أدب الرعب والعام

دمك دمي الجزء الثاني والأخير

بقلم : fofo fadel – العراق

دمك دمي الجزء الثاني والأخير
لا أريد البقاء هنا مع الوحوش

مر على قدومي إلى هذه الأكاديمية ثمان سنوات ، وأنا الآن في الخامسة عشر من عمري ، استحممت ، وغسلت أسناني ، وارتديت زي المدرسة الخاص بي ، ونزلت إلى ساحة المنزل ، وذهبت إلى الحديقة وقطفت زهرة حمراء من الزهور المنتشرة هنا وهناك في أرجاء الحديقة ” كم هي زكية ” ، أخي يحب هذه النوع من الأزهار وخاصة الأزهار الحمراء ، مشيت في طريقي بهدوء وأنا أفكر ، وجدت أخي وقد كان جالساً على الكرسي يشرب شيئاً ، اقتربت منه قائلة :

– صباح الخير ..

التفت إلي وناول كوبه للخادم الذي كان يقف بجانبه وذهب ثم أجابني بابتسام :

– صباح الخير ..

وقفت انظر إلى الخادم حتى ذهب .. ثم سألته بعدها :

– ماذا كنت تشرب ؟!

– الشاي

نظرت إليه وقد كانت علامات التعجب تحوم حولي :

– لكن مشروبك لم تكن فيه رائحة الشاي .. أقصد للشاي رائحة زكية مثل الأعشاب .

نهض يكيني من قعدته ووقف أمامي ومسح شعري وقال بلطف :

– ستتأخرين عن المدرسة ..

فكرت بسؤال ما خطر في رأسي ، لكن هل أسأله أم لا ؟؟ “” سوف أفعل “” :

– أخي .. هل لي بسؤال ؟؟

ابتسم و قال :

– أجل ..

وقفت أمامه بانضباط و قلت :

– لقد مر على قدومنا إلى هنا 8 سنوات ، ولقد كبرت و أصبحت واعية بكل شيء حولي ، وقد كنت أفكر بشأن السنين التي كنت فيها طفلة صغيرة ، تلك الليلة لا أستطيع نسيانها ، عندما كبرت فجأة أمامي ، وعندما أتيت بي لأول مرة إلى هنا أصبحت رجلاً في غضون فترة قصيرة جداً !! .. كيف ذلك ؟!

أغمض يكيني عينيه قائلاً لي :

– يوكي …

لكنني قاطعته علي الفور :

– وأيضاً مر ثمان سنوات وأنت مازلت شاباً !

و نطق يكيني اسمي بقوة :

– يوكي …

توقفت عن الكلام و نظرت إليه بخوف وقال :

– سوف تتأخرين على الدرس الأول ..

قولت له باستسلام شديد  :

– حاضر ..

و ذهبت من أمامه والأسئلة تتهافت حولي ..”” أخي يكيني ما قصتك ؟! أنت غامض جداً ! “” ، في الصف كان الأستاذ يشرح الدرس ، وأنا بالي وذهني و تفكيري كله بيكيني ، حتى هزت ريما كتفي قائلة لي :

– يوكي …

استفقت و نظرت إليها :

– لقد شردت قليلاً
 
ريما بخوف :

– أنتي بخير ؟  تبدين مريضة ..

– لا لا لا .. أنا بخير ..

فتحت الكتاب وجرحت يدي بحافة الورق الحاد ونزف منها دماء .. قلت بألم :

– مؤلم

لقد نزل سيل من الدم من يدي ، كانت ريما تنظر إلى يدي والدم ينزل منها ..

– هل لديكِ ما أمسح به يدي ؟

لكنها مازالت تنظر إلى يدي  ..

– ريما .. هل تسمعيني ؟!

واستفاقت فجأة قائلة :

– نعم لدي ..

وأخرجت لي منديل مسحت به يدي ، وعندما انتهى الدرس الأول خرج الأستاذ ، وتجمع الطلاب حولي لكي نتحدث ونتسلى ..

قالت لي ريما :

– يوكي تعالي معي قليلاً ..

تعجبت من طلبها المفاجيء ووافقت .. ثم ذهبت معها إلى الخارج ..

– ماذا تريدين ؟!

نظرت إلي وأمسكت كتفاي بيدها ثم اقتربت مني ” ما بها ” .. واقتربت برأسها تجاه أذني وبجانب رقبتي تحديداً وقد كنت أنا أرتجف من الخوف وسمعت فجأة صوت يقول :

– ريما …

ابتعدت ريما بعدها عني على الفور .. والتففت خلفي لأجد يكيني ..

– أخي …

قال لها يكيني :

– ريما إلى الصف ..

قالت له ريما وعلامات الحزن على وجهها :

– حاضر

اقترب مني يكيني و مسح شعري :

– لا تخافي ستكونين بخير .. وذهب بعدما أنهى حديثه على الفور ..

بعد انتهاء الدوام عدت إلى القصر الذي أعيش فيه مع أخي و إلى غرفتي مباشرة ، أغمصت عيني ونمت وكأنني ميتة تماماً ، لكن عند منتصف الليل استيقظت وحدي بدون سبب “” لا أدري لماذا ؟! “”، نهضت من على سريري وخرجت من غرفتي متوجهة إلى غرفة يكيني .. لكنني لم أجده “” أين ذهب ؟ “” ، ذهبت إلى ساحة القصر وإلى الحديقة تحديداً .. مازلت لا أجده”” أين ذهب ؟! “” ، خرجت من القصر متوجهة إلى المدرسة و أمام بوابة ساحة المدرسة ، وشاهدت حينها صدمة كبيرة ! جثث البشر كانت متناثرة على الأرض والدماء في كل مكان !! نظرت أمامي فوجدت مصاصي دماء يشربون دماء البشر أمام عيني ، و الصدمة الكبرى أن مصاصي الدماء طلاب صفي ؟! والمعلمين كذلك ! و المدير! تجدمت مكاني من الخوف “” ما هذا بحققكم ؟! “” ، الخوف غلف قلبي ، تراجعت قليلاً للوراء ، لكن قدمي كانت ثابتة من خوفي ، ولم أستطع السير جيداً ووقعت ، صوت وقوعي فضح مكاني ، نظر مصاصي الدماء إلي وعيونهم كانت تحمر شوقاً  لشرب الدماء ، دموعي تساقطت دون أن أشعر بها ، قلبي أخذ يدق سريعاً .. خائفة .. خائفة .. خائفة .. تقدم مصاصي الدماء نحوي و أنا صارخة :

– ابتعدوا عني ..

و ابتعدوا جميعا بالفعل !  أجل .. ابتعدو هربوا جميعا فجأة !!  نظرت إليهم وهم يهربون بعيداً ، ومن خوفي وقعت على الأرض فاقدة للوعي ، وأثناء استقراري على الأرض وتلاشي الأشياء أمام عيناي حملني شخص ما وذهب بي إلى سريري ثم غادر.. فتحت عيناي في صباح يوم التالي .. هل كان حلماً ؟!! لا أصدق ؟! ليس حلماً .. ليس حلماً ؟! بل حقيقة ، لكن من الذي أحضرني إلى هنا ؟!!

نهضت من السرير بسرعة راكضة إلى الحديقة ، فوجدت يكيني جالساً على الكرسي وينظر إلى السماء ، اقتربت منه بهدوء حتى لا يسمعني لكنه قال :

– صباح الخير يا يوكي …

و اقتربت منه بسرعة قائلة :

– صباح الخير ..

أحضر لي الخادم كرسي وجلست بجانب يكيني ..

– أخي هل لي بسؤال ؟!

لكنه نطق بهدوء منادياً اسمي :

– يوكي .. أليس لديكِ مدرسة اليوم ؟  لماذا لم ترتدي الزي المدرسي بعد ؟!

نظرت إليه بتعجب ، و بدأت أشك بأن تلك الليلة كانت مجرد حلم ..

– بالأمس رأيت مصاصي دماء !!

كانت في يد يكيني وردة بيضاء يلعب بها وقال لي بنبرة هادئة :

– أختي الصغيرة .. إلى المدرسة ، لا يوجد مصاصي دماء هنا

– لا بل يوجد .. رأيتهم بعيني ..

– لا يوجد .. هيا ارتدي زيك المدرسي ..

قلت له باستسلام :

– حاضر ..

نهضت و ذهبت على الفور .. وعند ذهابي اقترب الخادم من يكيني وهمس في أذنه :

– سيدي المجلس الأعلى يريدك ..

أجابه يكيني قائلاً :

– إن هؤلاء العجائز مزعجون

و أحضرت له الخادمة فنجان به مشروب ، وأردفت له قائلة :

– تفضل سيدي ..

أخذ يكيني الفنجان و بدأ بشربه ..

– قل لهارون أن يمسك الجميع جيداً .. عانت يوكي بما فيه الكفاية ، هل هذا واضح يا شزكان ؟؟

قال شزكان(الخادم نفسه) ليكيني بهدوء :

– أمرك يا سيدي ..

وذهب من أمامه على الفور ، وقد كان يكيني يحتسي مشروبه وبيده الوردة البيضاء ، التي تحولت إلى حمراء ثم إلى سوداء حتى ذبلت وتناثرت مع الرياح !! ثم بعدها اتجهت الخادمة نحوه قائلة :

– هل تريد فنجان آخر ياسيدي ؟

أجابها هو بهدوء :

– يكفي ما شربته اليوم .. اذهبي وراقبي يوكي وإن حدث لها شي أنتِ تعلمين ما سيحل بكِ يا ريما ..

قالت له ريما بخوف شديد :

– أمرك سيدي ..

في الحديقة قد كنت جالسة افكر بما رأيته “” متأكدة أن من رأيتهم كانوا مصاصي دماء “” ، لكن .. ما يحيرني هو أنت يا أخي ، وفجأة قطع حبل أفكاري صوت ريما ..

– يوكي …

نظرت إليها قائلة وقد كانت هي تبتسم بسعادة :

– أهلاً صديقتي ..

جلست بجانبي وهي تضحك وقالت لي :

– كيف حالكِ اليوم ؟؟

حاولت أن لا أثير قلقها وقلت لها :

– أنا بخير ..

بعدها قالت لي هي ببشاشة :

– هيا إلى الصف إذا ..

في الصف كان الأستاذ يشرح ، وأنا كان تفكيري شارداً عن الدرس “” ماالذي يجري حولي ؟! “” ، ضممت يداي إلى جسمي وأنا أنظر للجميع من حولي ، وفجأة رأيت تحتي خيطاً من الدماء يسير على الأرض ، فنهضت صارخة من مكاني :

– ماهذا ؟!

قال لي الأستاذ منتفضاً :

– مابكِ يوكي ؟؟

نظرت إلى الأسفل مرة آخرى فلم أجد شيء كان مجرد وهم ..

قال لي الأستاذ :

– اذهبي إلى الحمام و اغسلي وجهك حتى تستفيقي ..

خرجت مسرعه إلى الحمام وفتحت الماء و غسلت وجهي ، ثم نظرت إلى المرآة التي أمامي وأنا أفكر ب أخي ” أين أنت عندما أحتاجك ؟؟ ” .. وفجأة التفت خلفي لأجد يكيني ورائي !! أمسك يكيني يدي وقبلها وقال لي :

– لا تخافي أختي .. أنتي في أمان ..

حضنته بقوة باكية وقلت له :

– هل الجميع مصاصي الدماء ؟! هل الجميع قتلة ؟؟  هل أنت واحد منهم ؟!!

– يوكي .. عليكِ الاهتمام بنفسك ، أنتِ لم تتناولي الفطور بعد .

نظرت إليه وهو يتحدث بحنان وقد قال لي فجأة :

– هيا عودي إلى الصف ..

–  لماذا ؟؟ لماذا ؟ لماذا تقلب الأمر عندما يكون عن مصاصي الدماء ؟!! لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟!

مسح خصلات شعري من على جبهتي قائلاً :

– عودي إلى الصف ..

نظرت اليه نظرة حادة قائلة له بعصبية :

– لن أعود .. اخبرني أولاً .. لماذا لا تأكل ؟! كيف أصبحت كبيراً ؟ لما لم يذهب شبابك ؟! لماذا تتجاهل استفساراتي ؟ لماذا دائماً يستقر في يدك هذا الفنجان ؟ وبعدها على الفور ارتميت في حضنه باكية ..

قال لي يكيني منادياً اسمي بحنان :

– يوكي ..

نظرت إلى وجهه وعيني مليئة بالدموع .. وتابع هو كلامه قائلاً لي :

– هل توافقين على أن تصبحي مثلي ؟! لا تأكلين وتصبحين كبيرة سريعاً !! وأن تبقي شابة للأبد ! وأن تمسكي الفنجان نفسه الذي أمسكه دائماً ..

نظرت إليه بتعجب وأنا قائلة له :

– أن أصبح مثلك ؟!!

– نعم ..

أنزلت رأسي ولم أستطع الإجابة .. وابتعدت عنه وخرجت من الحمام متوجهة إلى صفي ، وقد خرج هو كذلك وقد كان يفكر بأمري ، فجأة اتجه إليه ذلك الخادم شزكان وقال له :

– سيدي .. يجب علينا أن نخبرها

قال له يكيني بحزن :

– لا أريد أن أجرحها .. اخبرها أنت ..

– كما تريد ياسيدي .. سأقول لها كل شيء ..

في نهاية اليوم الدراسي عدت إلى ذلك القصر ، وتوجهت إلى غرفتي وجلست على حافة السرير ، وفجأة طرق الباب .. ودخل علي الخادم شزكان ذات نفسه .. وأردف قائلاً لي:

– مساء الخير يا آنستي ..

– مساء الخير ..

اقترب مني شزكان و جلس بجانبي ونظرت إليه بتعجب و لكنه أردف قائلاً لي :

– سأخبرك بامرما .. لكن أرجو أن تتفهمي ..

قلت له والفضول يقتلني :

– ماهو ؟!

– آنستي .. المشهد الذي شاهدتيه مساء البارحة صحيح .. الجميع هنا … مصاصي دماء  

عند سماعي هذا الاسم اللعين ارتجفت بقوة ونهضت من جانب شزكان ،  فقال لي هو بهدوء :

– من حقك أن تخافي .. فلقد عانيتِ كثيراً مع مصاصي الدماء .. الطلاب جميعاً مصاصي دماء وريما كذلك ..

وفجأة تدخل الخادمة علينا أثناء الحديث ..

قال شزكان فور رؤيتها :

– إنها ريما .. خادمة سيد يكيني ..

تعجبت جداً واندهشت وكذلك صديقتي ” هل هذه صديقتي ريما حقاً ؟! ” ..

تابع شزكان حديثه الغريب وقال :

– المدير والمعلمين كذلك مصاصي دماء !

– مستحيل !!

– الجميع هنا كذلك .. وكذلك يكيني ..

وعندما نطق اسم يكيني صدت بشدة ولم أستطع النطق ولو بكلمة ..

قالت ريما لي :

– آنستي ..

صرخت أنا بشدة قائلة :

– لا يمكن .. أخي ليس مصاص دماء !! أخي يكيني ليس مصاص دماء !! ليس مصاص دماء !!

في الحديقة وبين الورود الحمراء كان هنا حديث يدور بين يكيني وريمي ..

– أختي المسكينة يوكي ..

– سيدي .. أنت واثق من بقائها هنا ؟؟

– لم تتخلى عني قط .. و أنا أيضاً لن أفعل عنها ..

ناولته ريمي كوبه المعتاد قائلة له :

– تفضل ..

أخذ يكيني منها الفنجان و بدأ يشرب منه ، وتساقط القليل من المشروب على ثيابه ، أخرجت ريما منديل ومسحت البقع قائلة له :

– سيدي .. ثيابك بيضاء احترس وأنت تشرب هذا السائل الأحمر ..

– هذا الدم لا طعم فيه ..

في الغرفه ..

قال شزكان وتابع حديثه معي :

– فكري بما قلته لكِ ..

و فجأة تركني وحدي وخرج  ..

جلست على السرير افكر بما قاله ” أخي مصاص دماء .. لا يعقل !! ” ، نزلت دمعة من عيوني وكان قلبي يتقطع على أخي “” لهذا كان لا يأكل .. لهذا كان يتجاهلني .. لهذا كبر بسرعة .. و فنجان الشاي كان فنجان دم ” ..

قبل خمس دقائق من الآن قال شزكان لي كلام لا أستطيع نسيانه ..

“” سيد يكيني من الأسرة الحاكمة ل مصاصي الدماء ، قتل والداه من قبل أسرة صائدي مصاصي دماء ، و قبل موت والده ولد سيدي ، وبسبب قتل أبيه وأمه أصبح مصاصي الدماء يقتلون البشر انتقاماً لسيدهم ، ومرت الأيام حتى وجدتِ أنتِ طفل رضيع وأطلقتي عليه اسم يكيني .. و قد كان هونفسه سيدي يكيني طفل الأسرة الحاكمة لمصاصي الدماء “”

كنت جالسة على السرير ارتعش من الخوف “” لا أصدق كل هذا !! أخي مصاص دماء !! “”، الخوف تملك قلبي ، وقد كان جسدي يرتعش بشدة ، وقد كان طرق الباب لا يتوقف  ، صرخت قائلة فجأة :

– اذهب من هنا ..

كان هو .. نعم يكيني .. كان يقف خلف الباب والحزن يغمر قلبه وقال لي فجأة :

– يوكي .. أعتذر لأنني أخفيت الحقيقة عنكِ ..

الحزن غمر قلبي ، صحيح أنه مصاص دماء لكن لحظة سماع صوته ” صوت أخي الحبيب يكيني ” شعرت بالراحة و الأمان في الوقت ذاته ..

كان يكيني واقفاً أمام الباب وكان على وشك المغادرة ؛ لكنه توقف لأنني فتحت له الباب ، نظر إلي والحزن في عينيه وعانقني قائلاً بنبرة حزينة :

– أعتذر يا أختي .. سامحيني

رفعت يدي أنا أيضاً وعانقته ، لم أشعر بهذا الأمان في حياتي إلا في حضنه “” مستحيل أن يكون هذا اللطف كله خارج من مصاص دماء !! “” ، أردف قائلة لها فجأة :

– أخي ..

أجابني بلهفة قائلاً :

– ماذا ؟! قولي ما تريديه .. سأفعل أي شيء من أجل ابتسامتك ..

ابتعدت عنه قليلاً وقلت له :

– هل أنت نصف مصاص دماء ؟!!

نظرنا إلى بعضنا لفترة قصيرة ، ثم أجاب هو قائلاً :

– كيف عرفتي ؟!

– أنت تملك لطف ليس له مثيل ..

أدار وجهه وقال لي :

– أمي كانت بشرية ، ولكنني لا أعرف إن كان هذا الأمر صحيحاً أم لا ..  ريمي هي من أخبرتني ..

– وكيف عرفت ريمي ؟!

– إنها رئيسة الخدم هنا .. وهي مساعدة أمي الخاصة ..

– فهمت يا أخي ..

أزاح يكيني خصلات شعري من على جبهتي بحنان وقال لي :

– إلى المدرسة ..

– لا أريد .. لا أريد الخروج من هنا ، هذه الوحوش دمرت حياتي وقتلت أبي وأمي ، لا أريد أن أبقى بينهم

– يوكي ..

نظرت إليه والدموع في عيناي قائلة له :

– لا أريد البقاء هنا ..

لم يستطع يكيني قول شيء ليخمد نيران قلبي ، وعدت بعدها إلى الغرفة وأغلقت الباب ، ، واقتربت ريما من يكيني قائلة له :

– سيدي ..

– اجمعي أغراضي .. سوف أرحل ..

– دعها يا سيدي .. إنها مجرد طفلة بشرية ، ولن تفوز بشيء لو حاولت تنفيذ كل ما تطلبه ..

نظر لها يكيني بغضب وقال :

– ريما .. ماالذي قلته لكِ ؟؟

– أمرك يا سيدي .. سوف تكون أمتعتك جاهزة خلال لحظات ..

– جيد ..

مر الوقت كله وأنا في الغرفة والجوع يقتلني “” معدتي خاوية .. لا يمكنني تحمل هذا الجوع أكثر “” ، نهضت من على السرير بكسل ونزلت إلى الأسفل متوجهة إلى المطبخ ، و في أثناء سيري في الممر الطويل رأيت نافذة أمامي في نهاية الطريق ، كانت السماء تمطر ، ولكنني لم أسمع صوت المطر وكأن زجاج هذا القصر عازل للصوت ، نظرت من النافذة فرأيت رجل يحمل رجلاً آخر فوقه ، فضولي كان يقتلني ، لهذا خرجت من مكاني ولحقت به تحت المطر ، اتبعت هذا الرجل حتى وصل إلى مبنى المدرسة “” هل من الممكن أن تتكرر تلك الليلة مجدداً ؟؟ “” .. تلك الليلة التي رأيت فيها مصاصي الدماء أمامي ، لم أقوى أكثر على الذهاب خلف الرجل .. لكن شيء ما في داخلي يقول لي اتبعيه ، فلحقت به داخل المبنى حتى وصل إلى الصف وبالتحديد صفي ، اقتربت من الباب ونظرت من النافذة الصغيرة هناك “” ماذا يحدث هنا ؟!! “” ..  رجل واحد يتجمع حوله مصاصي دماء من كل حدب وصوب ، كان هناك مصاص دماء منهم يمسك قدمه و الآخر كان يمسك يده ، لقد قتلوه وشربوا دمه ، كان المشهد بشعاً جدا ، أردت الرجوع إلى الوراء ؛ لكنني تجمدت مكاني من الخوف ولم استطع التحرك ، وفجأة لمحني رجلاً كان جالساً على مكتبه ولم يكن مع بقية مصاصي الدماء ، نهض واقترب من الباب و فتحه وأنا أمامه مباشرة وأردف قائلاً لي :

– ما الذي تفعليه هنا ؟!

– يكيني .. أجل نعم .. كان هو أخي الحبيب أمامي مباشرة مع كل هذه الوحوش  !!

– يوكي .. لم يكن عليكِ القدوم إلى هنا ..

رفع يده ليمسح شعري لكنني صرخت فيه قائلة :

– ابعد يدك .. إياك ولمسي بيدك القذرة هذه ..

انزل يكيني يده و الحزن على وجه وقال لي :

– لم أتوقع هذا منكِ .. أختي .. أنا ..

لم اسمح له أن يكمل حديثه وقاطعته قائلة :

– أنا لست أختك ..

كانت الدموع تغمرعيني وعين يكيني كذلك ، لكن ماذا أفعل ؟؟ لا يمكن لإنسان أن يعيش مع مصاص دماء  ” أعتذر لو جرحتك ” .

تاريخ النشر : 2017- 02 – 1

fofo fadel

العراق
guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى