تجارب ومواقف غريبة

يوم مرعب في المدرسة

بقلم : نور الهدى – الجزائر

يوم مرعب في المدرسة
رأينا زملاؤنا يخرجون فطلبنا منها الإسراع لكنها تاجرت قليلاً

 سأتحدث لكم اليوم عن مغامرة مرعبة خضتها أنا وصديقاتي في المدرسة ، بسبب تأخر أحد أساتذتنا في الدروس اضطررنا لندرس يوم السبت و بالطبع لم يحضر عدد كبير من التلاميذ لأنهم كانوا معارضين لهذه الفكرة مهما كانت الدروس ضرورية فالبعض لم يقبل ، لذا كان عددنا قليل جداً

 كان يوماً ممطراً وعاصفاً ودوي الرعد مستمر ، بعد انتهاء الحصة خرجت المعلمة و جمعنا أغراضنا وكنا ذاهبين ، لكن صديقتي كانت في حاجة ملحة لذهاب للحمام فطلبت مني انتظارها أنا و زميلة أخرى ، رأينا زملاءنا يخرجون فطلبنا منها الإسراع لكنها تاخرت قليلاً وأنا كنت قلقة لان الجميع ذهب و بعد خروجها سارعنا بالركض لكننا وجدنا الباب الرئيسي مغلق حتى أننا لم نكن نستطع فتحه من الداخل لان له طريقة مختلفة عن الأبواب الأخرى

بحثنا عن الحارس لكن لم يكن متواجداً بغرفته وللأسف نظام مدرستنا خارجي أي أنها لا تحتوي على سكنات أو مرافق لنجد أحداً ، كان البرد شديداً وكنا قلقين جداً فتجولنا في كل المدرسة و لم نجد أحداً أين اختفى الحارس بحق الجحيم ؟ لا تقولوا انه ذهب أيضاً ! فبدأت زميلتي بالبكاء ولوم صديقتي أنها السبب في هذا لأنها تأخرت قائلة : سنبقى عالقات هنا بسببك ، اقترحت أن ندخل لأحد الأقسام لان الجو كان شديد البرودة و أيضاً لنفكر في حل

 في تلك الأثناء و بينما كنا نحاول تهدئة زميلتنا انقطعت الكهرباء فجأة بسبب سوء الطقس فخفنا قليلاً وما زاد الطين بلة هو انغلاق الباب وإحداثه ضجة فقام بإفزاعنا ، بدأنا نخاف أكثر شيئاً فشيئاً خاصة مع تلك الأصوات الغريبة المختلطة مع صوت رياح كان هناك صوت يشبه الخربشة وسط ذاك السكون الذي خيم على المدرسة كان الأمر أشبه بشخص يخربش على حائط القسم المجاور و هذا ما زاد خوفنا و أحسسنا أن شخصا أخر كان موجود معنا ، فقالت صديقتي : لعل الحارس قد أتى ، فقلت لها : ولما قد يحدث مثل هذا الصوت في القسم المجاور ، ثم لما لم يعد تشغيل المولد أن كان هو ؟ لقد اكتفيت يجب أن نجد طريقة للخروج من هنا ، لا زلت لا اصدق للان أن الجميع تركنا خلفهم حتى أنهم أغلقوا الباب ، فقالت صديقتي : إذاً لنخرج أولاً من القسم

 لكننا كنا مترددات بعد ما حدث لقد وضعنا احتمال أن أحداً ما خلف كل ما يحدث فتثاقلت خطواتنا ولم ترد أي منا أن تقوم بفتح الباب ، فنظرت أولاً إلى الثقب وقلت : هيا لا يوجد احد في الخار… لم أكمل جملتي حتى رأيت جسماً أسود كبير يمر ثم غطى الثقب ، تجمدت عيناي في مكانها وصرخت لا إرادياً ، جربت صديقتاي النظر فلم تجدا شيئاً ، فقلت : اقسم أني لم أكن اكذب ، حاولت صديقتي فتح الباب لكنه كان عالقاً و فجأة سمعنا صوت طرق على الباب فابتعدنا ونحن نرتجف من الخوف و ما أن توقف الصوت حتى حاولت فتح الباب ففتح بشكل عادي الم يكن عالقاً ؟ ولكن محبس الأزهار الذي قرب القسم اختفى !

بعد لحظات عادت الكهرباء ولكن بخروجنا بدأت أضواء ذاك القسم تشتعل وتنطفئ من تلقاء نفسها ، شعرت بشخص وضع يده على كتفي و ما أن استدرت حتى وجدت الحارس فقال لنا : ما الذي تفعلنه هنا ؟ فشرحنا له ما حدث معنا وقلنا : لما لم تكن موجوداً و هل أنت من كان يقوم بتلك الأفعال لإخافتنا ؟ فنفى الأمر وقال : بعد خروج التلاميذ ذهبت لشراء بعض أغراض الصيانة ولم اعلم أنكن بقيتن في الداخل و لم أكن سأعود في هذا الوقت ، لكن احد زملاؤكم اخبرني أنكن ماتزلن في المدرسة لان أمهاتكن قلقن وسألن عنكن لأنكن لم تعدن للمنزل بعد

و أضاف إياكم أن تخبروا المدير أو الأساتذة بأمري و إلا سأتعرض لمشاكل كبيرة ،  فارتحنا لخروجنا أخيراً ، لكن من جهة أخرى كنا لازلنا قلقات من تلك الأحداث الغريبة و بالطبع لم يصدقنا أي احد في المدرسة عما حصل معنا و بدؤوا بالسخرية و الضحك فالبعض كان يقول : أنكن الفتن هذه القصة لإخافة التلاميذ والبعض يقول : انتن تشاهدن الرسوم المتحركة كثيراً ههههه ما هذا المزاح يا فتيات ؟ وقالت فتاة : أن من المستحيل أن تكون أشباح أو جن في المدرسة ما حصل معكن كان مصادفة لا أكثر بسبب سوء الطقس والباقي كان أوهاماً منكن

 شعرت بالغضب حقاً لان لا احد صدقنا نحن الثلاثة وأغلقنا الموضوع خوفاً من التعرض لقدر اكبر من السخرية و إذا انتشر أكثر و وصل الخبر للأساتذة فما الذي سيفعله بنا الحارس ؟ لذا التزام الصمت لهذا الحد أفضل ، ولكنني لم أكن اكذب ولم أزد أو انقص أي شيء ، حسناً ربما كان هناك شخص معنا ذلك اليوم في المدرسة وقام بهذا المزاح الثقيل أو ربما الحارس نفسه ، على الرغم أننا لا نجد سبباً لقيامه بهذا إذا كان هو الفاعل وكنا قد يأسنا لأننا نجد تفسيرا أخر بسبب تكذيب التلاميذ لنا.

تاريخ النشر : 2017-10-17

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى