أدب الرعب والعام

نحن نملك المشاعر

بقلم : Nawar.S

نحن نملك المشاعر
إنه ساحر بغيض جميع سكان القرية كانوا يتحاشونه

بدأ كل شيء في قرية صغيرة تقع على أطراف منحدر أسفله يحوي بحيرة جميلة ومناظر خلابة تذهل وتسرق عقل من يشاهدها ، وهناك يسكن سكان قرية “كانل” الطيبون ، الذين يحبون عمل الخير إلا شخصاً واحداً منبوذاً وبغيض ، إنه الساحر مورفيوس المشعوذ .
جميع سكان قرية كانل يتحاشونه ولا يكلمونه أبداً بسبب تعويذاته الشريرة ودناءة أفعاله التي يقوم بها ، ففي إحدى المرات قام بخطف طفل صغير و حوَّله إلى كلب حراسة ، نعم كما أنه أودى بوفاة العديد من حسناوات وأثرياء المدينة البعيدة عن القرية ببيعهم إكسير بثمن باهظ أسماه الخلود ، كان مجرد أعشاب سامة ليس إلا ، و كل من يقترب منه أو من منزله عليه أن يضع كمامات أو أي شيء من هذا القبيل لأن رائحته ورائحة منزله نتنة للغاية .

ذات مرة أصيب بمرض خطير ونادر أدى إلى شللٍ في أقدامه وأصبح طوله وحجمه ينقص رويداً رويدا ، والجميع هرب منه ورفضوا مساعدته ، فقام بإنشاء تعويذته الأخيرة و هي قدرة الأشياء الجامدة الموجودة في منزله على النطق ، وبعد التعويذة مباشرةً فارق الحياة .. وبدأت الرياح تهب والأمطار تهطل بغزارة وأصوات البرق القوية ، أصبح الطقس غاضباً بعد أن كان دافئ وجميل

كان بجانبه ملعقة وقدح طعام ..
الملعقة : أوه ما هذا ! أنا أستطيع التحدث ، هذا لا يعقل !!
القدح : نعم وأنا أيضاً هذا غريب !
الملعقة : هذا أفضل شيء قد فعله ذلك الساحر البغيض ، ما هذا إنه صوت بكاء آتٍ من الزاوية
القدح : إنها علبة الكبريت يا صديقتي .. ما بك ؟
علبة الكبريت : لقد قام الساحر مورفيوس بحرق أولادي عيدان الثقاب جميعاً أمام ناظري ، ورماني أرضاً ، أنا أبكي لأنه قتلهم بواسطتي
الملعقة : امسحي دموعك ، لقد مات ونال عقابه ، وأنا أيضاً كان يضعني في سوائل كريهة لا أعلم ما هي

فيسمعوا صوتاً قادماً من الحمام يقول حقاً !! كانت فرشاة أسنان سوداء اللون : هه أتدعون هذه الأمور عذاب ؟! أنا كل يوم كنت أقوم بتنظيف أسنانه الصفراء العفنة ورائحة فمه تكاد تقتلني
فيقول ورق المرحاض : أحم أحم أعزائي أنتم في نعيم صدقوني

فيضحكون جميعاً

وفجأة يسقط منشار معلق على الحائط ويقول : أوه أنا “أثعر” بالألم
القدح : ولكن لما تتكلم هكذا ؟
المنشار : لقد قام ذلك “الثاحر” البغيض “بكثر ثميع أثناني” في قتل “الاثجار” البريئة كنت أراها تبكي وهي “تنثر” وأنا “ليث” بيدي حيلة
الملعقة : هذا ليس ذنبك يا عزيزي فأنت لا تستطيع فعل أي شيء .. ولكن لمَ النور خافت هكذا ؟ أيتها اللمبة لما لا تضيئي لنا ؟؟
المكبس : لقد ماتت ، أجبرني ذلك المجرم على إطفائها وإشعالها مرات عديدة حتى لم تعد تحتمل أكثر فتحول نورها الجميل إلى سواد قاتم
الملعقة : نحن حقاً آسفون ، لم نكن نعلم بهذا
المكبس : لا عليكم أصدقائي سوف أنساها مع مرور الوقت ، ولكن أنت أيها الباب لماذا تبدو علامات المرض والشيخوخة عليك ، ما بك ؟

الباب : أنا متعب كثيراً ، كلما كان يغلقني بقوة كنت أشعر بألم رهيب وكأني سوف أقتلع من مكاني
الملعقة : جميعنا كنا نتعرض للتعذيب من قبل ذلك الساحر البغيض
فرشاة الأسنان : لسنا نحن فقط بل جميع أقراننا وإخواننا في الأرض ، البشر لا يرحموننا فعلاً
ورق المرحاض : إنهم لا يرحمون بعضهم فكيف تريد أن يرحموك
القدح : أنا أتساءل هل نحن فقط نستطيع التحدث و الإحساس أم الجميع بالخارج ؟
الملعقة : علينا أن نخرج لكي نرى

فيسمعون صوتاً خشناً قادم من الخارج ، كان دولاب كبير يقول : كلا يا أصدقائي ، نحن فقط من يمكننا التحدث ، لأنني شاهدت رجلاً يحمل بيده معول ويجر عربة صغيرة حدثتهم ولكن لم يجيبوني
الملعقة : علينا إذاً أن نوحد أنفسنا لكي ننقذ الجميع من تصرفات البشر الجشعة ، لقد تعبنا حقاً و قد حان الوقت يا أصدقاء 

ومن دون سابق إنذار يسمعوا صوت رجلان قادمان نحو المنزل

الرجل الأول : إذاً لقد خدعك ذلك الدجال مثلي ها ؟
الرجل الثاني : نعم هذا صحيح لقد أعطاني دواءً على أنه منشط للجسم لأنني أعمل في عدة وظائف وأشعر بالتعب ، و عندما اخذته أصبت بالمرض والغثيان المستمر
الرجل الثاني : وزوجتي أيضاً قد أعطاها دواءً باهظ الثمن لكي نرزق بطفل يسعدنا ولكنها أصبحت مريضة الآن لا تستطيع الحراك ، وأنا هنا لأستعيد نقودي ، ولكن لمَ لا يفتح لنا الباب
الرجل الأول : أعتقد أنه بالداخل ولكن لا يريد فتح الباب ، اضرب الباب بقوة أكثر
الرجل الثاني : حسناً

الملعقة هل أنت بخير أيها الباب ؟
الباب : آه أنا أتألم كثيراً يا عزيزتي ، إنهم يضربوني بقوة
الملعقة : اصبر قليلاً سوف يملان ويذهبان

الرجل الأول : لنقم بخلع ذلك الباب
ثم يرجعا قليلاً ويركلان الباب فيسقط الباب أرضاً
الملعقة : كلا أيها الباب أرجوك هل تسمعني ؟ ماذا
فعلتم به أيها الأوغاد

و يدخل الرجلان ليتفاجآ بجثة الساحر هامدة فيأخذان كل ما يملك من نقود ويذهبان إلى القرية ليخبروهم ، وهناك ينتشر خبر موت الساحر فيقرر رجال القرية أن يمحوا وصمة الذل والدناسة في تلك القرية الجميلة ويتجهوا إلى منزل الساحر وعندما يصلوا إلى هناك يبدأوا بالصياح فلتذهب إلى الجحيم أيها الساحر ..

الملعقة : ولكن ماذا يريدون منا الآن ! يكفي ما فعلوه بصديقنا
و هناك يبدؤون بقول .. سوف نحرق هذا المنزل الملعون
المكبس : ماذا هل سمعتم ما قالوه ، ماذا سوف نفعل آه ليتنا لو لم نمتلك تلك المشاعر الغبية
علبة الكبريت : لا يمكننا فعل شيء سوى الاستسلام يا عزيزي وتقبل مصيرنا

ويرمي رجال القرية المواد القابلة للاشتعال داخل وخارج المنزل ويشعلوا النار وتبدأ بالانتشار

الملعقة : آه إنها النهاية ولكن نحن أيضاً أصبحناً نملك المشاعر مثلكم ، نحن أصبحنا نملك تلك الأحاسيس ، ها أنا أحترق .. ها أنا اتألم

وهنا انتهى كل شيء و أصبح المنزل مجرد رماد من الألم ، حيث قد حصلت فيه ظاهرة لم يعلم بها أحد سوى الساحر .
حمل الهواء تلك الرماد المنثور على الأرض الى مكان مجهول حتى أنا لا أعرف ذلك المكان ، ولكني على يقين بأنه سوف يكون أفضل لهم من هذا المكان البائس .
 

تاريخ النشر : 2017-06-13

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى