تجارب ومواقف غريبة

أنا و العاشق من العالم الآخر

بقلم : روحاً معذبة – المملكة العربية السعودية

أنا و العاشق من العالم الآخر
تمر بي فترات أكره كل شيء حتى نفسي .. آه كم أعاني

أنا فتاة يتيمة الوالدين ، أعيش مع إخوتي في رغد و هناء و ترف ، لكن ماينغِّص عيشتي أنني أعاني من جني عاشق على غير ديانتي و يدعوني إليه و بدأت معاناتي حين بلغت ، فقد كنت جميلةً جداً و ملفتةً بحمد الله ..
ذهبت إلى منزل و هي استراحة و فيها زرع و أشجار ضخمة جداً ، و كان مالكوها يقطنون في منطقة أخرى و يأتون إليها في الإجازات و المناسبات ، و كنا في نزهة و مررنا بتلك المنطقة ، فقال أخي هيا ندخل إلى المنزل منها نجلس إلى آذان الفجر و منها أهتم بالزرع ، حيث أن أصحابها قريبين منا جداً و من أخي هذا أكثر ، و كان عنده نسخة من مفتاح المنزل لثقتهم به و لأنه يهتم بالزرع هناك .

كنت سعيدةً جداً و تحمست للدخول ، و لم أعلم أن هذا سيكون بداية عذابي .. دخلنا المنزل كلنا ، و وجدناه و كأنه قد تعرض للسرقة و الكهرباء مقطوعة فيه .
لا أدري .. أحسست بقشعريرة سرت في جسدي من الظلام الدامس ، و أخي بدأ يحذرنا ألا نلمس أي شيء لأنه طلب الشرطة ، و بدأ هو يتفقد كل شيء بحذر و أنا بدأت الفحص معه متخيلة نفسي بأنني المحقق ” كونان ” ، و أصبحت في الزرع لوحدي ، و وجدت آثار أقدام على شباك إحدى الغرف ، نسبت نفسي و صرت أتفحص بجدية حتى ابتعدت عن الكل و أصبحت وحيدة بين الأشجار – كنت شقيةً جداً و متمردة بعض الشيء و عنيدة –

و بينما أنا في هذا الحال كأني لمحت شيئاً يشبه الظل و كأنه ناداني و بعدها سرى شيئاً بارداً في جسمي و أحسست بتعب ، و من هناك أخذتنا أختي الكبرى إلى بيتها و من شدة التعب نمت أول واحدة حتى لا أتذكر كيف كان الطريق ذاك اليوم ، و ذهب أخي إلى البيت لأن أمي لم تأتي معنا رحمها الله ، و أستيقظت قبل الفجر و لكن و أنا مغمضة العينين ، كنت أتمتم بكلمات و أصرخ بصوت ليس بصوتي كان صوت رجل !! حتى خاف الجميع مني ، و أتى زوج أختي و قرأ علي و هدأت بعدها ..

استيقظت في الصباح مرهقة و خائفة جداً من كل شيء ، رغم أنه معروف عني الجرأة و الشقاوة ، و بعد مدة ذهبت إلى حفل “الشبكة” و الكل ينظر الي ، أحسست بتعب شديد حتى أن كاحلي قد التوى عند بابهم ، تحاملت على نفسي و رجعت البيت و تجاهلت ألمي و إرهاقي للذهاب لزواج قريبة لي ، و بعده ذهبت إلى الفرح و تزينت كثيراً ، لكن و أنا عائدة إلى المنزل ، و عند بداية الزقاق تعبت كثيراً حتى بدأ العرق يتصبب مني ، ومن شدة التعب أيضاً عندما وصلت إلى باب البيت ، رأيت صرصور يصتدم بوجهي و تفاجأت بذلك و إذا بنفس الصرصور يطير وأصبح فأر له جناح ، بعده مرضت جداً ، أصابني إسهال و حمى و حكة في جلدي ، حتى تغير لونه من البياض إلى القمحي !

اضطر أهلي لنقلي إلى المشفى بسبب الحساسية التى داهمت وجهي ، و أصبح ضخم كأنه وجه وحش لا إنسان ، و من قوة المرض الكل حسب أني أموت و مكثت يوم كامل في المشفى حتى أن والدي رحمه حزن لأجلي كثيراً ، و من هناك يأتيني شخص كهيئة رجل و هواء و وحوش في الليل ، و حلمت أول مرة أنني أتزوج رجل من الجن كان أسود و قبيح جداً ، و بعده يأتيني رجل و كوابيس و أحلام مزعجة و أناس يدعوني إلى ديانة أخرى ، حتى أنني لا أستطيع مواصلة شيء رغم أني متميزة في العمل و محبوبة من الجميع ، و أحب الجميع .. لكن فترات أكره كل شيء حتى نفسي ، رغم أني في مناصب بسبب تميزي ، لكني أصاب بنوبات مرض و اكتئاب ليس له مبرر ، بل أني ساعات أكره الجنس البشري و أكره نفسي أني منهم ، و زاد هذا الإحساس أكثر بعد وفاة والداي .. الحزن لفقدهم أثر فيَّ كثيراً .

كل شيء تعطل بحياتي ، حتى زواجي متوقف .. أرفض كثيراً الزواج و لا أعلم السبب ، حتى لو قبلت يكون الرفض من طرف العريس أو من أهلي ، و مع حضور العريس يتحول البيت إلى جحيم لا يطاق أزداد عصبية و كرهاً لكل شيء ، أخواني و أخواتي كانوا حريصين علي بشكل فريد و ساعات أريد الجلوس لوحدي في الغرفة و أغلق الباب على نفسي حتى الطعام لا أشتهيه ، و اضطر إخوتي لأخذي إلى راقي أي معالج بالقرآن كي أعود طبيعية ، و تعلمت منه التحصين و الرقية و الدعاء و الصبر على البلاء ، و الصلاة و اللجوء لله و لله الحمد .

بالرغم من مشاكلي و مرضي لم أفقد عقلي و لا ديني و لا حبي للناس ، متفائلة جداً و أحب الحياة جداً فأنا في حرب دوماً .. أمارس هواياتي كلها .. القراءة و الكتابة ، و لدي كاميرتي و أحب التصوير جداً لكن ساعات أخاف منه ، أحس أنني أصوره أو سيظهر لي في الصورة خاصةً في الظلام أو في البحر ، و أترك التصوير وأجلس مع أخوتي أتكلم معهم لأتجاهل الخوف في داخلي ، رغم أني أريد تصوير كل شيء
آه كم أعاني في حياتي .

تاريخ النشر : 2016-09-13

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى