحبها أكثر من أبي .. فهنيئا لمن لديهم أباء يفهمونهم و يحبونهم .

تاريخ النشر : 2016-03-06

guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى