تجارب ومواقف غريبة

قصتي مع دميتي المسكونة

بقلم : فردوس المغربية – المغرب

قصتي مع دميتي المسكونة
إذا بدميتي (نوه) تحدق إلي بعينين حمراوتين ! ..

عزيزي القارئ كل ما سأرويه في هذه القصة هو واقعي و ليس من وحي الخيال .

نعم أنهم هم الجن الذين لا يحب مقابلتهم احد لقد سكنوا غرفتي منذ نعومة أظفاري . كان أبي (عبد السلام) كثير السفر بسبب عمله الذي يتطلب منه السفر بصورة دورية أما أمي (حبيبة) فكانت امرأة متدينة … نحن عائلة من أربع أفراد , لدي غرفة مليئة بالدمى , كنت أحبهم حبا جما لدرجة أنني كنت اشتري العديد منهم , وحتى عندما كبرت كنت أشتريهم , لكنني لم أكن اعلم إنني اشتري الهم و البؤس .

كنت أحب الاهتمام بالدمى فقد كنت لا أفارقهم و أعاملهم كأنهم أشخاص . في الصباح كنت انهض إلى الحمام و اخذ معي دميتي المحبوبة (نوه) , فهي من أحب الدمى لدي , كنت أحبها حبا جما , لكن المصيبة هي انه في كل يوم عندما أضع راسي على الوسادة ليلا كنت اسمع اصواتا غريبة كالضحك و الهمس , لكنني لم أكن اهتم , وكنت اعتقد انه صوت الجيران , فنحن قاطنين في عمارة , وجدار منزلنا ملتصق بجدار الجيران , وأحيانا كنت اعتقد أن أختي كوثر هي مصدر تلك الأصوات , ظننت أنها تتكلم مع صديقاتها في الهاتف لأنها تحب الحديث خصوصا مع صديقتها ياسمينة .

لكن في احد الأيام نامت كوثر مبكرة بسبب الامتحانات و سافر جيراننا إلى الريف , وعند قدوم الليل كالعادة سمعت تلك الأصوات فقلت في ذهني بأن أختي نائمة والجيران مسافرون .. إذن من يصدر تلك الأصوات ؟!! ..

فاستجمعت قواي و قررت إنارة الغرفة لمعرفة مصدر الصوت , فأشعلت الضوء , و إذا بدميتي (نوه) تحدق إلي بعينين حمراوتين ! .. فصرخت صرخة تنهض الميت من القبر , وبسبب قوة الصرخة جاءت أمي إلى الغرفة مسرعة , فوجدتني ملقاة على الأرض و فاقدة للوعي و دميتي (نوه) ملقاة جنبي . و في تلك الأثناء حلمت إنني أتمشى في الغابة , و فجأة ظهر أمامي جني اخضر اللون .. طويل القامة .. عينيه حمراوتين .. انفه طويل و مقعر من الاسفل .. لديه قرون زرقاء .. و اسنانه صفراء .. و رجليه كرجلي البقر .. قال لي منذ صغرك و أنت تهتمين بي لأنني سكنت تلك الدمية (نوه) و الآن سأسكن جسدكِ حتى أمنعكِ من الزواج , و بالتالي ستهتمين بي و بأسرتي الساكنة في بقية دماكِ.

قلت له : كيف تمنعني من الزواج و أنا لست مخطوبة .

قال لي : لقد كبرتِ و لا بد من مجيء الخطاب كباقي الفتيات , و إن تزوجتِ لن تهتمي بي و لا باسرتي الساكنة في دماكِ و بالتالي سأسكن جسدكِ فان جاء احد الخطاب سأتحدث بجسدك قائلا لهم : لا لا لن أتزوج .

بعدها ظهر ضباب اسود ثم سمعت صوت أمي تقول لي : انهضي يا ابنتي ..

بعدها فتحت عيني فوجدت أمي فوق راسي , قالت لي لماذا صرختي و اغمى عليكِ .. فرويت لها ما حدث , و أخبرتها عن الحلم , فأخذت أمي حقيبة و بدأت بجمع الدمى . لكن الدمى بدأت تتحرك و تقفز هاربة لأنها مسكونة بالجن وقد عرفت بأن أمي سترميها .

أمي خافت و بدأت تصرخ , فنهضت أختي كوثر بسبب الصراخ واتجهت إلى غرفتي مباشرة لتجدني و أمي مصدومتان مما يجري , فالدمى تجري و كأنها حية , ثم بعد مشاهدة كوثر لذلك المنظر أغلقت باب غرفتي و ذهبت لمناداة الشيخ (مخلص المدني) و زوجته (سناء الباقي) , وما أن وصل شيخ الجامع حتى وجدني و أمي في حالة يرثى لها , فطلب منا الخروج من المنزل و الذهاب مع زوجته إلى منزلهم ليقوم هو بطرد الجن من منزلنا .

لبينا طلبه و خرجنا بالفعل و ذهبنا مع زوجته إلى منزلهم وانتظرناه حتى جاء في الغد على الساعة الثامنة صباحا . نهضنا جميعا لنسأل الشيخ ماذا حصل ؟ .. قال لنا : لقد طردت الدمى خارج المنزل و لم يبقى لهم أي اثر .

قالت أمي : كيف فعلتها يا شيخ ؟ .

أجابها : بالتحاور معهم يا أختي الفاضلة .. لقد جئت لهم بكوبين احدهما مليء بالنار و الآخر بالماء فبعضهم اختار العيش في النار و الآخر في الماء.

قلت :  كيف ؟ .

قال : لم يكن الأمر سهلا فقد أقنعت الجن بصعوبة لأنهم اعتادوا العيش في الدمى … و بعد حوار طويل معهم اختار بعضهم العيش في النار و اختار النصف الآخر العيش في الماء ثم أحرقت الدمى … المهم إننا تخلصنا منهم .

عندها اكتشفت أن صوت الضحك و الهمس كان صوتهم . و منذ ذلك اليوم لم اشتري دمية و لم أرى الجني الأخضر ثانية لأننا رحلنا من المنزل بعد ما جاء أبي من السفر بسبعة أيام .

تاريخ النشر 27 / 05 /2014

guest
90 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى