تجارب من واقع الحياة

سم ونار وغرق

بقلم : الليل المقدس

سم ونار وغرق
أبي لا أجيد السباحة يا ابي ارجوك دعني

الأب: هو الدعامة والركيزة الأساسية لأي اسرة, هو الدعم والسند والأمان. فما بالك لو تزلزلت تلك القاعدة!وتحول الأمان لأبشع خطر يهدد حياتك؟..وازاح عنك حقك بان تحيا بسلام!!

القصه الاولى: ومن الفقر ما قتل..

بؤس الحياة ضيق، الحال كلها امور تدفع المرء لفعل اشياء ما ظن يوما انه مرتكبها .

اخذ بناته الثلاث في رحلة بحجة الترفيه عنهن .ووقف عند جسر النيل ونادى على اولى بناته. فحملها امام مرأى عينا ابنتاه ،والقى بها في الماء. ظلت تقاوم الغرق حتى لفظت انفاسها الأخيرة..
فامسك بابنته الأخرى وفعل بالمثل..وعندما هم ليفعل ذلك بأصغرهن قالت: (أبي لا أجيد السباحة يا ابي ارجوك دعني ارجوك) فحملها والقي بها في جدول النهر الذي تعكر صفوه بقتلي الفقر..

ابلغت الأم عن الوالد وقام بالأعتراف بكل شئ مبررا جريمته النكراء بـ (رحمتهن من الموت جوعا ورحمت نفسي من رؤيتهم يتألمون بسبب الحاجة)..

ثم تزوج بأمراة ليست بالكفؤ، لكنها تناسب اهوائه فاخطأ مرة فانجبت بنتان. فاخطأ ثانية فخانته فطلقها .. فخاف علي بناته من ان تضللهن فاخطأ ثالثة واشترى افعي سامة من حديقة الحيوانات واطلق سراحها عليهن وهن في سبات عميق.. 

ذهب بعدها وأعترف لقسم الشرطة بفعلته النكراء . وقص لهم كل شئ حتى تلك القبلة التي طبعها علي جبينهن قبل ان يغدر بهن!!

احرق ابنتاه التوأم خشية ان يشبها والدتهما العاهرة والقى بهن بين الأعشاب بدون ادنى رحمة او احساس.. لا ادري لماذا الرجل ضعيف الى هذا الحد الذي يدفعه لمعاقبة غيره على افعاله هو!!

ما ادرك ان عدم قدرته على كفايتهن الآن فقط!! لماذا لم يدرك هذا قبل ان يأت بهن الي الدنيا!!

وتلك المرأة التي يتزوجها بالله عليه هل الآن فقط اكتشف انها ليست كفؤا لأولاده!!

هي من اغرب القصص الواقعية التي قرأت عنها بين عناوين صفحة الحوادث ..وهي صورة من بين ملايين الصور التي تدلل على بشاعة العالم..

لو تخيلت الآن ان تلك الملائكة عادت للحياة ماذا سيقولون؟

اظن انهن ببرائة الطفولة ستقلن: ابي..الحب لا يقتل!!

مصادر : الجرائد المصرية
الأهرام والمساء والمصري اليوم..
تركت التفاصيل جانبا مشيرة الى مضمون القول مباشرة..

تاريخ النشر : 2016-06-10

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى