تجارب من واقع الحياة

حبي له عذاب لا ينتهي

بقلم : بدون ذكر أسماء – من هناك

حبي له عذاب لا ينتهي
هو كل الرجال بنظري و لا أرى غيره

مساء الخير أما بعد ، أصدقائي قد تكون قصتي أكثر القصص إبتذالا ،و لكن مع ذلك لم أستطع تجنبها و وقعت في حبائل حب رجل لا يعلم أصلا ما أكنه له من حب.

لقد كان زميلا لي في الكلية و جمعتنا علاقة زمالة ،و كنا نتعاون في دراستنا و نكاد نكون أصدقاء إن كان للصداقة وجود بين المرأة و الرجل.

عملنا معا بنفس البنك بعد التخرج ، في الحقيقة لقد وفقت قبله في إيجاد وظيفة ،و سعيت لأن يحصل هو الآخر على وظيفة في نفس البنك ، و لكن لم يحالفني الحظ و عمل ببنك أقل مكانة ،و مع ذلك لما علمت بذلك إستقلت و جاهدت للحصول على عمل معه حتى أكون قريبة منه.

حاولت مرارا التلميح له عن حبي ، و لكن دون جدوى ، كان دوما يعاملني كصديقة أو أخت ربما لا أعلم فتصرفاته معي كانت غير مفهومة إطلاقا ، أحيانا يتقرب مني و يناديني بأسماء محببة و يمزح معي, حتى أنه مرة مسح بيده على شعري بعد أن ساعدته في عمل مهم داهمه الوقت و لم يستطع إنهاءه, و أحيانا أخرى يبتعد عني و يتجاهل مكالماتي أو يرد علي بأجوبة مقتضبة و برقية.

طبعا كرامتي لم تسمح لي بمصارحته ، خفت أن يظن بأني سهلة و قليلة الأدب .

و رغم ضغوط الأسرة رفضت كل من تقدموا لخطبتي ، مع أن معظمهم  أفضل إجتماعيا و إقتصاديا منه, طبعا في نظر الجميع عداي ,فأنا دوما أراه الأروع و الأوسم و الأغنى و الأذكى و الألطف و المثالي،

و إنتظرت أن ينتبه لمشاعري إلى أن أفقت من أحلامي على كابوس زواجه . و كأن أحدهم إجتث قلبي و مزقه.
لازمت الفراش أياما لا أكل و لا أشرب, كل ما أفعله البكاء و النحيب حتى أن أمي قد ظنت بأن مصيبة قد وقعت لي ،لولا أن أقسمت لها على القرآن بأنني بخير .

 و كيف لا أمرض و هو كل الرجال بنظري و لا أرى غيره أمامي ، أحلم به في نومي و أسرح في تفاصيله في يقظتي ، أنا لا أحبه بل أعشق التراب الذي تدوسه قدماه.

 قد يسخر البعض مني و قد يلومني البعض الآخر ، و قد يتهمني البعضم بإنعدام الكرامة ،و لكنه أمر لا أملك منه شيئا ، قدر علي التأقلم معه.

حتى بعد زواجه حبه لم يقل و لو قليلا ، لم أكرهه ، لم أنساه بالعكس زاد تعلقي به ، و زاد جنوني كلما تخيلت أن هناك إمرأة غيري تشاطره فراشه و تعتني به و تطبخ له و تحادثه و يضحك في وجهها ، أجن حين أتذكر بأنه يحيا معها تحت سقف واحد، بينما أنا التي كنت أرسم كل تفاصيل حياتي معه أكتوي بناره وحدي.

طبعا حاولت قتل هذا الحب و لكني لم أنجح ، و حاولت إخفاءه ففشلت أيضا ،فعيني تفضحني ، إرتباكي عند رؤيته تكشف حبي له ، حاولت تجاوزه فخطبت لرجلا من المتقدمين لي ,و لكن الخطبة لم تدم طويلا ، ٤ أشهر كرهت فيها نفسي و خطيبي ، لا أعلم عدد المرات التي كاد لساني يزل فيها و ينادي خطيبي بإسم الآخر ،
 و كم الكوابيس التي كانت تنتابني و الفزع عند ذكر الزواج . 

قد تتساءلون لماذا إنتظرت كل هذا الوقت لأكتب لكم ، أو لماذا الآن بالذات ، في الحقيقة لأنني أمام مفترق طرق خطير ، فحبيبي طلق زوجته منذ أسابيع ، بعد أن إكتشفا بأن سبب تأخر الإنجاب كان عقمه, ففضلت الطلاق على العيش معه دون أطفال, أو على الأقل هذا ما يقوله الجميع ، فأنا لم أستفسر منه خوفا من أن يعتبر ذلك تدخلا في شؤونه. و لأنني وقفت بجانبه طبعا كصديقة في البداية حتى لا ينفر مني، فقد حصل تقارب كبير بيننا و بدأ الثلج الذي حجر قلبه نحوي لسنين يذوب.

و الأهم من كل ذلك كتبت لكم لأنني أواجه مشكلة مع عائلتي و خاصة أمي، و التي علمت لا أعرف كيف بقصتي معه ، و حذرتني من  الإرتباط به أو حتى التقرب منه، كونه رجلا مطلق و أنا لم يسبق لي الزواج.

 و نظرا لكوننا كذلك وفقا لرأيها أفضل منه إجتماعيا و إقتصاديا . لا أعلم ما ستكون ردة فعلها لو علمت سبب الطلاق، لذلك كتبت طلبا لنصحكم كيف أتصرف مع والدتي و كيف أقنعها ؟. لأنني قد قررت الزواج به لأن طلاقه و كل ما حصل هو فرصة ثانية من الله حتى يجمع شملنا سويا أنا و حبيبي الذي لا أرى غيره.

الأطفال لا يعنونني ما دمت سأعيش مع الرجل الذي أحبه لما بقي من حياتي ،و لكن عائلتي تقف في طريق سعادتي
فما الحل؟

تاريخ النشر : 2016-07-14

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى