تجارب من واقع الحياة

كم هذا محبط

بقلم : SomeWhere – Me

أنا شديد الاهتمام بمظهري و أحظى بنسبة من الوسامة لكني لست فتىً جذاباً للفتيات "الجميلات" .

أنا فتى في السادسة عشر من عمري ، متوازن في الدراسة و أمارس كرة القدم ، سعيد بحياتي و ليس لي مشاكل جدّية ،
لا أعرف من أين أبدأ و لكن أولا أنا شديد الاهتمام بمظهري و حريص كثيراً على شكلي ، أحظى بنسبة من الوسامة و يمتدحني الكثيرون لشكلي و سلوكي ، و غالباً أتلقى المدح من الراشدين أي النساء و الرجال و خاصة النساء اللواتي دائما يبالغن في وصف جمالي ..أساتذتي و أقاربي مثلاً و كذلك من أترابي في السن .

المهم ، اليوم شعرت بالإحباط الشديد عندما أتاني أحد أصدقائي ضاحكاً و أخبرني بأن هناك فتاة ترغب في التعرف علي ، التفت فوجدتها لا تتمتع بأي قدر من الجمال ، حتى لا أقول قبيحة ! لطالما سمعت الإطراء من الفتيات و الرغبة في تكوين علاقة ، لكن.. لم أكن سعيداً أبداً بهذا ، بل غاضباً جداً و محبطاً ، أتعلمون لماذا ؟ لأن أولئك الفتيات لا يتمتعن بأي نسبة من الجمال بل و بعضهن قبيحات.. نعم ، ليس غروراً أو نرجسية ، أنا حقاً أعني هذا و أصدقائي أيضاً يقولون لي أن الفتاة الفلانية التي قالت كذا و كذا و صرحت بمشاعرها نحوي هي قبيحة .

و هنا المشكلة ، أشعر بإحباط شديد ، هن كثيرات لكن هذا لا يعني شيئاً لي ، فقط أفهم أنني في مستواهن الجمالي و هن يرينني مناسباً لهن ، و هنا لا مجال للنقاش لأن هذه شخصيتي و أظن أنا كل فتى مثلي يحزن عندما يشعر هكذا ، أنا مثلاً أعجب بفتاة جميلة جداً أو أجمل مني ، أخجل كثيراً و لا أمتلك شجاعة لمواجهتها ، و أحياناً أشعر باليأس و أعتقد أنها سترفضني ، و هذا ما يجب أن تشعر به أولئك الفتيات قبل مصارحتي !!

و للعلم يا أصدقائي أنني لم أدخل في علاقة غرامية و لو مرة واحدة في حياتي ! أجل و لا مرة ، و لم أعترف لفتاة في حياتي رغم أن عدد الفتيات التي أعجبت بهن لا يمكن تعداده ، طبعاً لدي صديقات و أتكلم مع الفتيات كأغلب الأولاد (ليس كثيراً) و إن لم أكن كذلك فتلك ستكون مشكلة من نوع آخر ، لكن في الكثير من المرات أتبادل النظرات مع إحدى الفتيات الجميلات و أشعر حقاً بأنها مهتمة بي لحد ما.. لكن هذا غير كافٍ بتاتاً ! أريد دليلاً يطمئنني و يرجع ثقتي بنفسي ! أغلب الفتيان يصطدمون بالفتيات و يكوّنون علاقات ، أما أنا فأصطدم بالحائط ! ممكن أنني لست من الفتيان الذين يكونون العلاقات من أجل تمضية الوقت و التباهي ، فأنا أحرص على كل شيء ، أسخر من نفسي.. و كأني سأطلب يد إحداهن ! الحقيقة أنني أخجل قليلاً من الفتيات.. و أحياناً أفقد الثقة في نفسي فأشعر بأنني فقدت نسبة كبيرة من قدراتي الذهنية و الجمالية .

اليوم مثلاً في الفصل ، مدحتني أستاذة الفرنسية بقولها أنني لطيف و جميل ، الشهر الفائت ذهبت للطبيبة من أجل الفحص فقالت لي بأنها سرعان ما أعجبت بي و أنني سريع التكيف مع الناس ، خالتي وصفتني في آخر لقاء بأنني جذاب جداً و كلما أتقدم في العمر أزداد وسامة و مع ذلك.. ما زلت لا أثق في نفسي و أخاف من كونها مجاملة ، لنقل ذلك.. لماذا لا تعجب بي إلا القبيحات ؟! كما أنني أستخدم كلمة قبيحات فقط كمصطلح للتوضيح و لست ممن يسخرون من العيوب الخلقية أبداً .

إحدى الفتيات اللواتي أعجبن بي أبدت إصراراً شديداً ، هي أكبر مني بسنة لكنها متوسطة الجمال جداً ، أنشأت 4 حسابات مواقع تواصل لملاحقتي ، كما أنها أبدت بعض الرغبات المنحرفة ، و مرة اغتمنت فرصة وجودي في المنزل وحيداً و أتت.. لكني طبعاً رفضت و طبعاً تعرفون لماذا ! و الآن في كل مرة أراها أدير وجهي و أتعوذ من الشيطان .

كم كرهت هذا ، أعرف أن الخطأ خطأي لأنني يجب أن أواجه و أتشجع ، لكن المشكلة هي أنني أخشى أن أكون حقاً مناسباً لذلك النوع من الفتيات ، لو كانت فتاة أو اثنتين من طلبتا مني ذلك.. و لكنهن أكثر !! لا، لا تقل هذا ! لست سخيفاً و لا مغروراً ، هذه شخصيتي ، أعطي قيمة لكل شيء و خاصة المظهر .

لن أعتذر عن سخافة موضوعي كأغلب من يتحدثون عن مشاكلهم ، لأن الأمر عندما يتعلق بثقتي بنفسي يصبح جاداً و حتى أهم من مشاكل الشرق الأوسط ، بالنسبة لي الثقة في النفس هي مفتاح النجاح في كل شيء ، و في كرة القدم التي أرى فيها ضوءاً ضئيلاً للمستقبل .

أعلم .. أنا أهتم بصورتي أمام الناس و هذا خطأ ، أهتم بالمظهر كثيراً و هذا خطأ ، لهذا أحاول التغيير من شخصيتي و مفاهيمي للحياة لأنني سأتعب كثيراً إن لم أفعل ، و للتوضيح ، مشكلتي ليست عدم خوضي تجربة عاطفية ، بل تفكيري في أني لست فتىً جذاباً للفتيات “الجميلات” .

أنا متأكد أنني في يوم من الأيام سأضحك على نفسي عندما أتذكر ما كنت أفكر به ، لكن حالياً أعتبر هذا موضوعاً قابلاً للنقاش ، أريد تحليلاً لما أشعر به و أريد النصح لا المجاملة من فضلكم مهما كان رأيكم .

تاريخ النشر : 2016-10-06

guest
134 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى