أدب الرعب والعام

صراع عالمين (الاتحاد و العاطفة)

بقلم : سيف الله غيضاوي – تونس

صراع عالمين (الاتحاد و العاطفة)
و سدد ضربة أحالت زيركون إلى أشلاء ..

ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﺎﺑﺮﻳﻜﻮﺳﺎ ﻟﻜﻦ ﺳﺎﻧﺘﻮﺱ ﺑﻘﻲ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺮ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻏﺮﻳﻐﻮﺱ ، ﺃﻣﺎ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﻣﻊ ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ وﺃﺭﻛﻴﺴﻮﺱ ﻭ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﻧﺤﻮ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﻹﻏﻼﻗﻬﺎ ﻭ ﺳﺤﻖ ﺣﺮﺍﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﻟﻴﺴﺎ ، ﻭ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻠﻮﻝ ﺟﻴﺶ ﺩﺍﺭﻛﻨﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃجﻣﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ..

ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻭ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ ﻟﻼﻳﺘﻨﻮﺱ :
ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ؟ﻭ ﺃﻳﻬﺎ ﺳﻨﻘﺼﺪ ﺃﻭﻻ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ : ﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺃﺑﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺻﺤﺮﺍﺀ ” ﺩﻳﺰﺍﺭﺍ .”
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺭﻛﻴﺴﻮﺱ ﺑﺈﺿﻄﺮﺍﺏ : ﺻﺤﺮﺍﺀ ” ﺩﻳﺰﺍﺭﺍ !!” ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺣﺮﻫﺎ ﻣﻬﻠﻚ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ … ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻗﺎﺋﻼ : ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻴﻘﻨﺎ ﺣﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ .

ﻣﻀﺖ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺟﺘﺎﺯ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺩﻳﺰﺍﺭﺍ ، ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻗﺪﻡ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻟﻬﻴﻜﻮﺭﺍ ﻭ ﺃﺧﻮﻳﻪ ﺃﺳﺎﻭﺭ ﺇﻳﺴﻮﺱ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ – ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺛﻠﻮﺝ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﺳﺘﺮﻳﺪﻭﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺴﻴﻔﺜﺎﻻ – ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻧﺘﻮﺱ ، ﻓﻮﺿﻊ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻤﻪ ، ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺇﻛﺘﺴﻮﺍ ﺑﺪﺭﻭﻉ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺣﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺇﺷﺘﺪ ..

شكر ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻞ ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺣﺼﻨﺎً ﺭﻣﻠﻴﺎً ﻫﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺠﻢ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺩﺍﺧﻠﻪ ، ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﻧﺤﻮﻩ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺭﻣﺎﻝ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺤﺼﻦ ، ﻓﻜﺎﺩ ﻳﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ ﻟﻜﻦ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﺃﻧﻘﺬﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﺩ ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ أن ﺗﺤﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺳﻴﻔﺜﺎﻟﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺗﻐﻄﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺫﻳﻠﻪ ﻭ ﺑﺎﺩﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
ﺇﺫﻥ ﻓﺈﺷﺎﻋﺎﺕ ﻋﺰﻣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﻏﺰﻭ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﺳﺎﻧﺘﻮﺱ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ ، ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻤﻮﺗﻮﻥ ﺍلآﻥ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﺤﺪﺍﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﺯﻳﺮﻛﻮﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭ ﻳﻨﺠﻮ .
ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﺗﻢ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺳﺘﺪﻋﻰ ﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻭﺵ ﺑﻴﺮﻛﻴﺲ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻛﻮﻥ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺭﻣﻠﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﻫﺎﺟﻢ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻘﺪ ﺇﺷﺘﺒﻜﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﺵ ﺣﺘﻰ ﺃﺑﺎﺩﻭﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ..

ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﻟﻤﺲ ﺯﻳﺮﻛﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻓﺨﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻝ ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﻔﺬﻫﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﻗﻮﺱ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﻭ ﺭﺻﻌﻪ ﺑﺤﺠﺮ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ – ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﺑﻪ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ – ﻭ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻭﺍﺑﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻓﺒﺪﺩﺗﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﺘﻬﺰ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﺴﺪﺩ ﻟﺰﻳﺮﻛﻮﻥ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﺣﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻼﺀ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻭ ﺃﻏﻠﻘﻬﺎ .

اﺳﺘﺮﺍﺡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎﺀ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻬﻒ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻧﻴﺎﺩﺭﺍ ، ﻭ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﻟﻠﺘﻨﻔﺲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻏﻼﺻﻢ ﺃﺳﻤﺎﻙ ” ﺍﻟﺴﺎﺭﺍﻛﻮﺝ ” ﻭ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ، ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﺣﺶ ﺩﻣﻴﻢ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻷﺧﻄﺒﻮﻁ ﻭ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﺎﺭﻛﺮﻭ ﻃﻴﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻓﻄﺎﻟﺒﻪ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﺑﺎﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺭﻓﺾ ﻋﺮﺿﻪ ، ﻓﺈﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮﻩ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﻬﻴﻜﻮﺭﺍ ﻭ ﺃﺭﻛﻴﺴﻮﺱ ﺃﻣﺎ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺧﺮﺓ ﻟﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .

ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺭﻛﺮﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻣﻜﺘﻮﻑ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﺮﺑﺔ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺷﻴﺪ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﻣﺎﺋﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺘﺮﺍﻗﻪ ، ﻭ ﻟﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻣﺎﺭﻛﺮﻭ ﻣﻴﺆﻭﺳﺎً ﻣﻨﻬﺎ ، ﻋﺜﺮ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﺭﻛﻴﺴﻮﺱ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﺑﺄﺳﺎﻭﺭ ﺇﻳﺴﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ، ﻭ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻧﺎﺑﻮﻟﻮﺱ ﺳﻬﺎﻣﻪ ﻭ ﺩﻣﺮ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻓﺘﺠﻤﺪﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭ ﺗﺠﻤﺪ ﻣﺎﺭﻛﺮﻭ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻗﺬﻑ ﺃﺭﻛﻴﺴﻮﺱ ﺭﻣﺤﻪ ﻓﺈﺧﺘﺮﻕ ﺻﺪﺭ ﻣﺎﺭﻛﺮﻭ ، ﻭ ﻛﺎﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻏﻠﻖ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺃﻟﻜﺴﻨﺪﺭﻭﺱ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ..

وﺻﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻋﻨﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ ﻭ ﺃﺧﻮﻳﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ، ﻓﻘﺘﺎﻝ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺧﻄﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺳﺎﻭﺭ ﺇﻳﺴﻮﺱ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺧﻮﺍ ﺍﻟﺤﺬﺭ ، ﻭ ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ، ﻓﺄﺧﺬ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻓﻲ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﻗﺘﻠﺔ ﺃﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﻭ ﺃﺷﻼﺀ ، ﻳﺴﺎﻧﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺯﻳﺮﻭﺱ ، ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎﺕ اﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ، ﻭ ﺣﻠﻖ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻹﻏﻼﻕ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻐﺘﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﻳﺪ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﻼﻳﺘﻨﻮﺱ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﻣﻴﺪﻏﺎﺭ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻼﻕ ﻧﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﻟﺴﻴﻔﺜﺎﻻ ، ﻭ ﻗﺪ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻪ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎﻫﻢ ..

ﺳﻘﻂ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ، ﻟﻜﻦ ﻣﻴﺪﻏﺎﺭ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻜﺮﺓ ﻧﺎﺭ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ، ﺛﻢ ﻟﻒ ﺿﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﻒ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ اﻧﺠﻠﻰ ﻟﻴﺼﻌﻖ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻭ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸﺮ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ و ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻌﻪ ..

ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺷﻜﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﺫﺍﻙ ﺛﻢ اﺧﺘﻔﻰ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻘﺸﺎﻉ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻭ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻤﺢ ﻃﻴﻔﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍً ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺭﺃﻯ ﻃﻴﻒ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
ﻻ ﺗﺨﻒ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻓﺴﺄﺷﻔﻲ ﺟﺮﺍﺡ ﺟﺴﺪﻙ ﻭ ﺟﺮﺍﺡ ﺭﻭﺣﻚ ..
ﺛﻢ ﻏﻤﺮ ﻧﻮﺭ ﺳﺎﻃﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻴﻘﻆ ﻟﻴﺠﺪ ﺃﻥ ﺟﺮﺣﻪ ﻗﺪ ﺷﻔﻲ ﻭ ﺍﻷﻫﻢ ﺃﻥ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮ ﻗﺪ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺸﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﻧﺘﻮﺱ ﻭ ﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻤﻪ ﻓﻘﺮﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ .

ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﺼﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻼﻳﺘﻨﻮﺱ : ﺇﻧﻬﺾ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻣﻌﺎ …
ﻓﻨﻬﺾ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻭ حلق ﻛﻼ ﺍﻷﺧﻮين ﻧﺤﻮ ﻣﻴﺪﻏﺎﺭ ﻭ ﻫﺎﺟﻤﺎ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺪﺛﺎ ﺛﻐﺮﺓ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﻪ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ، ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺻﺎﺡ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ :
ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ ﺃﺻﺐ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺃﺳﺮﻉ …
ﻓﻮﺿﻊ ﻫﻴﻜﻮﺭﺍ ﺣﺠﺮ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻭ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﻪ ﻗﻠﺐ ﻣﻴﺪﻏﺎﺭ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺻﻴﺤﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ ﻭ ﻟﻔﻆ ﺃﺧﺮ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ..ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻭ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺛﻢ ﺗﻠﻰ ﻫﻮ ﻭ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ ﺗﻌﻮﻳﺬﺓ ﻓﺘﺤﺖ ﻛﻞ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ﻓﻌﺒﺮ ﺳﺎﻧﺘﻮﺱ ﻭ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻔﺜﺎﻻ ﻋﺒﺮ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺻﺎﺑﺮﻳﻜﻮﺳﺎ ، ﺛﻢ ﺩﻣﺮﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﻭ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺎﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ، ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ..

ودع ﻻﻳﺘﻨﻮﺱ ﻭ ﻣﻴﺴﺘﻮﺱ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺛﻢ ﻋﺒﺮﺍ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻣﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﻮﺭﻫﻤﺎ ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻓﻘﺪ ﺇﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻧﺤﻮ ﻭﻃﻨﻬﻢ …

تاريخ النشر : 2016-06-30

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى