تجارب من واقع الحياة

تخيلوا أنفسكم مكاني

بقلم : فتاة غير عادية – لا تنتمي لوطن

تخيلوا أنفسكم مكاني
ليس فيَّ أي شيء جميل ..

مرحباً .. أنا تقريباً فتاة قبيحة و غبية و مجنونة عمري 13 عاماً و أبدو في سن العشرين أو الثلاثين ، بشرتي سمراء و دهنية و لدي هالات سوداء تحت عيني ، و أنا بدينة و ضخمة ، لدي تحدب تحت رقبتي و أملك شعراً أجعد و صوتي بشع ، ليس فيَّ أي شيء جميل ..

غبائي كبير ، من يشتمني لا أعرف كيف أرد عليه ، لا أفهم أي شيء ، الجميع يسخر مني على عكس أختي النحيفة البيضاء و الجميلة عمرها 16 و تبدو في ال14 ، الجميع يحبها و يظنون أنها ذكية .

سأخبركم بطفولتي عندما كان خالي يأتي مع زوجته و ابنتيه اللتين بعمري و أكبر ، كانوا يقولون لي لمَ أختكِ نحيفة و أنتِ سمينة .. هل تأكلين طعامها ؟ و يضحكون ، و أختي أيضاً تضحك و تقول نعم ! للعلم أنا آكل فقط الفاكهة و الحليب على الغداء ، تتخيلون بأني كنت آكل موزة واحدة و كوب حليب في اليوم الكامل !! ليس لي شهية لكن أختي و الله تأكل كثيراً لكنها لا تسمن ، و حين قالت ابنة خالي لا تأكلي بعد الآن دعي أختكِ تأكل أيها الثور غضبت و ركلتها ، و أتت أختي لتضربني بقوة حتى سال الدم من أذني و ذهبت إلى المطبخ فقال خالي وقتها ربما ذهبت لتأكل و عادوا للضحك و السخرية ..

يا إلهي يضربوني و يشتموني و عندما تقول إحدى قريباتي لا تضربوها إنها مسكينة ، يردون عليها .. لا تقلقي إنها كالثور ليس لها مشاعر .. لكن أنا بشر ، و لي مشاعر ، حتى في طفولتي أنا أخدم أخي فأنا له مثل الجارية ، إن لم تطع سيدها نالت الضرب .

و مرة كنا نصعد عل الأرجوحة لنلعب ، فقالو لي أنت لا تركبي لكي لا تسقط الأرجوحة ، لست بتلك البدانة بوقتها ، كان وزني 39 كغ ، لم أعد أزورهم و لم أزر أي أحد إطلاقاً حتى الآن .

أنا الوحيدة التي أساعد أمي و أنظف ، لكن ماذا عن الملابس ماذا أرتدي ؟ قطعتي قماش خاطتهم زوجة عمي الطيبة فهي الوحيدة التي أشعرتني بأني إنسان ، آه ماذا أفعل فأنا أعاني من الأمراض ، الآن لدي حالة نفسية و هي أني أرمش بعيني كثيراً ، و أختي دائماً تشتمني و تنعتني بالثور و الجاموس و بعض الشخصيات الغبية الضخمة .
الآن إحسبو أنكم مكاني.. ماذا كنتم لتفعلوا ؟؟

تاريخ النشر : 2016-09-13

guest
64 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى