تجارب من واقع الحياة

في المنتصف

بقلم : جاد أبي ناصيف – لبنان

في المنتصف
صدمتني الحقيقة بشدة و لم أجد ما أقوله لها عندما أخبرتني بتلك الحقيقة

 سلاماً يا عشاق كابوس ، لن أطيل عليكم و سأخبركم قصتي باختصار :

أنا جاد من بيروت غادرت بلدي منذ حوالي خمس سنوات بقصد الدّراسة و الحمد لله تمكنت من إتمام دراستي و أعمل حالياً في نفس اختصاصي , بدأت مشكلتي عندما بدأت العمل في وظيفتي الحالية فبعد حوالي خمس شهور من العمل وقعت في حب زميلتي , طوال تلك الشهور كنا نتحدث كثيراً في الشركة و بعد انتهاء العمل كنا نلتقي في أماكن عامة بشكلٍ يومي تقريباً

 بدأت أشعر بحب حقيقي تجاهها و بادلتني هي نفس المشاعر و بنفس الدرجة , كان كل شيء على ما يرام إلى أن صارحتني بأنها عملت في مرحلةٍ من حياتها في الدَعارة , صدمتني الحقيقة بشدة و لم أجد ما أقوله لها عندما أخبرتني بتلك الحقيقة , ابتعدت عنها و لم أعد أحدثها و قد مضى على إخبارها حقيقة ماضيها أكثر من شهر و أنا لا زلت أتجنب الاجتماع بها في أي مكان أو الحديث إليها في أي حديث خاص

 و لأجيب عن تساؤلات قد تدور في أذهانكم حال قراءتكم لقصتي فهي فتاة لبنانية يتيمة تربَت مع عمتها و مع وفاة عمتها وهي في السابعة وجدت نفسها تتنقل بين دور الرعاية إلى أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها و هناك وجدت نفسها صديقة لفتاة تمتهن الدعارة فسارت على خطاها ، و لكن قدرها الطيب عرفها بصاحب الشركة التي نعمل بها الآن حيث عطف عليها و أخرجها من الجو الموبوء الذي عاشت فيه لفترةٍ طويلة نوعاً ما

أنا أقدر صراحتها و أقدر أنها عملت في تلك المهنة بسبب ظروف قاهرة ، و لكني لا أستطيع تقبل فكرة أنّها مارست مهنة بتلك القذارة و أنا الآن في المنتصف أريدها و أتمنى الارتباط بها و بنفس الوقت أنفر منها و أتمنى لو أستطيع نسيانها ، فماذا أفعل ؟

 

تاريخ النشر : 2017-09-19

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى