تجارب من واقع الحياة

أخاف

بقلم : آية-آسلارا – المغرب

أريد أن أكون مميزة

السلام عليكم إخواني .. بدايةً دعوني أعرفكم بنفسي ، اسمي آية و عمري 14 ، أنا فتاة كأي فتاة في عمري ، الاختلاف الوحيد أنني أريد أن أكون مميزة ، لست أعلم كيف ؟ لكنني حقاً لا أرضى بفكرة كوني عادية ، عديمة الجدوى ، لا دور لها في هذه الحياة فأنا بطبعي أحب التفرد… أحيانا لا أستوعب أفكار محيطي و اعتقاداتهم ، و كم من مرة رفضت أفكار أبي و أمي ، و جادلتهما محاولة فرض رأيي و إقناعهم بأن تلك الاعتقادات لا أساس و لا منطق لها… لكنهم يحتقرونني ، أجدهم يحكمون على عمري أكثر من أفكاري ، شأنهم شأن كل من أعرفهم .

هكذا أنا أكره التقاليد و عدوتي كلمة “عيب” التي لا تلبث ترتع في عقول أجدادنا و آبائنا و تعشش في كل قرار من قراراتهم و جملة من جملهم… أنا فتاة مرحة و طفولية نعم ، مزاجية و جدية أحياناً … و أعرف أنني أمر بمرحلة المراهقة التي يظن الكثير أنها مرحلة صعبة و مشبعة بالمشاعر ..
قرأت العديد من التجارب التي ذكرت بهذا الموقع لفتيات و فتيان بمثل عمري ، و لست أفهم لماذا كل هذا التعقيد و التشاؤم و الكآبة ، و كأن حياتنا كتبت كفيلم سينمائي حدد نوعه.. كفيلم تراجيدي أو رومانسي ، و كأننا محتاجون لشخص يشاركنا متعتنا و حريتنا ، شخص نسميه نحن بالطرف الناقص أو توئم الروح …

أنا أؤمن أن الحياة اختيارات ، الحياة تجارب ، الحياة شيء ملموس نعيشه و نستطيع التحكم به ، فنحن من نجعله جيداً أو سيئاً .. بنظرتنا له و قراراتنا تجاهه ، ربما كل شيء مكتوب لكننا لا ندري ما هو المكتوب فنعيد خطه منذ البداية بأناملنا…
أنا أريد أن أبقى هكذا ، مبدعة حالمة ، متفائلة، مميزة لا أتأثر بالآخرين و أتحكم بأفكاري و إحاسيسي ، لكن أخاف أن يغيرني محيطي و تغيرني الأفكار المظلمة الملوثة و العادات و التقاليد التي تنم عن جهل .

أريد أن أكبر و أسافر حول العالم ، أن أحقق أحلامي أن أساعد من يحتاج ، و أن أبث السعادة في نفس كل من يعرفني أو يصادقني ، أن اكون ڤايروس سعادة أينما ذهبت .. أريد بشدة أن أحقق أحلامي دون أن يدمرني أحد قبل البداية…
لكن أخاف أن أكبر و تتغير أفكاري ، أخاف أن أصبح نسخة منهم ، شبيهة بهم متطبعة بأفكارهم … أخاف!!!

تاريخ النشر : 2016-08-22

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى