تجارب ومواقف غريبة

لعشاق الأمور الغامضة و الأحداث الغريبة و أصحاب الفضول القاتل .. قصة من الواقع !!

بقلم : رضا ربي غايتي و الجنة بإذن الله هدفي – الجزائر

لعشاق الأمور الغامضة و الأحداث الغريبة و أصحاب الفضول القاتل .. قصة من الواقع !!
كنت أتعرض للتحرش من شيء خيالي خفي يجثم فوق جسدي كل ليلة

مرحباً أصدقائي ، اليوم أنا سأروي لكم قصتي بكل مصداقية دون زيادة أو نقصان ..

و أنا بسن الخامسة عشر مررت بأقصى تجربة مع الجاثوم ، البعض منكم قد يراه شيئاً عادياً و الكل يعاني منه ، و هناك من لا يؤمن بالجن و الماورائيات فيختصر الطريق و يفسر الجاثوم على أنه شلل يصيب الإنسان الذي يعاني من أمراض نفسية أو ينام بشكل غير مريح و غيرها من التفسيرات العلمية البحتة ..

بالنسبة لي لم أكن أعلم بأن ما أعاني منه اسمه جاثوم ، لم أكن أعلم شيئاً عنه ، فكل ما أدركه هو أنني أتعرض للتحرش من شيء خيالي خفي يجثم فوق جسدي كل ليلة ، و بعد صراع طويل بيني و بينه يتركني .. شيء يزن أطناناً أحس و كأن حوتاً عملاقاً قد سقط دفعةً واحدةً على صدري و أشعر بالاختناق و أبدأ بالبكاء و الصراخ لكن لا أحد يسمعني ، رغم أن الكل يجلس بجانبي .. أنادي على أمي أرجوكِ أيقظيني ، أرجوكِ ، لكن هيهات ، لا حياة لمن تنادي ، و بعد مدة يتركني كأنه ياتي ليعبث معي و يؤرقني و يضعفني و عندما ينتهي يذهب بسرعة البرق .

قصصت على أبي ذلك فأخبرني بأنه من فعل الشيطان ، حقيقةً لم أكن قريبةً من ربي ، أسمع الأغاني و لا أصلي لكن حالتي ازدادت سوءاً و الجاثوم أعجب برفقتي فلزمني و لم يعد يأتيني مرة واحدة بل كل ربع ساعة يأتيني و أحاربه أنا بتلك الآيات القرآنية التي أرددها بداخلي .. بأعماقي و بقلبي فيزول و يضعف و يختفي و يتركني .

أصبحت مرهقةً فجاء أبي براقي و بدأ ذلك الراقي بالقراءة علي ، أحسست بالراحة و دخلت بنوبة بكاء .. أبكي بحرقة و كان أحداً يشعر بالذنب داخلي ، أبكي و الراقي يدعو و يتلو و أنا أبكي ، أخبرني ذلك الشيخ أنني أعاني من مس ، و لأنني كنت صغيرة لم أعطِ الأمر أهمية ، بل بقيت أعاني من الجاثوم ليومنا .. 

مرت الأيام و الأشهر و السنوات و أنا و الجاثوم تجمعنا علاقة قوية ، تعودت عليه ، أصبحت أنتظره ليأتي كل ليلة يقوم بمهمته التي لا أعلم ما هي ، ينتهي ثم يتركني .. أحياناً يتكرر الأمر ، أتحدث معه داخلي بذهني .. بسرعة هيا ، بسرعة أنا مرهقة أريد النوم ، يختفي ..! 

أتذكر ذلك اليوم و كأنه البارحة ، في شهر رمضان المبارك بعدما صار عمري 18 سنة كنت بغرفتي أشاهد التلفاز و بعدها شعرت بالتعب ، كانت الساعة حوالي الثانية ليلاً ، أقسم بالله أنني أغمضت عيني فسمعت طفل رضيع يبكي ، كان صوته خارج منزلي تحديداً وراء جدار غرفتي ، يبكي بحرقة و امرأة و رجل يتكلمان .. قالت له ابننا مريض يجب أن نأخذه على ما أظن للطبيب أو شيء من هذا القبيل ، و كان الطفل يبكي و هما يتكلمان بسرعة ، أدركت بأن ابنهما مريض و هما يريدان مساعدته ، و في لحظة اختفى الصوت و عم الصمت و ضعفت دقات قلبي ، و أدركت أنني سأموت من الخوف .. أغمضت عيني بقوة و بدأت أستعيذ من الشيطان و نمت و لم أبح لأحد بالأمر .

و في يوم من الأيام كنت نائمة و فجأة استيقظت و كانت الساعة السادسة أو السابعة صباحاً ، كان باب غرفتي مفتوح و المطبخ يقابلني ، رأيت أمي تحضر الفطور ، لا أعلم أكانت أمي ؟ لم أرها جيداً و لم أدقق بوجهها ، بل رأيت ثيابها ، بقيت أنظر لها ، ماذا تفعل أمي بهذا الوقت !! بعدها رأيت أخي – و الله أتكلم بصدق – رأيته يمر بسرعة و كان يبتسم ، و لم أنسَ تلك الابتسامة الجذابة إلا الآن ، و دخل إلى المطبخ ، يا ربي ماذا يفعل أخي و أمي ؟؟ كنت كالبلهاء أنظر هل أنا أحلم ؟ لحظتها نمت و كأن أحداً نومني مغناطسياً 

استيقضت بعد ساعتين و أخبرت أمي ماذا كنت تفعلين أنت و أخي بالمطبخ صباحاً ؟ و منذ متى أخي يبتسم ؟ ( أخي لا يبتسم أبداً و لا يضحك ، فهو جدي و لا يستيقظ صباحاً لو وضعت السيف على عنقه) قالت لي أمي اذهبي أكملي نومك بدأتِ تهلوسين مع الصباح ، أخاك يبتسم ؟؟ ههه و يستيقظ على السادسة صباحاً !! أنا لم أدخل المطبخ و لا أخاك ، كنت تحلمين .

كتمت الأمر لكنني لم أنسَ الحادثة ، و في يوم من الأيام كنت ببيت أختي دخلت الحمام – أكرمكم الله – رأيت منظراً لم أجد له تفسيراً لحد الآن ، كان ظلاً طويلاً و ضخماً بالجدار ، و قد مر بسرعة البرق و اختفى .. ما كان ذلك يا إلهي .. يا ربي .. ما هذا ؟؟ أسرعت و أخبرت أختي فقالت لي أنت مريضة و سخرت مني ، تناسيت الموضوع .

حسناً إذا كنت مريضة ما تفسيرك لتلك الخدوش و البقع الزرقاء و كأن أحداً يهاجمني ! 

و في يوم من الأيام كنت أستحم ، شعرت برعشة غريبة تسري بجسمي ، انتهيت و ذهبت لكي أصلي ، صليت و بعدها رأيت أبي يجلس بالقرب مني ، ذهبت بسرعة و ارتميت بحضنه لا إرادياً و لم أكن أنا التي أتكلم ، قلت له أنقذني أرجوك ، اقرأ علي القرآن ، أنا بحالة سيئة ، حوطني أبي بحضنه و بدأ يتلو علي القرآن الكريم ، أحسست بالراحة ، بعدها حدث موقف طريف و مضحك ، قمت بعضه من اصبعه لا إرادياً و أنا أقول له .. اتركني أنا أختنق .. اتركني 

استدعى أبي راقي و قام بمعالجتي ، شعرت بالاختناق و بدأت أبكي ، و بعدها بدأت أشتم الراقي و أضرب بطنه و أبكي و هو و أبي يمسكون بي ، لحظتها اأرغمني الراقي على شرب خمس لترات من الماء دفعة واحدة ، استفرغت و داومت على ذلك مدة أسبوع حتى استفرغت دماً ، و سال دم من أنفي ، بكيت بحرقة رأيت عيني بالمرآة رأيتها حمراء جداً كأنها أصيبت بالتهاب حاد ، اتصلت بالراقي أخبرني أنني تعافيت من المس و الحمد لله 

بدأ الموسم الدراسي ، و درست بالجامعة و عاد الجاثوم اللعين بقوة ، و في ليلة من الليالي كنت نائمة بغرفتي بالسكن الجامعي ، استيقظت على الساعة الثالثة صباحاً ، رأيت خزانتي تهتز و أحداً يركلها بقوة يريد الخروج ، تخيلوا موقفي !! بدأت أبكي و أقرأ القرآن ، أردت أن أتصل بأبي لكن كيف له أن يأتي و هو يبعد مسافة ساعة و الوقت متأخر !

سمعتني صديقتي أصرخ فسارعت إلي و احتضنتها و نمنا سوياً.، في الصباح اتصلت صديقتي بأختي و أخبرتها بالأمر رغم أنني حذرتها أن تكتم ما حدث ! لكنني لم أذهب لراقي لأنني تقربت من الله أكثر و تركني الجاثوم ، و إذا بدأت الكوابيس و الثعابين و العناكب و الذئاب أتحدث معهم قائلة اتركوني أرجوكم أنا منهكة و أنا لن أؤذيكم و لا أريد حرقكم  و تلاوة آيات القرآن و إن لم تتركوني سترون الويل ، طبعاً أكلم نفسي و أنا نائمة بذهني و لا أجاهر بذلك ، فيختفي كل شيء و أنام بسلام ..

مؤخراً تحسنت كثيراً ، لا جاثوم ، لا كوابيس ، لكن أرى دائماً رجل يأتي بصفة أشخاص أعرفهم يقبلني و أحياناً أشعر بأنه يجامعني ، و الله على ما أقول شهيد .. حتى أنني أتألم كثيراً و أتكلم معه و أخبره أن يذهب فيذهب ذلك الإحساس ، ما تفسيركم ؟؟

 

تاريخ النشر : 2017-03-29

guest
53 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى