أدب الرعب والعام

بــيـت بــلا نـوافـذ

بقلم : ابو العز و be happy – فلسطين

بــيـت بــلا نـوافـذ
قلت لك ان الفضول سيقتلك…

دخلت نسمة هواء باردة … قمت لأبحث عن مصدرها ولكن لم أجد أي أثر لأي نافذة .. عندها بدأت أتجول في البيت … غريب شكله … كيف صممه صاحبه دون أي نافذة؟؟؟ حاولت أن أبحث عن دليل لأعرف سبب الحريق الذي حصل هنا …

هناك عدة اشخاص قالوا لي بأنها حادثه!!! لكني لم اصدق فعالمنا مليء بالكثير من الاسرار التي يحاول الكون اخفاءها عنا … دفعني فضول كمحقق أن اعرف سبب ذلك الحريق …!!! فجأة انقطعت الكهرباء… حاولت إضاءة هاتفي لأرى سبيل الخروج… ولكن هاتفي لم يعمل.

كيف يعقل هذا انا متأكد انه ليس به اي خلل..!!! حاولت جاهدا الوصول للمخرج فقد ضاق صدري من هذا المكان…”ربما سآتي غدا”… ولكن شيئا ما منعني… دفعني ارضا حتى غرست يداي في شيء لزج وعندما عادت الكهرباء … نظرت امامي فإذ بيداي مغروستان في جثه .. قمت مسرعا فقد كنت مرعوبا من ذلك المنظر!! .. وفجأة ظهر شخص امامي ذو عينين حمراوين … حاولت الهروب ولكنه امسك بقدمي وغرس سكينا فيها ورماني على الأرض مجددا .. لم استطع النهوض كأن شخصا ما يمسك بي بقوة … وظهرت أمامي امرأة كبيره السن ولكن شكلها غريب… كأنها تعرضت للحروق … وذلك الرجل ايضا… حينها اقلبت علي طفله صغيره تبكي تشعر بالبرد… فجأة تحررت يداي… نزعت معطفي … أحتضتنها ولكني لاحظت الحروق على يدها وأرجلها فحملتها لعلنا نخرج من هنا… ولكن بلحظه البرق احرق ذلك الرجل البيت… لا سبيل للخروج من هنا فالنيران تحيط بنا من جميع الاتجاهات…

– هل تريد ان ارشدك للمخرج..؟؟

– ماذا تنتظرين ؟ هيا يا صغيرتي…

نزلنا متجهين الى القبو وبعد ان خرجت من فتحه هناك .. بقيت تبكي ..

– رجاء لا تبكي صغيرتي… هيا امسحي دموعك….

– شكرا سيدي….

وما أن أدرت وجهي حتى كانت قد اختفت… اين ذهبت حتى انني لا اعرف اسمها؟؟

مهلا البيت يحترق والناس يعبرون بجانبه .. ألا يرون الحريق؟؟؟

 

هل كنت اتخيل… ولكن قدمي ما زالت تنزف… لا يعقل ان يكون خيالا… قررت ان اكتشف لغز ذلك البيت وما الذي حدث بالضبط… كنت اسير على الرصيف اقلب الصفحات في ذاكرتي… لعلي احلم… ولكن قدمي….؟؟؟ انا لا احلم….

جاءت امرأة وقطعت حبل افكاري… تطلب مني بعض المال… اعطيتها ما تريد… وأردت الذهاب… امسكت بيدي ومن ثم قالت: بني دعك من هذا!! ستسبب لحياتك الدمار

– عفوا…ما الذي تقصدينه…لم افهمكي….؟؟؟!!

– ستعرف لاحقا ولكن سيحصل لك امر فظيع ان دخلت ذلك البيت مجددا

قاطعتها قائلا: هذه خرافات عجائز لا اكثر…وما الذي سيحدث لي؟؟

مضيت في طريقي.. ولكن عندما قطعت الطريق جاءت سيارة مسرعه .. انحرفت عن مسارها واصطدمت بعمود الكهرباء بقوه… ما ادى لسقوطه ولسوء الحظ تسبب هذا في حريق…وكدت أن اصاب لولا تلك الفتاه التي ابعدتني… لكنت الآن في عداد الموتى… فتحت عيناي وكانت قد اختفت…

في صباح اليوم استيقظت متأخرا… “يا ألهي لقد تأخرت عن العمل لابد ان المدير يهدد الآن بفصلي… المدير عصبي لدرجة الجنون لا أدري كيف اتحمله؟؟

حينها وردني اتصال ..

– الو من يتكلم معي

– انا مديرك ايها الكسول…لماذا تأخرت

لم يدعني اكمل جملتي ومن ثم قال :

– انت مفصول.. ولا اريد رؤية وجهك يا جوزيف

واقفل السكة في وجهي… يا له من مجنون كأني سأهتم لكلامه… حمدا لله على اني فصلت… ولكن لم يمنعني فصلي من العمل عن مواصلة التحقيق في قضية ذلك البيت .. عندها اتكأت على الاريكة وبدأت اتصفح بعض الجرائد القديمة… لفتني شيء ما قد كتب : “سبب الحريق هو عن طريق انفجار انبوبة غاز داخل البيت وللأسف لم يبق احد على قيد الحياة ” ..  لكني لم اصدق ذلك الكلام المكتوب …

وفي اليوم التالي نهضت باكرا على امل ان اعرف حقيقة الذى جرى …وبأني سأتوصل لنتيجة….!!

عندما كنت اسير على الرصيف امسكت بي تلك العجوز ثانيه…

– اتريدين المال؟ … حسنا سأعطيكي اياه ولكن يستحسن لك ان تبعتدي عن دربي…

– ايها الاحمق لا اريد مالك ولكن لا تذهب لهناك؟؟

– دعيني وشأني

رددت في عقلي لابد ان اهددها لكي تبتعد من طريقي

– ان لم تبتعدي سأضربك مهما كنتِ

– انا سأبتعد…..ولكن يستحسن لك عدم الذهاب

رحلت وهي تتمتم بكلمات غربيه : “انا لست من هنا انا من هناك… انه مجنون سيقتل نفسه؟؟!

– ما الذي تقصدينه أأمجنونة انت!!!؟؟

– يا الهي ما الذي تريده مني…؟؟ كأنها تقصد مضايقتي… تلك العجوز الغبية …

أكلمت طريقي.. وعندها ما حصل أمام عيني أذهلني .. سائق يقود بسرعة كبيره لدرجة انه دهس قطه سوداء… خرج من السيارة لكي يرى ما حصل للقطة … لكنها انقضت عليه وغرزت أنيابها في عينيه ومن ثم رحلت… ركضت بسرعة لأرى ما حصل للسائق المسكين إنه يتألم بشدة !!! أخذته للمشفى واطمأننت على حالته وعندها اخبروني بأن حالته خطرة ومن المحتمل ان لا يرى مجددا.. يا له من مسكين ..

جاء الليل بسرعة … قررت الذهاب لبيتي لاستريح فقد كان يوما متعبا… ارتميت على فراشي كالقتيل.. بدأت بالتفكير … في كل مره احاول الذهاب لذلك البيت يحصل شيء غريب يمنعني من إكمال غايتي!! ومن بعدها غططت في نوم عميق…ولكني استيقظت ودقات قلبي تتسارع من شدة الخوف .. نظرت إلى الساعة … انها تشير الى الثانية والنصف..

سمعت قرعا على الباب .. فتحته ولم أجد أحد .. أغلقت الباب ومن ثم اتجهت للدرج

– أتمازحونني .؟؟؟

عاد قرع الباب مره ثانيه فتحت الباب… رأيت تلك الطفلة … اجل انها نفس الطفله التي انقذتها من الحريق

– ما الذي تريدينه مني يا صغيره ؟

– ناديني كاترين ألم أقل لك ألا تذهب!! لماذا تصر على الذهاب هناك مع أني أمنعك في كل مرة ؟؟!

– لماذا لا تريدن مني الذهاب؟؟؟ ولكن انا لم ارك ؟ كيف اذن منعتني

– انا من العالم الاخر اخذت شكل العجوز والقطه لامنعك من الذهاب افهمت الآن…!!

– اريد ان اذهب واحل هذه القضيه !!! اريد ان اذهب فقط الى هناك .. ولكن لماذا فعلتي كل هذا.. لماذا حاولتِ منعي …؟؟

– قلت لك .. لاحميك .. الم تنقذني من قبل؟؟

– بلي ولكن… اريد ان اعرف ماذا يحدث هناك ؟؟

– ولكن الفضول سيقتلك ها انا احذرك؟؟!

حينها بدت على وجهها ابتسامه خبيثه…لم اعرف ما السبب ..

ذهبنا الى البيت انا وكاترين لاعرف سبب حصول كل هذا؟

اريد الذهاب الى المجهول او كما اسميه انا “بـــــــــــيــــــت بـــــــلا نــــــوافــــــــذ”

ولحظة وصولنا اقفلت جميع الابواب… ولكن ما حصل من قبل اظنه يتكرر كل يوم .. جاء سيتف والد تلك الطفله وبدأ بحرق الجميع ومن ثم البيت ولكن لم يستطع احد الخروج لعدم وجود نوافذ او مكان للخروج… كل الذي فعله سيتف ليس طبيعيا اظن انها روح شريرة تستولي على جسده

بدأ المنزل بالاشتغال وأنا بدأت ابحث عن مخرج ..

– كاترين اين انتي يا صغيرتي!!!

– انا هنا

نظرت الى الأعلى

رأيتها طائره بالهواء وعيونها تشع من كثرة الغضب وشعرها يتطاير…

– ما بك هل انتي بخير..؟

– اجل وماذا عنك الآن!!

– ما الذي تقصدينه….؟؟

– ستموت الآن ولن يمنعني شيء من قتلك

– لماذا تفعلين كل هذا؟؟

– عندما احترق بيتنا لم يأتي احد لكي يساعدنا!! فاعلم الآن ان هذا مصيرك ومصير كل من سيدخل هذا البيت!!!

وما كنت سأنطق بجملتي حتى انقضت علي وغرست سكينا في قلبي وعيناي ممتلئة بالدموع… وانا منهار كليا… كنت أتلفظ اخر انفاسي وحينها قالت لي

– قلت لك ان الفضول سيقتلك….

حينها عرفت كل شيء .. ان ارواحهم سكنت هذا البيت و لاتريد الخروج منه .. ونهضت جميع جثثهم المحروقة تلوح بالوداع لجسدي الفاني وتقول لي اهلا بك في عالمنا الآخر .. أجل لقد رأيت ضحكاتهم الخبيثة على وجوههم .. قبل ان تحل نهايتي

رأيتم الى أين قادني الفضول!! ها قد قادني الى حتفي ومن يدري من

ســــيـــــنـــــال نـــــفـــــــس مــــــصــــــيـــــري…؟؟

تاريخ النشر : 2016-05-22

ابو العز

سوريا
guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى