عجائب و غرائب

رحلة البحث عن المجهول

بقلم : حسين سعد الحمداني

رحلة البحث عن المجهول
البحث عن المجهول .. قصص غريبة ..

السلام عليكم أعزائي القراء .. اليوم سأقودكم برحلة البحث عن المجهول الرحلة الخالية من المعالم التي توحي انك على يقين فيما ستقرأ لأنه خارج عن المألوف قبل أن ابدأ كلامي وسرد الأحداث أحب أن أوجه شكر خاص اللاذاعي المبدع "أحمد يونس" لآني مدين له بالعرفان ,لأنه سمح لي بإعادة صياغة هذا القصص الواقعية وإيصالها لكم على نحو أفضل

سحر والمرأة

رحلة البحث عن المجهول

سحر تعشق النظر لنفسها بالمرآة ..

تحدثت في المقالة السابقة عن علاقة الجن والإقران بالمرايا وكيف يظهر وكيف يمارس عمله واليوم جلبت لكم المثال الحي وأنا أقسم بربي أن ما ستقرأوه الآن من قصص حدثت بالفعل وينصح بعدم فعل وتجربة كلما سيذكر في أي قصة ..

سحر هي فتاة ذات السادسة عشر من عمرها تتمتع بقدر عالي من الجمال (محجبة ) علاقتها بالناس والجيران قليلة جدا تكره الاختلاط بالأولاد عمومـا قليلة الكلام عشقها الأول والأخير هي المرآة . كانت دائما تحب أن ترى شكلها كثير وتدقق بتفاصيل جمالها وبين حين والآخر تقف أمام المرآة وتنظر وتغير ملابسها حسب حالتها المزاجية وأيضا تقف أمام المرأة لتتأمل دقة تناسق الملابس عليها .. لكن الأسوأ مرآة الحمام .. كانت لسحر الرغبة الخاصة بالوقف أمام مرآة الحمام بالساعات . تغني وترقص وتتحدث مع صورتها المنعكسة وتفعل كل شيء في ما يخطر في بالك داخل الحمام ..!

والدة سحر كانت معارضة لأفعالها وكانت تخبرها أن الوقوف طويلا أمام المرأة سيعرضك للأذى .. لكن سحر ذات الطبع العنيد كانت ترفض هذا الكلام وتعتبر أن المرأة احد متع الحيـاة (من وجهة نظرها) .

رحلة البحث عن المجهول

لتجد انعكاسها ليس بصورتها ..

وفي احد الأيام كانت سحر تقف أمام مرآة الحمام تغني وتدندن وفجأة باب الحمام يطرق وإذا بوالدة سحر توبخها بالكلام وراحت ترشقها بسيل من الشتائم والكلام العابر .. طبعا سحر لم تعد تتحمل هذا السيل فوقت أمام المرآة تبكي وتتأمل شكلها الحزين وعينها المحمرة من الدموع . قامت سحر بغسل ووجها من الدموع وتريح نفسها تحت صنوبر الماء البارد وعند الانتهاء من غسل وجهها رفعت رأسها نحو المرأة لتجد أن انعكاسها ليس بصورتها ..! كانت صورة قريبة الشبه منها  كانت ذات عيون بيضاء سوداء الوجه وكان يتحرك داخل المرأة ارتدت سحر ملابسها بسرعة وخرجت ولم تخبر أي احد بالموضوع لأنها تعرف أن لا احد سوف يصدقها .

وفي الصباح التالي ..نهضت لتغسل وجهها لتذهب إلى المدرسة ما أن انتهت حتى تكرر الموقف داخل المرأة رأت وجها اسود محجر العيون فارغ مجرد كتله هلامية سوداء ينعكس أمامها .. أغشى عليها وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها على السرير وفوقها شيخ يقرأ عليها بعض الآيات ووالداتها بجانبها تبكي وهي ممسكة يديها وبعد انتهاء الشيخ كان كلامه كالآتي (أن ما حدث غلط وحرام .. ما حدث لكي في الحمام هو ظهور  قرينك مجرد تحذير لتعودي إلى صوابك .. تغنين وترقصين في الحمام حيث يسكنون عودي إلى رشدك يا أبنتي وتفادي الجن والنظر إلى المرأة ) بعد متابعة الحالة الصحية لسحر الحمد الله بدأت تتعافى ببطء .. شفاها الله وعافها ..

مـاذا يحدث داخل القبور ؟؟

الكلام منقول من ابن بطل قصتنا . والرواية بلسان (عمـاد) يتحدث عماد عن تجربه أبيه المريرة التي أفقدته النطق بسبب ما حدث له بعد دفنه حيا بداخل القبر  .. يقول عماد :

رحلة البحث عن المجهول
مما يجعلنا نعتقد أنه مات ..

أبي مواطن بسيط يعمل في احد مكاتب البريد التابع لأحد القرى الريفية وكان محبوب من قبل الجميع كان يسعى دائما في حل خلافات المتخاصمين وكان يعاني من داء السكري مما يسبب له أزمات تؤدي به إلى الغيبوبة مما يجعلنا نعتقد انه قد مات بالفعل لكنه بات وضعا (روتيني) عندما نرى أبي فاقدا لوعيه ..لأنه سيفيق ما أن يأخذ حقنة علاجه .
 
وفي احد الأيام لم نعتد على طبيعة أبي أن يستيقظ على صلاة الفجر بنفسه ثم يأتي ويدق أبواب غرفنا واحدا واحدا ليوقظنا إلى الصلاة , تعودنا على أن تقوم أمي بإيقاظنا لكن أبي؟ .. حتى انه استيقظ قبل والداتي ..المهم وبعد الانتهاء من الفجر اخبرنا أن اليوم إجازة عن العمل لا حاجة إلى إيقاظي .. وخلد للنوم وفي الصباح سمعت أمي تصرخ وتبكي وتولول .. خرجت من غرفتي لكي أرى ما يحدث صدمت بالمشهد طاقم من الأطباء وأقاربي كلهم و احد إخوتي يقول لي (البقاء لله أبونا مـات) هذه المرة مات فعلا من خلال التشخيص الطبي .. أبي مات صدمة عمري أحسست أن الظلام قد بدأ يخيم على حياتي .. بعد انتهاء إجراءات الموت من تغسيل والصلاة على الميت وتصريح الدفن .. حملنا نعش أبي إلى المقابر وعندما صاح  المنادي خلفي (وحدووو) أحسست أن روحي سحبت مني وأنا أرى أبي يدخلون الناس بجثمانه القبر .. بعد انتهاء مراسيم الدفن عدنا إلى بيتنا الذي أصبح كئيب وحزين لرحيل أبي وأمي منهمكة بالبكاء وإخوتي يحاولون التخفيف عنها .. وفجـأة سمعنا كلنا صوت صراخ في الشارع لوهلة قلت في سري (هل مات أحدا آخر هذه اللحظة ألطف يا رب) .

وتعالت الصرخات حتى صار قريبة من بيتنا .. نهضت أمي لتفتح الباب وترى ماذا يحدث وإذا بها تصرخ هي الأخرى .. من يقف على الباب ؟ انه أبي ….! .

سرت لعدة دقائق صدمة ورهبة جرفت سكان المنزل والقرية كلها .. أطلقت أمي الزغاريد والصيحات ويا مرحب بنور البيت وتحول البيت الكئيب إلى بيت فرحا وسرور والقرية كلها في بيتنا لتطمئن على حالة أبي .. ودار سؤالا في ذهني كيف عاد أبي من المقابر وكيف خرج من القبر ؟؟؟؟ .

بعد مرور ثلاثة أيام كان أبي قد استعاد وضعه الصحي وتجمعنا نحن الأسرة حوله وبدأ وكان سؤالي له كيف خرجت من المقابر ومن فتح لك القبر ؟ هنا تكلم أبي :

رحلة البحث عن المجهول

كيف خرجت من المقابر ومن فتح لك القبر ؟ ..

فتحت عيني لأجد كل اظلم ظلمة حالكة حاولت تحريك يدي لكني وجدت نفسي مقيد قلت يمكن هذا الغطاء (البطانية) فتحررت بسهولة وبدأت أتحسس الأرضية ظنا مني أني على السرير لكنه ملمس ترابي بدأت تحسس جسمي فوجدت قطن في فمي وانفي وإذناي .. قلت في نفسي أنا في قبر ….! وبدأت اصرخ وأحرك نفسي يمينا ويسارا ولكن ما من مجيب وفجأة نظرت على يميني فوجدت شخصا نائم بجانبي اقسم بالله كنت كلما صرخت صرخ معي وعندما أتوقف يتوقف وكان شكله أشبه بشياطين الأفلام والرسوم المتحركة .. حارس المقبرة كان يعتقد إني شيطان حي فعندما كان يسمع صراخي كان يعتقد إنني أتعذب في قبري وعندما أخرجوني بحضور الشرطة وشيخ من الجامع حارس المقبرة أول ما رأى شكلي وعلامات الفزع البارزة على ملامحي مات (طب ساكت مكانه) ثم حملني الناس إلى بيتي وعندما وصلت على مقربه منها نزلت وبدأت الناس تصرخ الشرطة تصرخ إلى أن وصلت لبيتنا ..

يقول عماد : تأثرنا جمعيا بكلام والدي فجلست بجانبه على السرير واحتضنته وبدأ يبكي في حضني مثل الأطفال ..وهو في حضني لاحظت في شعر أبي عدد من الخصلات البيض يا ترى يا أبي ما مدى الرعب الذي عشته في القبر ؟

بعدها طلب منا أبي الانصراف وطلب منا أن نبقي جميع أضواء المنزل مفتوح وممنوع إغلاقها لأي سبب صباح اليوم التالي استقضينا على مصيبة جديدة أبي فقد النطق مهما حاول أن يتكلم فهو يبكي على إخراج حرف واحد من فمه .

عفاريت الجمعية الزراعية  (حدث في مصـر )

رحلة البحث عن المجهول

الجمعية في الليل تعج بالعفاريت ! ..

بطل قصتنا هو العم ( إبراهيم نجم ) هو حارس أو (غفير كما يسمى) في الجمعية الزراعية التابعة لإحدى القرى المصرية كان حديثنا حول الجمعية والقرية وكل ما يحصل في المنطقة وكان سؤالي ما هي طبيعة عمل الجمعية  بدأ العم إبراهيم يتحدث :

الجمعية في الصباح تعج بالناس الموظفين والفلاحين لكي يشتروا أسمدة و تقاوي للزرع أما في الليل فهي أيضا تعج ..لكن تعج بالعفاريت ..!

سألته من باب الدهشة : أيها العم إبراهيم هل واثق مما تقول ؟ .

كان جوابه : يا أستاذ أنا واثق من كلامي .. واقسم لك بما اعبد .. هناك أناس تأتي كل ليله لتزور الجمعية ..!
سألته :هل رأيتهم بأم  عينك ؟

كان جوابه متوقع إلى حد مـا : طبعا . أنا أراهم كل ليله واحدا واحدا وأشاهدهم كما أشاهدك تقف أمامي . هل تحب أن تسهر معي الليلة لكي تراهم ..؟

س/ إذا ما هي طبيعة عملهم أو ما الذي يفعلونه عندما يأتون إليك في الجمعية وأنت وحيد ..أليس معك حراس آخرون ؟
ج/ كان معي عدد لا بأس به من الحراس وكانوا يسهرون معي لكن حين مـا رأوا منظر العفاريت وهي تتجول في طرقات الجمعية هربوا أو بالأحرى (طفشو) من منظرهم
أما بالنسبة حول ما يفعلونه خلال ظهورهم .. فهم مسالمين جدا لا يؤذون إلا من أذاهم
س/ لماذا لا يراهم احد غيرك ؟
ج/ يا أستاذي العزيز الموظفين والعمال مع أذان العصر كلهم يغادرون مبنى الجمعية لا احد يجرؤ على البقاء أكثر من ذلك إلا أنا ..
س/ حسنا هل تستطيع أن تحكي لي بالتفصيل عن ماذا يجري ؟
تنهد العم إبراهيم قليلا كأنه قلق من أن اسخر من كلامه لكني وعدته بعدم السخرية وتكلم قائلا :
بعد رحيل الموظفين وبعد انتهاء قرأن أذان المغرب أضواء الجمعية كلها تشتعل بنفس اللحظة .. بصراحة أنا لا أكلف نفسي أشعل الأضواء بنفسي .. فهي تشتعل ما أن يدخل العفاريت المبنى .. أعدادهم بتصل إلى عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال
س/ هل حاولت مرة التحدث إليهم ؟
ج/ بصراحة حاولت منذ بداية عملي في الجمعية ولا اعلم إذا كانوا يروني أم لا الله اعلم تقربت منهم  ..لكنهم عملوا معي اللازم حملوني فوق أكتافهم كأني جثة هامدة واخذوا يلفون بي المبنى ذهابا وإيابا إلى أن ملو مني فأنزلوني برفق ومن وقتها وأنا أخشى الحديث معهم أو الاقتراب منهم ..
س/ ما هو رد فعل الحراس الذين عملو معك حين شاهدوهم ؟
ج/ بصراحة كلهم هربوا خوفا منهم ما عدا واحد اسمه (العم جمال) مات منذ ثلاثة سنين وبعد ما مات صار يظهر معهم ..!
س/ كيف يظهر معهم ؟
ج/ يظهر معهم كما يظهر الآخرون .. بيظهر حاملا سلاحه وطربوشه على رأسه ويبدأ يجول في المكان كأنه يعيش معانا .

رحلة البحث عن المجهول

بعد آذان المغرب يتركون المقبرة ليأتوا الى الجمعية ..

ذهلت من حديث العم إبراهيم إحساسي يقول انه متعايش مع الجن والعفاريت بطريقة غريبة وهو يتحدث معي عن الجن الذين يشاهدهم كأنه يحدثني عن أولاد صغار يأتون في الليل يلهون ويلعبون من ثم يرحلون .. من العجائب التي ذكرها العم إبراهيم :

أي شخص يموت في القرية يأتي العفاريت لتمثيل موته كيف مات سواء كان مقتولا أو متوفي او او او ..لن أنسى جريمة قتل الكابتن (رأفت ) التي حصلت منذ شهور كان رجلا محبوبا من قبل الجميع فجأة أشرقت عليه شمس الصباح وجدوه ميت في منزله وترك زوجته المسكينة لوحدها في الدنيـا ..في نفس الليلة التي مات فيها جاء إلى الجمعية مع العفاريت وبدأ يمثل معهم كيف مات وكأني أشاهد فيلما سينمائيا .. زوجته كانت تضع له السم في كوب الشاي وكان رأس زوجته أشبه برأس الحمار وهي تقدم له الشاي  ثم توفي .. خرجت صباح اليوم الثاني اصرخ في القرية ياجمااعة الكابتن مات مقتولا على يد زوجته لكن لا احد يصدق معتبريني مجنون ومختل لأني متعايش مع الجن والعفاريت .. ومن بعدها أقسمت بالله لم اخبر أحدا مهما حصل .. الجمعية وعفاريتها تحضر أشياء وتخبرني يشيب لها الرأس …

آخر سؤال طرحته على العم إبراهيم
س/ لماذا العفاريت والجن لا تظهر سوى في الجمعية .؟
ج/ تعال معي سأريك شيئا ..

أخذني إلى خلف مبنى الجمعية وقال لي (انظر ..انظر هنـــاك ) وهو يشير إلى ساحة كبيرة جدا
دققت النظر لأكتشف إنها مقابر ..!  ثم نظرت إلى العم إبراهيم (اعتقد انك فهمت السبب أرواح هؤلاء الذين يرقدون في قبورهم تأتي لزيارتي كل ليله .. يتسامروني ويلهون ويسلوني معهم . يخرجون مع انتهاء قرأن أذان المغرب ..ويرحلون قبل أن يأذن الفجر بقليل وبعدها يطفئون أضواء المبنى وبس ..) لم يكن لدي الجرأة أن اطلب من العم إبراهيم أن أبقى ليله معه ترددت كثيرا بصراحة .. لكن السؤال هنا عندما سأبقى معه هل سأخرج مثلما دخلت .. ام سأخرج من المبنى وأنا فاقد لعقلي ؟ لاحظت بعض الأشياء على العم إبراهيم طول حديثنا شعره ابيض رغم انه عمره 35 هناك رعشة بسيطة تأتي  كل خمس ثوان لتهز جسمه وتغير من ملامحه ولاحظت أيضا إنني خلال طرحي للأسئلة أرى انه ينظر خلف ظهري وكأن هناك شيئا وعندما اسأله ما الخطب ؟ يقول لي لا شيء ..

كلمة أخيرة

الجزء الأول من هذه السلسلة المليئة بالقصص انتهى على هذا النحو ربما لم تخفك أو ربما لم تؤثر بك .. فقط لأنها قصص حدثت بالفعل لا استطيع أن أغير بأحداثها كلمة كما سمعت نقلته لكم إذا سألتني عن مصادر صحة كلامي أقول لك أن الأشخاص الحقيقيين لهذه القصص هم المصادر الموثوقة وأنا لا استطيع أن اجمعهم في كفة واحدة حتى تقتنع بأحداث القصص .. أراكم على خير

تاريخ النشر 23 / 02 /2014

guest
82 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى