تجارب ومواقف غريبة

غابة الشهداء

بقلم : عاشقة كيلوا زولديك – الجزائر

غابة الشهداء
و فجأة .. رأينا النصف العلوي لجسد امرأة شعرها طويل جداً
السلام عليكم أعزائي رواد موقع كابوس ، كنت قد نشرت من قبل تجربة لي بعنوان “صوت غريب..احذر من سماعه” و ها قد عدت إليكم بتجربة أخرى مررت بها عندما كنت في الـ 12 من عمري ، لن أطيل عليكم لندخل في صلب الموضوع :

في إحدى الأيام خرجت مع صديقتي روميساء (اسم مستعار حفاظاً على خصوصيتها ) من الامتحان مبكراً ، فوجدنا أنفسنا وحيدتين حيث لم يخرج سوانا ، و كان ذلك الهدوء و الخلاء يشجعنا على القيام بمغامرة ، فجلسنا نفكر ماذا نفعل حتى خرج اثنان من زملائنا و قد انهيا الامتحان بدورهما ، فانضما إلينا في جلسة التفكير ، حتى نطق أحدهما فجأة : ما رأيكم أن نذهب إلى الغابة المسكونة ؟!

في البداية جزء مني اعترض ، لكن وافقت لأني كنت متحمسةً جداً ، و انطلقنا و نحن سعداء و فخورين بشجاعتنا أو بالأحرى ” غباء أطفال في الثانية عشر من عمرهم “

وصلنا إلى مدخل الغابة التي كانت موحشة جداً ، و أشجارها طويلة و كثيفة ، لن أنكر أنني شعرت بخوف شديد ، لكني قررت التقدم .. تقدمنا قليلاً حتى توقفنا أمام طريقين ، فقررنا الانفصال و ذهب كل ولد مع فتاة في طريق ..

تعمقت مع زميلي في تلك الغابة ، و بدأنا نسمع صدى لصراخ جماعي مختلط من ذكور و إناث حولنا ، لكننا واصلنا المسير .. و بدأت تظهر بقع دماء على الأشجار و على الطريق ، و لاحظنا وجود أشياء غريبة على الأشجار ، كخصلات شعر ملفوفة ببعضها على شكل كرات ، كما لاحظنا أننا لم نصادف من لحظة دخولنا إلى الغابة أي حيوان و لو طائراً واحداً ، و أن الجو داخل الغابة كان بارداً جداً مع أن الطقس كان حاراً و مشمساً في الخارج !!

المهم أننا قررنا أن نكمل طريقنا لخمس دقائق أخرى فقط و نعود أدراجنا لأننا تأخرنا ، لم نكن نعرف أن هذه الخمس دقائق كفيلة بحفر ذكرى مرعبة في نفوسنا لا يمكن نسيانها ..

وصلنا إلى شجرة ضخمة كانت تسد الطريق ، و كانت تبعد عنا بحوالي 10 أمتار ، و فجأة بدا و كأن شيئاً ما يخرج من الأرض أمام الشجرة ، كان النصف العلوي لجسم امرأة ترتدي ثوباً اطول من نصف جسمها ذاك ، لا أعرف لون الثوب تحديداً لأنه كان متسخاً جداً ، كان شعرها طويل جداً و لم أرى وجهها جيداً لأنها كانت ملتفتة إلى جهة الشجرة ، و فجأة أخذت تمد يديها حتى وصلتا إلى الشجرة ،ؤفنهضت مصدرة صوتاً أشبه بنهيق الحمير ، و لا يمكنكم تخيل الصدمة و الرعب الذي أصابني حينها ، تجمد الدم في عروقي ، و لم تلبث تلك المرأة حتى شعرت بوجودنا فالتفتت إلينا ، و أخذت تركض وراءنا ، و لك عزيزي القارئ أن تتخيل امرأة بدون نصفها السفلي تركض على يديها الطويلتين وراءك و على وجهها المشوه ابتسامة مرعبة ، ماذا كانت ستكون ردة فعلك ؟

بالطبع أطلقت ساقي للريح و أنا أردد كل آية حفظتها ، و ركضت بسرعة لم أتخيل أن أركضها في حياتي ، قطعت 10 كيلومترات في 10 دقائق ، و توقفت أخيراً بعد أن تعبت بشدة ، و لم أعد قادرة على التنفس ، جلست على الأرض و أنا ألهث و أحاول استيعاب ما حدث ، و انتبهت أخيراً أن زميلي غير موجود ، فخفت كثيراً أن تكون تلك المرأة أمسكته ، لكن و الحمد لله وصل بعد دقيقتين و قال لي أنها اختفت ، فتنفست الصعداء و تحولت كل صدمتي إلى دموع ، بدأت أبكي و أبكي بدون توقف ، فحاول زميلي و هو معروف بخفة دمه أن يهدئني فقال لي : تباً ! نسيت أن أسألها ماذا يقربها لوفي ! (شخصية من أينمي ون بيس) ، فابتسمت و نهضت و أكملنا المسير للخروج من هذا المكان ..

فوصلنا إلى البوابة و وجدنا زميلينا ينتظراننا فسألانا عن سبب تأخرنا و عما حدث معنا ، فقصصنا عليهما ما حصل و قصة المرأة المرعبة فأخبرانا أنهما لمحا شيئاً مشابها لوصفنا لكنهما ظنّا أنهما كانا يتوهمان .

في النهاية كل ما حدث كان بسببنا لأننا تطفلنا على سكان الغابة ، و قد سألنا أحد كبار السن عن تلك الغابة فقال أنه تم تعذيب و قتل العشرات فيها بأبشع الطرق على يد الفرنسيين أيام الاستعمار ..

كانت هذه تجربتي و أقسم بالعلي العظيم أني لم أكذب بحرفٍ واحدٍ .

تاريخ النشر : 2016-12-09
guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى