أدب الرعب والعام

بنت الأثرياء و الفقير

بقلم : محمد فيوري – مصر
للتواصل : [email protected]

بنت الأثرياء و الفقير
تلك كانت أفكارك أنتي فلا تلوميني

حديقة القصر – نهار

لا أرتدي ثوب الأثرياء ، لا أصغر تحفة فالقصور تساويني ، أمتلك دوما وحده حذاء ، بكرم يخفي هلاكه ليرضيني
أزور النوم بلا دفء ولون الثلج يغطيني ، وضوء الشمعة يرتعش في بيت كبير المساكين ، أنتظر الليل لينتهي
وتعود الشمس لتشفيني ، كي أذهب بجوار القصر لأشاهد وجهك بنافذة كما تعودت سنيني ..

” ها.ها.ها. أنت يا مسكين من يكتب تلك الأشعار دائما لي ، وقلبك يتمزق عشقا لا تنام .. هممم
أريدك أن تذهب فورا من حديقة القصر ارحل من أمامي .. انتظر خذ خذ ورقتك القذره فقد اوسخت ثيابي البيضاء أيها الأحمق … اممم لحظه انتظر عندك .. نواره احضري له بعضا من الطعام والفواكه وحين ينتهي دعيه يرحل فأنا لا اريد أن يراه أبي هنا ويعلم أنه من كسر المصباح وهو يقفذ أعلي السور لكي يناقشي الولهان أشعاره ”..

” لا اريد طعاما سيدتي درة .. أنا سأذهب ”..

” اسمع ليس لها معني نظرتك الحزينه وأنت تنظر إلي وجهي هكذا ، أريدك أن تنظر إلي الأرض أيها الفقير ، لتري الرمال والتراب .. الرمال والتراب فقط ، لأنك خلقت هكذا وستظل هكذا فقير ينحني و ينظر إلي الأرض لتعشق عيناه الرمال والتراب والوحل ، لا يسمح لك برفع رأسك لتنظر إلي بنت الأثرياء .. دعيه يذهب نواره وأغلقي بوابة الحديقة وراءه . ”..

***

” تعالي معي ، لا تسمع منها رجاء ، لا تنظر إلي الأرض ، لا تنحني ، انظر فوق لتري السماء فرب العالمين يعلم ما بداخلك وما بداخلي وما بداخلها ، فكيف تترك الأمير بنت الأثرياء وتنظر إليك أيها الفقير ، رجاء لا تفكر أن تعود مرة ثانيه ، فتلك هي المرة العاشره وأكثر ولكنك تعاند … أنا أحبك بدر هششش .. وداعا وداعا اذهب “..

***

غرفة درة – مساء

” سيدتي درة غرفة الاستحمام جاهزه ، ملئت الحوض بالماء الدافيء وعطور الافندر والرمان ، وأشعلت لكي الكثير من الشموع الفواحه كما طلبتي مني “..

” قولي لي يا نواره ، بماذا كنتي تهمسين له ذالك الفقير أمام بوابة حديقة القصر ؟؟ . وماذا قال لكي هو الأخر “

” قولت له لا تعود مرة اخري ولا تكررها . وهو لم ينطق بكلمه وذهب “..

” ولماذا قولتي له لا تعود ولا تكررها .. هل هو أخطأ ؟؟ . أم أنتي فعلتي ذالك من أجلي “..

” أممم . فعلت ذالك من أجلك سيدتي .. ومن أجله ايضا ، فهو شاب وسيم لطيف يعشقك بجنون ، لكن ألمانع بينك وبينه يبدو أنه لا يدركه جيدا حتي الأن وهو الفقر ، كما قولتي له أنتي تماما ، لكن سيدتي درة عفوا ، تلك هي المره الأولي أراكي وأنتي تنفعلين وتتحدثين بذالك الأسلوب القاسي معه ، لماذا ؟؟ “..

” من المؤكد ماء الأستحمام أصبح باردا …
إذهبي وغيري الماء مرة اخري من فضلك نواره “..

***

” لقد ذهبت نواره وأغلقت الباب ورائها أيها المسكين ، لا تخف اظهر أنت في أمان الأن ، في أمان معي دائما يا بدر . أعطيني يدك ، هل سمعت ما قالته نواره عنك ، أنت لا تدرك جيدا الفرق بيني وبينك ، وأنا لن أحاسبك علي ما فعلته أليوم في حديقة القصر بالصباح ، يبدو أنك كنت تتألم وتتعزب بتلك الأيام الماضيه حتي تأتي وتنظر إلي عيني فقط … وأنا … أنا لا أريد هذا منك لا أريدك أن تنظر إلي عيني فقط ، أريدك أن تفهم .. تقدر ما أشعر به كأنثي وأن تنظر عينك إلي جسدي .. فهل راجعت أفكارك وجئت اليوم لتشاركني ذالك الرأي أم ماذا ؟؟ . “..

” أعلم جيدا إني فقير مسكين لا أملك غير ثوبي هذا واعلم جيدا ما قالته نواره والفرق بيني وبينك ، وأدرك جيدا ما قولتيه أنتي عني لا يمليء عيني غير الرمل والتراب والوحل ، لكن لا أريد أن أغضب الله معك درة لا اريد .. اريد أن

” لا تنطقها مللت أن أسمع تلك الكلمة منك بدر أن أترك القصر وأهرب معك لنتزوج ، قولت لك اكثر من مرة قلبي لم يعد ينبض لأحد بعد فراقي عن زامر ورحيله عني لن اتزوج غني لن اتزوج فقير . لن اتزوج غني لن اتزوج فقير
لكن .. لكن جسدي هو ملكك إن أردت ، فغرفة الاستحمام تنتظرني و تنتظرك
.. همم .. ما رأيك “..

” لا أفهمك درة .. لا أفهمك فكيف كنتي تُحبين ذالك الشخص بجنون وبعد رحيله مازلتي تحبينه وتمانعين أن تتزوجي احدا . وكيف !! كيف تريدين أن تجعلين جسدك رخيصا لي هكذا .. لن أفهمك فقد تشتت عقلي من التفكير وقلبي يتمزق حزنا عليكي “..

” تلك أشياء تشعر بها الأنثي أيها الفقير .. أذهب بدر أذهب من أمامي ، وتذكر جيدا ما قالته نواره عنك وما تقوله دائما لك لا تفكر أن تعود هنا مرة اخري … لكن … لكن أنا أقول لك إن فكرت أن تعود من أجل ما أريده أنا ، فجسدي في أنتظارك “..

***

مائدة الغداء – نهار

” ستة أشهر . ستة أشهر ولن تقتنعي يا درة ، حرام حرام فأنا تعبت وهو تعب فهو إنسان طاهر نقي أصيل
الا هذا يكفي لاختباراتك عليه ، ارحميني تعبت ، ارحمي شقيقتك نواره جعلتيني الخادمة لكي وجعلتي الطباخ ابوكي وجعلتي الخادمة أمك وتغير حال القصر وتعفرت من أجل ماذا ؟؟ من أجل أفكارك وخوفك علي ثرواتنا واموالنا !! ..لا .. لا . أنا لن أفعل ما تفعلينه عند اختياري لشريك حياتي أنتي مجنونه .. درة حقا أنا تعبت وسأقول له الحقيقه لتتزوجيه وننتهي “..

” لا تنطقي له بكلمة نوراه أرجوكي فأنا لن أنتهي ، نعم أنا أنتهيت وتأكدت منه كرجل لا تغلبه شهوته ليضعف أمام امرأة يعشقها إلي حد الجنون ، وتحمل الكثير مني ولن يفكر لحظه أن يغضب الله معي ، كما سمعتي كلامه من وراء الباب بالامس وهو يتحدث معي ، وقد نجح ، لكن .. لكن أنا لم اختبره حتي الأن عن الثراء وما يعني له الثراء وهل الأموال ستغيره وتغير شغفه وعشقه تجاهي أم لا ، فعندما أتأكد من ذالك سأتزوجه ، وانتي تعلمين إنني لا أحبه ولا أعشقه ولا أفكر به أساسا “..

” قولت لكي أنتي مجنونه ، ستة أشهر يأتي لكي داخل القصر كالصوص ليتحدث معك داخل غرفة نومك ولن يطلب منك كأسا واحدا من الماء ، وأنتي تأنبينه وتعزبينه بكلماتك القاسية لتختبرين نواياه ، فبالأمس كادت الدموع تسقط من عيني وأنتي تهينه أمامي بحديقة القصر .. ومن !! من هو رامز ؟؟. أنا لن اتفق معاكي علي هذا الكلام لأول مره أسمعه منك “..

” ها !! رامز ..رامز أأ .. اسمعي نواره تلك كانت هي أفكارك أنتي فلا تلوميني ألان ، نعم أنا وأنتي نعيش وحدنا بالقصر ونريد رجل ليكون بجانبنا ، ولكن أنا اريد التأكد من نوايا هذا الرجل مهما كان غنيا أو فقيرا ، فأنا الكبيرة وسأظل الكبيرة بعد زواجي وبعد زواجك أيضا ، وكلمتي هي المسموعة عليكي وعلي زوجي وعلي زوجك “..

” وأنا أكرهك درة . وأكره أن اسمع تلك الكلمات الغبيه منك دائما لا اريد النظر إلي وجهك الأن سأذهب للخيول للحيوانات فتلك الحيوانات أعطاهم الله الإحساس والشعور وأخذه منك “..

***

اسطبل الخيول – نهار

” تعالي .. تعالي رماح لا تخف لا تخف .. أنا أعلم رماح ، أعلم بأنك تكرهها مثلي لا تريد أن تنظر إلي عيناها الماكرة كالثعالب ، لكن كما وعدتك قريبا .. قريبا جدا لن تري وجهها أمامك … و ستري وجهي أنا فقط “..

***

بيت بدر – مساء

” همم … انطق جاوبني فأنت تعلم إنني لا أطيق أن أبقي دقيقة واحدة داخل هذا البيت كما تسميه أنت ، فانه ليس بيت ، إنها غرفة وحيدة دون باب بها شمعتان والمصباح دون زيت لا ثياب لا طعام لا ماء لا فراش لا غطاء كيف تعيش هكذا ؟؟.. كيف تتحمل الثلوج والأمطار تتساقط عليك هكذا، لا تشعر ببرد الفقر وبذل الفقر والمرض و الحرمان !!..

لما انت صامت كالتمثال تحرك انطق جاوبني … أعلم أنك تعشقها بجنون ولذالك كنت أصبر كثيرا عليك لأنني أشعر بك ، فأنا أول من اكتشف أوراق أشعارك بحديقة القصر ، وأنا أول من وعدك بأن تري عينك وجه الفاتنة درة لتقف أمامها وجها لوجه ، وأنا من ادخل بعقلها تلك الأفكار لكي تختبرك وأنت تعلم ، وأنا من يخطط ويدبر لكي تدخل عليها غرفتها حين أنت تطلب مني حتي تراها عينك ، وكان هذا اتفاقنا ألا هذا يكفي ؟؟.. حان ألوقت لترد لي الجميل وتقتلها لنتزوج وأنت تعلم إني احبك ، حان الوقت لتقتل درة يا بدر وتنسي الفقر وتعيش وحدك معي اميرا فالقصر .. اسمع غدا سأعطيك فرصتك الاخيره إن لن تقتلها بيدك .. سأقتلها أنا بيدي لأنني أصبحت لا أطيق النظر إلي وجهها لحظة واحدة اكرهها بشدة اكثر مما مضي ، فهي دائما تعاملني كالخادمه ويكفي إنها جعلتني أمثل دور الخادمة أمامك .. تذكر دائما ولا تنسي كلامي هذا ، درة لم تعشقك ولن تعشقك ولن تتزوجك … لأنك فقير “..

***

غرفة درة الشرفة – نهار

” هذا يعني بأن أليوم هو أخر يوم لي في حياتي وستقتلني يدك .. ستقتلني يد حبيبي بدر كما قتلت جميع أفراد عائلتي الكبيرة بكل براعة وزكاء من أجل أن تتزوج درة بنت الاثرياء حبيبها الفقير بدر، همم ملعونة نواره ملعونة فهي حياتي كلها هي الوحيدة التي لن أسمح لنفسي حتي بالتفكير للحظة واحدة أن تموت ، غبيه بالفعل غبيه . إنها لن تأتي بغريب كانت القسوة تجري في دماء كل فردا من أفراد العائله ، فهي من جنت اليوم علي نفسها وأنا لن أنتظر لكي تأتي ومعها السكين أو تضع السم لي بيدها في طعامي كما فعلنا أنا وأنت ، فهي لن تصبر عليك كما قالت لا .. لا ، نحن من صبرنا عليها ، وأنا من كنت أخطط وادبر بأفكاري طيلة ستة أشهر ، لعلها تشعر وتفيق وتتراجع عن قتلي علي يد من عاشقني وعشقته وحارب كل العالم من اجلي وتزوجني .. لكنها مسكينة لا تعلم إنني من جعلتك تظهر أمامها حتي ترضي بالأمر الواقع وتعلم إنك زوجي ولست مجرد عاشقا ولهان ..

انظر . انظر إلي هناك إلي الإسطبل كيف هي تتحدث مع الخيول وتشكيهم عني كالمجانين ..
اسمع بدر أريدك أن تقتلها اليوم بداخل هذا الإسطبل لكي تراها خيولها وهي تفارق الحياة أمامهم و ليبكوا عليها ، كما قولت أنا لن انتظر أن تقتلني نواره بيدها .. فأنت زوجي وقريبا ستترك غرفتك وستترك الفقر وتستعد بالعيش معي فالقصر وستكون الكلمه المسموعة والوحيدة هي كلمتك أنت ، فنواره هي الحاجز الأخير وآخر من بقيا بيني وبينك فالعائله وليس الفقر .. أنا سأجعلها تأتي إليك بطريقتي كالعادة ، انتظرها اليوم ستأتي إليك لتخبرك بأنني وافقت بأن أتزوجك ، وانت اخبرها بأنك ستأتي ورائها لتنتظرني بإسطبل الخيول “..

***

داخل القصر نواره تعزف البيانو – نهار

” معزوفه كئيبه حزينه أخذتني وجعلتي أبكي وأنا أسمعها منك .. برافو برافو ، ما هو اسم معزوفتك
هل أسميتيها المجنونه ، أم الحائرة وسط الإمطار بين الإسطبل والبيانو “..

” !! سميتها اليوم الأخير …. أو الوداع “..

” ولمن هي معزوفة اليوم الأخير أو الوداع .. فهل هي لي … أم لكي … أم بدر “..

” إلي ألان فهي … لنا جميعا “..

” لنا جميعا !! .. اسمعي نواره ، أنا فكرت وأخذت القرار بأن يتزوجني ذالك الفقير بدر . أنتي محقه تماما يكفيه المسكين اختبارا مني وستة أشهر مدة كافيه .. فإن أتي إلي القصر بالمرة ألقادمه سأقول له يتزوجني .. همم أنتي ما رأيك ؟؟. “..

” رأيي أن تلك المعزوفة قد أصبحت الأن لكي وحدك ، اليوم الأخير ووداعك للعزوبية .. مبروك درة مبروك “..

***

بيت بدر – مساء

” درة وافقت أن تتزوجك ، وأنا سأعطيك الأختيار الأخير بأن تأخذ السكين من يدي وتمسك به لتقتلها ، ام سيبقي بقبضة يدي لاقتلها أنا به … أريد أن أسمع ردا منك .. همم .. همم .. انطق …… لا اريد أن اري وجهك مرة ثانيه بدر سأفعل أنا “..

” انتظري نواره .. اعطيني السكين ، اعطيني السكين .. أنا سأأتي ورائكي ، افتحيلي حديقة القصر واحضري لي درة داخل اسطبل الخيول “..

***

داخل القصر – مساء

” نعم . نعم ماذا تريدين نوراه .. أنتي تبكين !! لماذا تبكين .. ذراعيكي تضمني بشده نواره أشعر بأن ضلوعي ستتمزق ما ألامر حبيبتي أنطقي “..

” رأيت بدر داخل حديقة القصر الأن ، وقال لي أنه منتظرك .. إذهبي إليه .. إذهبي إليه درة لتخبريه بالزواج “..

” أممم فأنتي تبكين من أجلي لأنني سأتزوج ، سأعدك بأنني سأبكي مثلك بل أكثر منك عندما أراكي عروسه .. حاضر نواره سأذهب … سأذهب لكي اخبر بدر .. هل ستأتين معي “..

” .. لا ..إذهبي أنتي درة .. فتلك هي لحظتك معه ووجودي ليس له داعي بينكما ، هو منتظرك داخل اسطبل الخيول “..

” حاضر نواره . حاضر سأذهب .. سأذهب وحدي “..

” درة .. انتظري …… أنا … أنا سأذهب لأحضر بدر داخل القصر فأنتي العروسه اليوم ، لن أتأخر عليكي .. درة احبك احبك درة “..

” ما الامر نواره تضميني بشده والدموع تمليء عينك هكذا ، لهذا الحد انتي سعيده لي نواره ، وأنا احبك احبك بشدة فدموعي الان أصبحت لا تهداء هي الآخري .. أقول لكي نحن الاثنتان سنذهب لنحضر بدر سويا “..

” ليس له داعي .. فبدر المسكين الفقير جاء بنفسه إليكم .. جاء ليري الدموع وهي تنهمر ..

أنا من جاء وظهر في حياتك ليشعل حريق الحب بقلبك وحارب ألجميع ليتزوجك درة ، وأنا من زرع الغيره والكره والحقد والغدر بينكما جميعا وانا من كان يخطط ويدبر منذ سنوات وسنوات ، فكُنتُم أنتم الاثرياء الأقوياء وأنا الفقير الضعيف المذلول لا أملك الثياب الطعام الماء الدفء الفراش الغطاء ، فمنذ طفولتي خلقت مسكينا فقيرا من اجل أن تنحني رأسي لأنظر إلي الأرض لتعشق عيني الرمال والتراب والوحل ، لا يسمح لي أبدا برفع رأسي لتنظر عيني إلي وجه بنت الاثرياء منكما، لا يسمح لي أن أتنفس هوائا نقيا أو أشعر بالسعادة و الحب أو انطق واعبر حتي بكلمة عشق لائيا منكما .. لأنني الفقير الفقير ابن ألخادمة والطباخ .. نعم هو أنا .. هو أنا إبنهما درة ، هو أنا إبنهما نوراه

فأمكما كانت قاسيه جدا جدا مع أمي ، كانت تضربها وتعنفها بشدة دون أسباب وتقم بتفتشها وإن وجدت تفاحة واحدة تخبئها داخل معطفها كي تأتي بها إلي البيت لتطعم بها طفلها المسكين بدر ، فعقابها أن تمنع عن راتبها لشهورا وشهور لكي يموت بدر ، وتحيا درة و نواره ، وكل هذا من اجل الخوف علي المال و الثروة والجاه لكل من سيكونون بالقصر .

وابي . ابي كان يبكي و يحذرني دائما أن لا أفكر يوما واحدا أن اعبر بطريق القصر أو تري عيني سُوَر القصر ، فعندما كبرت ادركت … ادركت أن سُوَر القصر هو حاجزا يخفي ورائه قلوبا لأثرياء لا تعرف معني الكرم والعطف والطيبه والشفقة ، وأدركت الفرق بيني وبين من هم بالداخل ، وحلفت حلفت وأقسمت بدموع أبي وأمي ، سيجيء اليوم وسأدخل القصر لكي أنهي بيدي علي كل من بداخله دون أي شفقه مني ورحمة ، فدموعهم ألتي كنت أراها دائما منذ طفولتي هي التي جعلتني معكم الأن وأنتم من رحبا بي و سمحا لي أن أكون بينكما ، واصبحتم تنتظرون دائما أن أعطي لكما الأفكار والتعليمات والأوامر ، حتي تنوي كل واحدة منكما أن تكون نهاية الآخري علي يدي ، فدرة تعشقني ونواره تكرهها ونواره لا تعلم إنني أعلم ودرة لا تعلم إنني ألعب عليكما جميعا فتستحقون ما أتاكم مني وما أتيتم أنتم إليه الأن ، فالآن تساوت رؤوسنا جميعا رؤوس من هم خارج سُوَر القصر برؤوس من بداخله وحققت ما أقسمت به من صغري وتحقق حلمي

وقد اصبحا ابي وامي يرتديان ثياب الأثرياء ، فالطباخ الأن أصبح أبوكي يا درة والخادمة الأن أصبحت أمك يا نواره
وأنا بدر زوج شقيقتك وسأكون المالك و الوريث الوحيد ، فقلبي ماذال به قليلا من الرحمه ولن أغدر بكما وسأعطيكم الاختيار الأخير اليوم ، وهو أن تنقل ملكية القصر وجميع ثرواتكم لي ونحيا جميعنا وسويا ، أم الموت لكما أنتما الاثنتان .. فكلا الحالتين سيظل كل شيئا بيدي ومعي ولي … أنا …. أنا بدر الفقير “..

” اقتلني اريد الموت آلاف المرات اقتلني بدر اقتلني .. “..

” أنا أيضا أستحق الموت اقتلني .. “..

تاريخ النشر : 2016-03-12

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى