تجارب ومواقف غريبة

غلطة غيرت حياتي

بقلم : mohamed –  مصر
للتواصل : [email protected]

غلطة غيرت حياتي
من شدة شحوب وجهه ظننته امرأة !

أهلاً أنا محمد ، أبلغ من العمر 16 عاماً ، أولاً : غرضي من مشاركة هذه القصة الغريبة هي المساعدة ، فأنا بأمس الحاجة إليكم حقاً …

عندما كنت أبلغ من العمر 14 عاماً وفي إحدى ليالي الشتاء شديدة البرودة كنت ذاهب أنا وأختي التي تصغرني بثلاث سنوات أي لديها 11 عاماً إلى محل البقالة لإحضار بعض الأغراض ..
أريد أن أوضح لكن بأن الشوارع في ليالي الشتاء تكون حالكة الظلام ، تشعرون أنكم تمشون في مقابر لا ترى فيها عينك سوى السواد …

المهم عندما وصلنا أنا وأختي هدفنا محل البقالة ، وجدناه مغلق فاقترحت على أختي بأن تعود هي إلى المنزل وأنا سأذهب إلى المحل الذي يبعد عن منزلنا الكثير من المسافة ، وتخبر أمي أنني ذهبت إلي هناك ، فالمحل يوجد في شارع نطلق عليه اسم ((شارع عمومي)) .. علي أية حال أختي رفضت الاقتراح لأنها خائفة من أن تعود في ذلك الظلام بمفردها ..

أخذتها معي وذهبنا إلى المحل ، و بعد شراء الأغراض ونحن عائدين إلى المنزل وجدت في جانب الطريق متسولة عجوز كبيره في السن تلف نفسها بغطاء كبير يخفي ملامحها ، فذهبت إليها لأعيطها بعض النقود ، وعندما اقتربت منها وجدته رجل وليس امرأة ، ولكنه كان في الأربعين من عمره وليس عجوزاً جداً ، هذا ما ظننته ولكن قصر قامته ووجهه الشاحب من برودة الجو جعلني أظنه امرأة عجوز .

أعطيته النقود وعند اكتشافي أنه رجل قلت له باستهزاء : ((ظننتك امرأة هههه)) وسخرت منه طبعاً ..

بعد ذهابي أنا وأختي أحسست أنني تماديت في المزاح وحزنت لأجل الرجل ، و عندما التفت خلفي حتى أراه لم أجده جالساً وليس له أي أثر في الشارع مطلقاً ، فلم أهتم لذلك الأمر وأكملت سيري إلى المنزل ..

الآن أنا أبلغ من العمر 16 عاماً ، بعد مرور سنتين من أسود سنوات حياتي كلها ، حتى الآن وأنا يطاردني ذلك المتسول ولا يتركني وشأني ، فساحكي لكم موقفاً وهو من أشد المواقف رعباً التي ظهر لي فيها ..

بعد مرور سنتين لقد تعودت على ظهوره لي .. و في يوم من الأيام ، أكبر أعمامي عزمنا على العشاء وكل أقرباءنا عنده في منزله ، دعوني أشرح لكم أين منزله ، إن منزله في منطقة زراعية وهو بيت فخم وكبير ، فأنا كنت في إحدى ملاعب الكره ألعب أنا وأصدقائي وسوف يسبقني أهلي إلى هناك ، واقترح علي أبي أن يأتي ويأخذني بالسيارة لكني رفضت ..

بعد انتهاء اللعب ذهبت إلى منزل عمي وكما قلت هو في منطقة زراعية ، وكان الوقت بعد العشاء و الطريق إلى المنزل مليء بلأراضي الزراعية المظلمة الفارغة من البشر … ها أنا أرى منزل عمي من على بعد ، و وجدت شخصاً يشبه هيئة أبي من بعيد يقف أمام منزل عمي ، ونادي علي قائلاً ( يا محمد أسرع قليلاً فالعشاء جاهز ) …

طبعاً كلمة أبي مسموعة ، فهممت بالإسراع إليه وعندي اقترابي منه يا الله من ذلك المنظر الذي يأخذ القلب والعقل !!
طبعاً كما ظننتم الذي سأقوله ، هو الرجل المتسول ولكنه تلك المرة كان طويل القامة وملامحه الشاحبة وضحكته الواسعة وعيونه المليئة بالشر والموت القاتل ..

أقسم لكم ألف مرة أنني بعد رؤيتي له جريت على آخر قدرتي وهو كان يجري خلفي ورجلاه كانت كأرجل الماعز وبعدها وقف وأنا توقفت ، وأبكي بكاءً شديداً من الخوف والحزن والمأساة التي أنا فيها ، فتوقفت عند توقفه وقلت له بصوت متقطع وبصراخ ( ما الذي تريده مني ، أرجوك اتركني وشأني لقد تعبت ) مع بكائي وبعدها أختفي تماماً وأنا لم أشعر بنفسي حينها ، فسقطت على الأرض غاشياً .

حتى لا أطيل عليكم بعدها ، وجدت نفسي في بيت عمي والكل مجتمع حولي وينظرون إلي بذهول ، ولكن أهلي لم يكونوا يعرفوا بهذا الأمر ولكنهم الآن عرفوا ، وأبي قال لي لقد نظرت من النافذة على صوتك وأنت تترجي أحد بأن يتركك وتبكي ..

والآن في هذه اللحظة أذهب إلى جلسة علاج نفسي و أذهب إلى شيوخ ، ولكن أصلي وأدعي ربي بأن يزول ذلك البلاء من علي ، و أنا أريد مساعدتكم أرجوكم لا أريد أن أراه مجدداً ، لا أريد ، أنا أخاف من ظلي ، كما أنني حالياً أريد أن أكون إنساناً طبيعاً ، إن وجهه وشكله في كل مكان و ما أزال أراه حتي الآن .

 

تاريخ النشر : 2017-11-16

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى