تجارب من واقع الحياة

أنا منبوذ

بقلم : اسلام – مصر

حين أمشي أحس بأنني غريب ، نظرات الناس لي في الشوارع قد تدل على كلمة "أنت غير مرحب بك في الحياة

نعم لم أكذب عليكم ، فاأنا فعلاً منبوذ ، قد لا أتحدث كثيراً مع البعض ، و ربما البعض الآخر يتجنب الحديث معي ، لا أدري .. ربما شكلي الغير جميل أو ربما لأنه لا أحد يعرفني ، أنا لا ألوم أحداً ، فربما الوحدة كتبت عليَّ قبل أن آتى للحياة .

ولدت بين عائلة فقيرة ، و الفقراء قد يكونون منبوذين من الأعلى شأناً بين باقي البشر ، هل لأنني في مرتبة متدنية من الناس لا أستحق العيش ؟ لا أستحق أن أكون إنساناً له قيمة ؟ لا أستحق أن أتعرف على فتاة ؟ لا أستحق ان يكون لي أصدقاء ؟

نعم لربما هذه هي الحقيقة المرة ، فمن الذي سوف يصادق أو يقترب من أحدٍ مثلي ، قبيح الشكل .. فقير .. لا يتمتع بأي مهارة في التحدث مع الآخرين و لا يملك أي شيء من معطيات الحياة ليسعد فتاة أو لتعجب به إحداهن !

حتى حين أمشي أحس بأنني غريب ، نظرات الناس لي في الشوارع قد تدل على كلمة “أنت غير مرحب بك في الحياة ، ابتعد عنا أيها القبيح “
نظرات تحقير بين الناس لي تجعلني أجلس في غرفتي أبكي ، لا أعرف لماذا أبكي ، أنظر إلى الله عالياً و أقول له : هذه حكمتك و مشيئتك يا رب ، لم أحزن على حالي و لم أيأس لأنك معي لا تفارقني ، سوف أصبر كل هذه السنين من أجلك ، لا أريد شيئاً في الحياة بل أريدك أن ألقاك يا رب العالمين .

بعد كل صلاة فجر أكون في خلوتي بعدما تنام عائلتي ، أكون في صمت و أجلس في الشرفة بلا نوم ، أنظر و أبحر في آفاق أخرى غير الواقع الذي أعيش فيه ، بل عالم خاص بي لا يوجد به أي نوع من الظلم أو التفرقة ، و أنام و أحلم بأن يكون العالم أفضل من ذلك .

البعض منكم سوف يفكر و يقول أنني لا أثق بنفسي ، و ما الفائدة إن كنت أثق بنفسي أو لا ، فلا شيء سوف يتغير ، سيكون كل شيء كما هو ، الكثير منا عاش هذه الحالات ليس أنا فقط بل الكثير ، و المهم أن لا أحد يهتم لأمرنا ، سنظل نشرب من نفس الكأس الذى به سموم تمنعنا من التنفس حتى تقتلنا مرحلة تلو أخرى ، أرجوكم لا تعاملونا و كأننا حيوانات ليس لها قيمة ، بل امنحونا فرصة العيش بكرامة ، وصلت لمرحلة لم أعد أهتم أو أبالي بأي شيء ، فقدت اهتمامي بكل شيء في هذه الحياة .. و شكراً .

تاريخ النشر : 2016-09-21

guest
83 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى