نهاية البداية

أنا شاب ككل الشباب العاديين أسمع الكثير من القصص عن الأشباح والمنازل المسكونة و الأحداث الغريبة ، لكن لم أتعرض لها إلى أن صادف يوماً سافرت لمنطقة ريفية و كانت نائية نوعاً ما ، كنت أنوي أن أقيم أياماً معدودة في منزل أحد أقاربي و أردت كسر روتين الحياة ، فمر اليوم الأول بخير و تجولت مع أبن خالتي و أراني منطقة أثرية و أخبرني قصة تروي أن في الليالي حيث يكون البدر مكتملاً تظهر فتاة جميلة ترتدي عباءة بيضاء و ترقص بين الآثار و قد رآها الكثيرون فأخذني الضحك و قلت له بسخرية : هل أستطيع مصادقتها ؟ فبقي ينظر إلي و ٱبتسم ابتسامه خفيفة و قال : لا يهم .. و واصلنا سيرنا .

و في الليل بعد تناول العشاء خرجت لتنشق الهواء فنظرت للسماء فإذا بالقمر مكتملاً فتذكرت قصة الآثار و قررت الذهاب حتى أكتشف ما يخافه معظم الناس “المجهول” كما يدعونه ، فعدت للبيت و تأكدت أن الجميع قد نام و كانت الساعة الحادية عشر و النصف ، ارتديت ملابسي و انطلقت إلى تلك المنطقة التي لم تكن بعيدة  و كانت الآثار توحي بأنها إحدى الأبنية الضخمة القديمة كانوا يدعونها بالقصر ، وصلت للمكان فأخذت القشعريرة تسري في جسدي و إحساس غريب و خوف دب قلبي ، سمعت همسات غامضة فأخذت أدور في مكاني علي أجد مصدر الهمسات فجأة تجمدت في مكاني و كدت أصعق رعباً ، كان الظلام حالك لكن ضوء القمر ينير المكان رأيت فتاة مرتدية الأبيض و كانت ترقص و تجول حيث كانت توحي بأنها تطير من على الأرض و تجول حولي و كنت مصدوماً من هول المنظر !!

مر الزمن دون أن أشعر و أنا متجمد في مكاني ، حاولت الهرب لكن أينما وليت وجهتي أجدها أمامي فهذه المرة توقفت عن الرقص و بدأت تعيرني اهتمامها حيث لا مفر منها و الرعب يتملكني فأخذت تقترب مني رويداً ، رويداً و فجأة اختفت بسبب  صيحة ابن خالتي الذي كان يناديني ، فوجدني متجمداً في حالة صدمة و قال لي : لقد خفت عليك حين لم أجدك في المنزل ،  فما الذي جاء بك هنا في هذه الساعة ؟ لكني لم أستطع إجابته ، و عندما علم بما حصل معي صاح : تباً ، ماذا أخبرتك عن هذا المكان ؟ هيا لنعود ..

و منذ تلك الليلة أخذت حذري من كل ما هو مجهول و الكوابيس لا تغادر عقلي جراء ما حصل معي .