تجارب من واقع الحياة

أمي الرجعية !! ساعدوني

بقلم : جميلة – لا مكان

أمي الرجعية !! ساعدوني
جاءني شعور حاقد على أمي فأنا لست صغيرة لتتحكم بي 

أهلاً بالجميع ..
أنا فتاة في العشرينات من عمري ، المهم أنا فتاة جميلة جداً وذكية دائماً من الأوائل في جامعتي ..لهذا السبب يغار الجميع مني ..وأولهم أمي !! لا تستعجلوا واحكموا بنفسكم

أنا اجتماعية ومحبوبة بعكس أمي وأختي المنغلقتان واللتان تقضيان اليوم كله في البيت ..أختي عمرها ١٦ وهي مزعجة جدا ولكن أشعر بالشفقة عليها فهي لم تعش حياتها ولم تخرج وتدخل وتذهب سهرات وحفلات لأن أمي تمنعها وتحبسها في البيت بدعوى الحشمة ، وكانت تريدني أيضا أن أستمع لها وأضيع عمري لكني لن أستمع لها ..فحياتي واحدة وسأعيشها وليست مشكلتي أنها منغلقة .. (ملاحظة أبي متوفي من زمن)

المهم .. يوم من الأيام كلمتني صديقتي على الهاتف وقالت لي أن هنالك حفلة مختلطة ، أنا وقتها تأففت لأن أمي لن تسمح لي بحضور حفلات مختلطة ، وقلت لها لن أتي .. وعندما أغلقتُ الهاتف جاءني شعور حاقد على أمي فأنا لست صغيرة لتتحكم بي ، لم أكن أحتاج لأن أخبرها لأنني أعلم ردها جيداً ، وانقهرت جداً حينما رأيت رسائل صديقاتي المتحمسة وشعرت أن عمري يضيع وأنا لم أجرب شيء وكل ما أفعله هو الذهاب لحفلات الفتيات لا غير ، و بالشدة أيضاً ، وفي كل خروج تدعي علي أمي وكأننا في العصر الحجري ..لم أفعل شيء حرام و لا عيب

اتصلت على صديقتي أخبرها بهمي فقالت لي أمك خاطئة وفاهمة الدين غلط ، وأن خروجك لحفلات مختلطة مادمت لا تفعلين شيء خاطئ لا بأس به ، وكل الفتيات اليوم يفعلن ذلك ، وأمك رجعية فقط .
قلت لها ماذا أفعل ؟ فأملت علي أن أحضر الحفلة دون علم أمي وكأنني ذاهبة لأحدى جمعات البنات ..

ودخلت الفكرة رأسي
باختصار شديد خرجت بلا علم أمي ، وعشت طعم الحياة الحقيقية ..حزنت على نفسي وحقدت على انغلاق أمي ومنعها لي من الذهاب وعيش حياتي وأنا في العشرين ، كان هنالك شراب كثير وفتيات تتراقصن مع الشباب وأتى شاب يريد الرقص معي فرفضت ، فأنا أعلم جيداً الحلال من الحرام .. أعجبني الجو جداً وتمنيت لو أن أختي معي

عندما عدت وجدت أن أمي تصرخ علي وتهتف وتدعي وتسبني ..ماذا حدث ؟ إحدى الفتيات الغيورات مني أخبرت أمي أني ذهبت لحفلة مختلطة وحينها ضربتني أمي كالأطفال ، لم أستحمل كيف أهانتني وعمتي موجودة وأختي موجودة ففجأة رفعت يدي عليها ودفعتها بعيداً عني ، وارتديت حجابي وخرجت من الشقة إلى شقة جارتنا في الأعلى ، فهي صديقتي وتسمعني جيداً ليست كأمي منغلقة تفكر في القيل والقال

يا إلهي ! لمَ لم أجد أماً متفهمة واعية تصبح صديقتي تنصحني بشكل عصري وود وليس بالضرب ، أنا لست صغيرة ويجب أن أنخرط في المجتمع ، أن أقع وأقوم .. أتعلم كجميع الفتيات ..لماذا علي الاستماع لهذيانها ؟ 

الآن أنا ابكي ، أمي لم تفهمني يوماً ، تفكر تفكير الجاهلية أن المرأة يجب أن تمكث في البيت وتعبد الله ولا تخرج إلا لحاجة .. ما هذا ؟! ابنة جارتي تقول لي حرام ما فعلته وستحاسبين .. وصديقاتي يقلن لي خيراً فعلتِ لأجل أن تعلم أنك كبيرة الآن وتحسب لك حساب ..

والآن مر علي يومين لم أرَ أمي ، وأختي تقول لي أنها تبكي بحرقة وتدعي علي ..ماذا أفعل لا أريد أن أثقل على جارتي بمكوثي عندها وفي نفس الوقت لا أريد كسر هيبتي وأذهب لأمي كأنني المخطئة هنا .. أشك أنها تغار مني ومن جمالي ، هل هنالك أم تغار من بنتها ؟ ساعدوني أرجوكم فلم أعد أستحمل وأود لو أنها تموت فحسب .
 

تاريخ النشر : 2017-08-29

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى