تجارب من واقع الحياة

وحدتي الحائرة

بقلم : نها – المغرب
للتواصل : Tanjawiya [email protected]

وحدتي الحائرة
أحياناً أتمنى أن أموت بسرعة كي يذهب مني هذا العذاب

قصتي التي كتبتها بحبر دموعي لعلها تمحو الظلم من حياتي .. أنا فتاة بسيطة أهوى الحياة ، عمري ١٩ سنة و مازلت أدرس .
حالمة، آملة و أبسط الأمور قد تضحكني ، لدي الكثير من الهوايات و أحب الجميع و أعاملهم معاملة حسنة … المشكلة هي أن لا أحد يهتم لي فكلما كنت صادقة مع أحد ما يذهب و يتركني، أنا لا أملك و لو صديق مقرب في حياتي ، حتى في المنزل لا أحد يستمع إلى كلامي أو يأخذني على محمل الجد .

أحياناً أتمنى أن أموت بسرعة كي يذهب مني هذا العذاب لأنني كلما حاولت أن أعدل نفسي أنجرح أكثر و أكثر ، فأنا بطبعي لا أرضى الظلم علي و لا على الآخر و لكن الناس المحيطين بي يفضلون ما هو مزيّف و ربما يظنون أنهم أذكياء بتصرفاتهم المسيئة ، أما أنا فأكره أن أكون منافقة و دائماً ما أقف ضدهم و أخبرهم بالحقيقة ، و الشيء الذي يحدث أن الآخرين يتركونني و يرحلون بكل سهولة …

أشعر بالكثير من الوحدة ، و لكن الوحدة قد تكون أكثر راحة من تواجدي مع أشخاص لا يعرفون و لم يتعلموا من الحياة سوى أدنى الأخلاق ..
أما حظي فلا يؤيدني في أي خطوة أخطوها في حياتي ، أنا لم ألتقي بشخص يحبني جداً و يجعلني مفضلته, هذا ما يبكيني لأنني أحس أنني نكرة ! هل العيب فيَّ ؟!! لأنني أؤمن بالآية التي تقول الطيبون للطيبات .

في ما مضى كنت أقنع نفسي بأنني احب نفسي فقط بسبب جرح تسبب به الآخرون لي ، و لكنني مهما حاولت فأنا أحتاج إلى تواجد الآخر في حياتي .

لقد زرعت لنفسي عالمي الخاص .. أمضي أوقاتاً ممتعة مع نفسي ، تعلمت الكثير من الأمور مع وحدتي ، أحلم بأن أجوب العالم كله و أن اجد من يفهمني و أعيش معه أجمل الأوقات .. في بعض الأحيان أخرج مع بعض الزملاء لا لكي أكتسب صداقات لكن لكي أضحك من نكاتهم لأنني و للأسف لا أعرف كيف أضحك لوحدي ، و لكن من يدري …

أنا جد خائفة من مصير وحدتي ، ماذا أفعل هل أتغير من أجل الآخرين يعجبون بي؟ أو أرضى بظلمهم و أعيش معهم مغمضة ساكتة عن الباطل ؟ قلبي جد حائر .
و لكن يبقى أملي أن يكون وراء هذا الألم خبر سار تخبئه هذه الحياة ! فأنا بدأت أفقد هذا الأمل الذي أسكت به دموعي .

تاريخ النشر : 2017-3-2
guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى