الزمن المفقود
بحثت عن الهاتف لأرى كم الساعة فوجدتها السابعة و النصف |
كنت في المطبخ مع أمي وأختي نحضر طعام العشاء ، أحسست بصداع في رأسي فتركتهما تكملان ما هما بصدده و ذهبت إلى غرفتي لأرتاح…
دخلت الغرفة ..كانت مظلمة بعض الشيء ، بحثت عن الهاتف لأرى كم الساعة فوجدتها السابعة و النصف ، استلقيت فوق السرير ، لم تمر دقائق حتى سمعت صوت طفل صغير يضحك ، نهضت فزعة من فوق السرير ، ظننت أن أختي قد مرت بالغرفة ، ولكن أختي لا تضحك مثل طفل يبلغ عاماً من عمره ! و لمَ عساها تضحك ؟ فهي ليست بمجنونة
صرفت عن ذهني الأفكار السخيفة التي راودتني و عزوت أمر الضحكة إلى الهلاوس الناتجة عن التعب والصداع ، وعدت لأستلقي فوق السرير ، هذه المرة أغمضت عيني بعض الوقت قبل أن أفتحهما ، شعرت بوجود شخص ما في الغرفة ، فتحت عيني لأرى من هناك ، فوجدت أختي واقفة عند عتبة الباب أو بالأحرى ما رأيته بالضبط هو شكلها ، فالظلام قد اشتد بعض الشيء ..
– ها .. إنها أنت يا ندى ؟ لقد أفزعتني …
لم ترد و بقيت واقفة مكانها .
– ما بك ؟ لمَ أنت هنا هل احتجتما لشيء ؟
ابتسمت ندى .. أعرف أنني قلت لكم أن الظلام اشتد ولكن أقسم أنني رأيت ابتسامتها ، لقد رأيتها .. فقد كانت مشعة..مضيئة لا أعرف كيف.. لكن وسط شكلها في الظلام رأيت تلك الابتسامة..
تجمد الدم في عروقي ولم أعرف ما أفعله ، بقيت ندى أو ما أظنه هي واقفة هناك بعض الوقت ، ثم ذهبت في اتجاه غرفة المعيشة و الحمام ، نهضت وراءها راكضة وأنأ لا أعرف من أين أتيت بتلك الشجاعة بعدما تجمد الدم في عروقي… فوجدتها قد دخلت الحمام ، فقدت صوابي و اتجهت إلى المطبخ أصرخ ندى ندى أين أنت ؟ فوجدتها مع أمي ..
– ما بك يا روعة ما كل هذا الصراخ ؟
لم أهتم بسؤال أمي والتفت إلى ندى .. لمَ أتيت إلى غرفتي ولمَ لم تتكلمي عندما سألتك ؟ اندهشت ندى عند سماع سؤالي ثم أطلقت ضحكة سخرت بها مني..و قالت :
– أجننت ؟! لقد خرجت لتوك من المطبخ و عدت ، كيف يمكن لي أن أتبعك ؟ بل لا يمكن أن تصلي أنتِ إلى الغرفة وتعودي بهذه السرعة !!
نظرت إلى أمي فوجدتها ترمقني بنظرة مفادها أن أتوقف عن هذا المزاح الثقيل ، بينما انصرفت ندى إلى إكمال عملها .. عدت أدراجي إلى الغرفة لأرى كم الساعة ، فوجدتها السابعة والنصف !
تاريخ النشر : 2017-07-10