تجارب ومواقف غريبة

قصة الجن في البيت المسكون

بقلم : يعقوب السفياني – اليمن
للتواصل : [email protected]

فصاحت بأقوى صوت مفزوعة

هذه قصة حقيقية وواقعية حدثت في اليمن في محافظة الضالع ، تحديداً في إحدى المناطق الريفية البعيدة ، حيث تجري أحداث القصة المرعبة ، والتي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل لتصبح أسطورة شعبية يرويها كبار السن بقصد المتعة والتخويف ، ولكن الأمر الأكثر رعباً هو أن البيت الذي سكنه الجن لازال موجود في قرية "القهرة" مديرية "الشعيب" محافظة "الضالع" ولا أحد يقترب منه ، ويقال بأن أصواتاً تصدر منه بين حين وآخر غالباً ما تكون أصوات بكاء أطفال ..

وهذا البيت أو بالأحرى الدار يتميز كما هو حال البيوت اليمنية القديمة بصغر حجم النوافذ للغاية ، حيث أنها قد لا تتعدى 15 سم طولاً و10عرضاً ، وهذا ما يجعل أجزاء واسعة من المنزل تغرق بالظلام الدامس حتى في فترات النهار ، خصوصاً الجزء الأسفل من المنزل .

لا أود أن اطيل عليكم بمقدمتي هذه ولندخل في تفاصيل القصة كما نقلها لنا أجدادنا الذين نقلوها من أجدادهم الذين عاشوا القصة بتفاصيلها كاملةً !

القصة تقول أنه كان هناك أسرة مكونة من 7 أفراد (أب وأم وجدة و4 أطفال) سكنوا في دار قديمة كانت فيما مضى ملك لرجل في القرية عاش فيها وحيداً ومات في هذه الدار التي ظلت غير مأهولة بالناس لسنوات طويلة بعد وفاته ، إلى أن جاءت هذه الأسرة التي قررت سكن هذه الدار بعد أن أصاب منزلهم شرخ عظيم .. كانت مياه الأمطار لا تنفك تنسكب منه ، ولفقر هذه الأسرة مادياً قررت اللجوء للدار القديمة .

ما جرى بعد ذلك حسب ما ترويه القصة أن الأسرة بعد سكنها في الدار لخمسة أيام بدأت تشعر بأن كائناً ما يشاطرهم هذه الدار ، وسبب اعتقادهم هذا جملة من الحوادث المرعبة التي وقعت لهم في هذه الخمسة أيام .. تحدثت عنها الأسرة لأفراد القرية وشيوخها طالبةً تفسيراً لها .

من هذه الحوادث أنه في اليوم الأول من مبيتهم في الدار وفي الساعة 11 ليلاً قامت الأم من نومها ذاهبةً لتفقد حال أطفالها الأربعة الذين سكنوا في غرفة واحدة في الدار ، الغريب أنها عندما وصلت لغرفتهم وطبعاً كانت تغرق بالظلام لأن وسائل الإضاءة الحديثة والكهرباء كانت غير موجودة ، وصلت الأم للغرفة حاملة "فانوس" تضيء به ، فلاحظت أن هناك 6 أجسام نائمة في الغرفة ، مع أن أطفالها هم أربعة فقط .. شعرت الأم بالذعر الشديد واتجهت لإيقاظ الوالد والجدة ، وما إن اتجه الكل صوب الغرفة حتى لاحظوا أن الأطفال الأربعة هم الموجودين في الغرفة فقط !

لم يكد يمر يوم حتى حدثت حادثة أخرى ، وهي أن الجدة التي كانت نائمة سمعت صوت غريب في غرفتها ، وما إن فتحت عينيها حتى لاحظت جسماً في غاية البشاعة معلق في زاوية الغرفة ، يملك أرجل حمار وقرون ، وشعر أسود كثيف ووجه مشوه ، فصاحت بأقوى صوت مفزوعة ، وما هي إلا ثواني وابنها وزوجته في غرفتها يستفسرون عن سبب صراخها .

هاتان الحادثتان إلى جانب حوادث أخرى كانت هي ما لاقته الأسرة في أسبوعها الأول ، وروته لأفراد القرية ، الذين بدورهم طمأنوهم أن هذه مجرد تخيلات سببها التغير المفاجئ في عيشهم وانتقالهم لدار غير دارهم .

مرت أيام عديدة دون أن يحدث شيء حتى ذات ليلة ، سمع جيران الأسرة أصوات نياح وبكاء مهولة من البيت ، فاتجهوا ليعرفوا ما القصة .. فإذا بالأم تجري مسرعة خارج البيت في منظر مهول حقاً كما تقول القصة ، فقد كانت الدماء تغطي وجهها وهي لابسة ثوب شعبي خفيف وتصيح بأعلى صوتها أولادي أولادي .. وما إن دخل الناس المنزل حتى وجدوا الأب واضعاً كفه على صابره ينظر لأجساد أبنائه الأربعة التي شوهت بمنظر رهيب ، فقد بقرت بطونهم كما لو أن حيواناً مفترساً بقرها ، وعيونهم قلعت من أماكنها ، والدماء تغطيهم ، أما الجدة فلم يعثر عليها أبداً وكأن الأرض انشقت وبلعتها !

القصة كما يرويها الأجداد تقول بأن الأب انتحر بعد يوم من الحادثة في المنزل نفسه مشنوقاً ، بينما الأم عثر عليها ميتة في إحدى الوديان القريبة من القرية وهي تطفوا فوق سطح إحدى الآبار .
كما يقول من نقلوا لنا القصة فأنه بعد شهر واحد من الحادثة بدأت الأصوات الرهيبة تصدر من المنزل .. بكاء اطفال وعويل .

بالنهاية أتمنى أن تكون القصة أعجبتكم
 

تاريخ النشر : 2017-06-27

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى