أدب الرعب والعام

احذر مما تتمنى

بقلم : دنيا.ص – الجزائر
للتواصل : [email protected]

وجدنا تعويذة تحقق الأماني أنت لم ترغبي بتجربتها

استيقظت ككل صباح حضرت نفسي و كنت متشوقة ليومي الأول في المدرسة … دخلنا أنا و بعض صديقاتي مدرسة جديدة أشخاص جدد …

قسمونا إلى عدة أقسام و لم أكن في نفس القسم مع صديقاتي حزنت قليلا لكن سنلتقي في الساحة … دام ذلك الوعد أيام ثم كل منهن أقامت صداقات جديدة في قسمها فوجدت نفسي وحيدة لا اكلم احد لا اعرف احد .

مرت الأيام ، الى ان جاء ذلك اليوم . كان كباقي الأيام وفي الحصة الثانية دخل تلميذ جديد ، كان وسيما رغم شحوب بشرته . كنت الوحيدة التي اجلس وحدي في القسم فطلب منه الأستاذ الجلوس معي . لم ينطق بكلمة ، عند انتهاء الحصة ، حاولت التكلم معه : أنا دنيا ، ما اسمك ؟ . التفت إلي وبقى يحدق بي لبضع ثواني ثم قال : لونيس …اسمي لونيس .

عندما عدت إلى البيت لم استطع منع نفسي من التفكير في وجهه الشاحب و عيناه الناعستان .. قطع أفكاري صوت أمي تناديني , نزلت فقالت : زميلك لونيس ينتظرك , لما لم تخبريني ان لديكما مشروع , هل تحتاجين نقودا لشراء المعدات؟

-لا امي شكرا سأعود فور انتهائنا , أراكي لاحقا.

خرجت و شعرت ان قلبي سيخرج من صدري : ما الذي تفعله هنا ؟!

فقال بكل برودة و وقاحة : اصمتي و اتبعيني .

ذهبنا الى ما اظن انه بيته . دخلنا وكان والداه هناك , لم يكن هناك اي شيء غريب . صعدنا الى غرفته و في طريقنا هناك التقينا بفتاة اكبر مني بسنة او سنتين فاجأتني حيث انها تعرف اسمي , قالت: اهلا دنيا مضى وقت طويل منذ زرتنا اخر مرة .

تفاجئت بذلك و بدأت اخاف , امسكني لونيس من يدي بقوة و أخذني إلى غرفته , وقال: ألا تذكرينني

-ماذا تعني ؟! .. اتقيتك اليوم!

-اسمعي حبي لم نلتقي اليوم بل ..

قاطعته غاضبة : ماذا ناديتني , حسنا احترم نفسك يا ولد !

– انت حقا لا تتذكرين , قالها بنوع من الحزن

– انا ذاهبة الى البيت و من الاحسن الا تكلمني مجددا.

– انتظري! اغلق الباب ولم يدعني اغادر ثم قال : ارجوكي دعيني اشرح لك.

-تكلم بسرعة.

– حسنا اجيبي على هذا السؤال .. منذ متى تعرفينني؟

– اتمزح؟! .. التقيتك اليوم.

– لا في الحقيقة…

قاطعته : انا ذاهبة وداعا.

– لا لقد تعرضت لحاث انا اعرفك منذ ٤ سنوات دنيا انا احبك وانت تبادلينني الشعور

– انا لا اعرفك..

قاطعتنا اخته حيث سمعتنا نتشاجر فدخلت الغرفة و قالت : هل كل شيء بخير؟

– نعم كنت ذاهبة على كل حال .

ذهبت للبيت و لم اكلم احد . اليوم التالي لم يأتي ودام ذلك أسبوع كامل . بعد ذلك جاء ولم يحدثني ولم ينظر إلي حتى وعندما خرجنا للساحة جلست وحيدة كالعادة .. ظللت انظر اليه من بعيد ثم استجمعت شجاعتي و ذهبت لأكلمه .

– لونيس اريد التحدث معك .

– ليس الآن تعالي الى مكاننا المعتاد , آه ! آسف نسيت لنلتقي قرب بيتي بعد الدوام .

– ارجوك اخبرني من انت , كيف تعرفني عائلتك و كيف تعرفك امي و انا لا اعرفك .

– سأخبرك بكل شيء .

بعد الدوام اسرعت اليه كان ينتظرني و معه كتاب غريب بدا أني رايته من قبل كان منزله يقبع قرب الغابة ذهبنا الى كوخ خشبي كان مليئا بصورنا . بقيت مندهشة لثواني حتى قاطعني وقال: ما آخر شيء تتذكرينه من عطلة الصيف السابقة

– العطلة ؟ الصيف ؟ ليس بكثير اذكر عطلتي مع عائلتي .

– الا تذكرين هذا المكان .

– لا , لماذا؟

– حسنا , انا اعرفك منذ ٤ سنوات و احببتك لمدة ٤ سنوات لدينا اكثير من الامور المشتركة اهمها اننا نحب الامور الماورائية . الصيف الماضي وجدنا هذا الكوخ و هذا الكتاب و وجدنا تعويذة تحقق الأماني أنت لم ترغبي بتجربتها لكني اصررت لأني ظننت انها لن تعمل قرأت التعويذة فغضبتي وصرختي علي وقلتي أتمنى أني لم التقي بك ولم أعرفك من قبل وغادرتي. وفي اليوم التالي التقيت بك فلم تكلميني ظننت انك غاضبة لكن التقيت بك مرة ثانية تكلمت معك فأبتسمتي و ذهبتي كأنك لم تعرفيني قط .

اندهشت من كلامه وقلت : اذا كان ذلك صحيحا لماذا لم تستخدم التعويذة لعكس ما تمنيت ؟

– حاولت ذلك لكن يبدو انك الوحيدة القادرة على فعل ذلك.

– لنحاول إذا.

قمت بقراءة التعويذة و تمنيت ابطال امنيتي .. شعرت بدوار شديد و آخر ما اذكره هو رؤيتي للقطات من حياتي كأني اعيشها مجددا …استيقظت على صوت لونيس : آسف انا احبك ..

استيقظت و ابتسمت و ذهبنا الى البيت ولم نقرأ من ذلك الكتاب ثانية.. وعادت حياتي الى سابق عهدها.

تاريخ النشر : 2016-07-11

دنيا.ص

الجزائر
guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى