أدب الرعب والعام

الوحش

بقلم : أحمد نوري ( L.A ) – المغرب

الوحش
قاتل سفاح ارعب شوارع أمريكا

مرحباً أيها القارئ الكريم، أعلم بأن موقع كابوس عودك على كل ما هو جديد في عالم العجائب و الرعب.. لذا قررت تحطيم الروتين و أخذك إلى عالم آخر، عالم غريب مليء بالمغامرات و التشويق، بسببه تم كتابة أفضل الروايات و تم إخراج أشهر الأفلام، إنه عالم الخيال الذي هو لعمري أغرب من الواقع و أشد غموضاً، لذا اليوم سأعرض عليك قصة صديقي القديم و الشرير الأول الذي تخيلته و دخل خيالي، إنه ” تيم والتر غرانتس ” الملقب بـ الوحش.

مقدمة..

وسط ظلام ليلة مثلجة تحديداً في شقة فاخرة أخذ رجل ضخم مكبل بالسلاسل إلى الجدار ينظر بشغف إلى تلك الفتاة الفرنسية ذات الشعر اﻷسود القصير و البشرة البيضاء الصافية التي تنظر من نافدة الجدار المقابل له ، فقاطعه تقدم ذلك الرجل الذي ربطه، الرجل ذو قناع الغاز و المعطف اﻷسود الذي قال وهو يستند على الجدار بجانبه :
” لاحظت بأنك تراقبها كثيراً.. ترى هل تعجبك؟ ” 
رد وهو ينظر لها :
” لا “
ابتسم الرجل خلف قناعه و قال :
” أتعلم يا صديقي تيم ، كنت مثلك قبلاً ، عندما تعجبني فتاة يسيطر علي خجلي فأصمت و يحصل عليها غيري لذلك بدون كذب ، فأنت كاذب فاشل.. هل تعجبك؟ ” 
لم يجبه فنهض الرجل عن الجدار و قال :
” كبداية اسمها ماسا ” 
قاطعه إنفتاح باب الشقة فجأة ليدخل رجل سمين ذو لحية طويلة قائلاً :
” أيها القيصر زدنا راتبك الشهري من ثلاثة إلى ستة ملايين ، ثم أعلم بأنك في عطلة ولكن.. نريدك أن تأخذ لنا هدفاً آخر و هذه المرة هدفنا أقوى حتى منا ” 
أخرج ورقة ناولها للقيصر وقد كتب في الورقة :

اﻷلقاب : سفير الجحيم-مرسول الشيطان.
اﻹسم : رافائيل توماس إمبيريال.
العمر : 25.
البلد : مجهولة.
الإقامة : جزيرة صناعية-ساتانيكيا.
العمل : قائد جماعة فرسان الهيكل.
الزوجة : مايا.
اﻷبناء : لا يوجد.
الشخصية : مجهولة.
الحالة الصحية : سليمة.

نظرت ماسا إلى قبضة القيصر التي اعتصرها من الغضب وهو يقول بإرتياح جعلها تضيع بين أفكارها هل هو غاضب أم لا :
” أيها السمين.. تبدو يائساً جداً لترميني أنا ورقتك الرابحة في وجه المدفع ، ثم إن تمكنت و أكرر إن تمكنت من قتله فأنت تعلم ما سيصيب العالم صحيح؟ “
أجاب وهو بقترب من ماسا و يلتمس جسدها بشهوة بينما القيصر يزيد من اعتصار قبضته اليمنى التي بدأت تنزف 
” نعم نعم أعرف ، ثم نادني بالسيد كانون.. إذاً هذه الفتاة الجديدة ، تبدو مثيرة بشعرها الأسود الناعم و هذا الجسد ، هل هي عربية ؟ ” 
أجاب القيصر بسخرية بعدما ركل السلسلة بجانبه ” لما لا تسألها بنفسك ” 

فجأة تحرر تيم و هجم على الرجل رافعاً إياه من رقبته بيد واحدة ، فتقدم القيصر على أقل من مهله و حقنه في رقبته ليسقط أرضاً و قال بعدما ساعد الرجل على النهوض
” أعذره فهو يعدّها أخته الصغيرة و يغار عليها كثيراً ” 

أجاب الرجل بغضب :
” تباً له!! حتى لو كانت أخته فشرف له أن ألمسها أتفهم!! “
قال القيصر باستفزاز واضح و هو ينظر إليه ” 
لماذا تحدثني أنا قل هذا له هو.. أوه نسيت كنت تختنق و على وشك الموت لذلك خدرته ، يا لذاكرتي الضعيفة.. صحيح المرة القادمة التي تأتي فيها أطرق الباب فلا نعرف أبداً ، قد يكون طليقاً و لا يحررك منه أحد ” 
لم يرد و ذهب مغلقاً الباب خلفه بقوة ليقول القيصر وهو ينظر إلى ماسا :
” المرة القادمة التي يلمسك فيها رجل أياً كان حتى لو كنت أنا فقاوميه بأي شكل من اﻷشكال.. السكوت علامة الرضا و سكوت المرأة في هكذا مواقف يعني رغبتها “
ثم نظر إلى تيم الملقى على اﻷرض وقال في نفسه :
” حررت ذراعك فقط و لكنك بطريقة ما تمكنت من تحرير باقي جسدك ، لم يكذبوا عندما أسموك الوحش.. أتمنى لو أعرف تحديداً من كنت قبل كل هذا “.

***

ولد تيم والتر غرانتس في 17 أذار/مارس من عام 1990 بمدينة لوس أنجلوس “Los Angelos” الجميلة، ﻷب من أكبر رؤساء المافيا اﻷمركية نفوذاً و سلطانا و أم توفيت عند إنجابه فلم يبقَ له شيء غير والده المنشغل بسبب عمله، و أخته الكبرى الحنونة التي كان متعلق بها بشدة، فقد قدمت له الحنان و ااهتمام في كل أوقات فراغها إلى أن بلغ العاشرة.
كان مستقبله سيكون باهراً بنظر أخته و والده ، فقد كان يملك موهبة كبيرة بالرسم و لكن و على عكس جميع التوقعات لم يصبح هذا الفتى فناناً مرموقاً أو شخصاً ذا شأن ، بل أصبح في مدة وجيزة سفاحاً ذاع صيته لدرجة أن رجال القانون أخدوا يقارنونه بمواطنه السفاح المرعب إد جين، لا بل أن بعضهم أجزموا على أنه تفوق عليه من ناحية الوحشية و الجنون.. لذا فمن بالضبط هو الوحش.

صناعة ” الوحش “

في ليلة باردة من الشتاء كان تيم و والده و أخته في بيتهم الفاره عندما تعرضوا لهجوم عنيف من رجال ملثمين قتلوا الحراس و أردوا والده قتيلاً بعد أن تحرشوا بأخته المراهقة جماعياً أمامه و أحرقوا المنزل ، لكن تيم نجا بأعجوبة جسدياً على اﻷقل ، فما رآه كان قد دمره نفسياً ، و بعد وصول الشرطة نسب الهجوم لعائلة مافيا منافسة تدعى عائلة ” مالون ” و تم وضع الصغير بسبب عدم اعتراف أقاربه به في أحد أسوأ المياتم سمعة ، ميتم هال ( hall ) ، حيث عاش أسوأ مرحلة في كل حياته ، فقد ذاق الجوع و التحرش و الضرب المبرح .

في أحد الأيام عندما قاوم تيم العامل السادي الذي حاول التحرش به ضربه بكرسي حديدي على رأسه فأفقده وعيه و عند إستيقاظه كان قد أصيب بإرتجاج في المخ و أصبح يتكلم بغرابة مما جعله مهرج الميتم ، الجميع يسخرون منه و يضحكون بينما هو يبكي ، و لم تكن تلك المرة الوحيدة التي ضرب فيها على رأسه فقد كان مدير الميتم سادياً يستمتع بتعذيب اﻷطفال لاسيما تيم و كان يرعبهم بقصص عن أن الشيطان سيقتلهم إذا لم ينفذوا مطالبه من غير أن يعرف أن قصصه ترسخت في رأس الطفل تيم الذي أخذ يرى في الشيطان رمزاً للقوة ، فهرب في أحد الليالي الماطرة من الميتم و ذهب إلى حيث لا يخطر على بال ، ذهب إلى المقابر لكي يصلي للشيطان أمام جثة متآكلة أخرجها بنفسه ، فوجده رجال الشرطة بعد بحث مكثف و أعادوه للميتم ، و عندما سألوه عما كان يفعله أجابهم بكل براءة :
“تيم يصلي للشيطان.. تيم يعيد أخته” 

وبمجرد مغادرتهم أخذ مدير الميتم يضربه ضرباً مبرحاً ليبدأ فتانا الصغير بالتنفيث عن غضبه وعجزه بجرح نفسه ، و عندما بلغ سن الثامنة عشرة أصبح ضخم البنية ذا نضرة مرعبة ونفسية مضطربة وحان وقت رحيله بعد أن تعلم صنعة النجارة ، لكنه لم يستفد شيئاً من صنعته فأصبح مشرداً يأكل من القمامة وينام في الشوارع.

الضحية اﻷولى و الثانية :

في 15 أذار/مارس 2009 ارتكب تيم أولى جرائمه التي وثقتها الشرطة ، فالضحيتان كانا رجلين يهمان باغتصاب فتاة تدعى أشلي ويليامز 24 عاماً فويط الظلام ، ليفاجآ بمتشرد ضخم يغطي شعره الطويل وجهه ، كان يحدق بهم بغرابة فحاول أحدهما صرفه مستعملاً سكينا لكن تيم أمسك بذراعه و دق عنقه غير مبالي كما لو أنه شيئاً عادياً يفعله كل يوم، ذعر الرجل الآخر ففر هارباً لكن تيم طارده و انقض عليه كما ينقض النمر على فريسته وبدأ يلكمه مراراً وتكراراً على وجهه ، وبعدما شوهه قام بخنقه حتى فارق الحياة ثم حمل الجثتين و رماهما في مكب قمامة قريب كان ينام فيه ، حيث نكل بالجثتين و وضعهما على خازوقين بعد أن جردهما من ثيابهما ليستأصل أعضائهما الحساسة.. 

عندما وصلت الشرطة و على الرغم من شهادة أشلي الغير مفيدة فهي لم تره جيداً بحجة العتمة و الخوف وضعت القضية على اﻷولويات القصوى و لقب المجرم بالوحش نظراً لفوضوية و وحشية الجريمة التي بدت شخصية.

الضحية الثالثة

يبدو أن تيم إستحلى طعم القتل و وجد فيه منفساً عن غضبه وإضطرابه ، ففي 16 أذار/مارس 2009 أي بعد يوم واحد من قتل أول ضحيتين دخل منزلاً عشوائياً في الليل ليجد رجلاً يرتدي قناع غازٍ فتسلل بهدوء خلفه محاولاً قتله ، لكن الرجل أبرحه ضرباً بحركات عسكرية و قال له بسخرية :
” لولا ضيق الوقت لكنت لعبت معك قليلاً ” 
ثم خرج بهدوء تام غير مبالي تاركاً تيم يتألم وهو يبحث في أرجاء المنزل ليجد مجزرة مرعبة ، إذ أن الزوجان القاطنان فيه ذبحا و لا أثر لرأسيهما ، و جذب انتباهه صوت بكاء طفل رضيع ليذهب ويجده في الغرفة المجاورة ، فحمله و بدأ بهزه لينام و عندما نام نظر له مطولاً كأنما يتأمله ثم وضعه على اﻷرض و داس عليه كما لو أنه صرصور ليفارق الحياة ، و يخرج تيم كأنه لم يفعل شيئاً ..

وبعد ساعات حدث انفجار في المنزل لتصل الشرطة و يتضح أن الرجل ذا القناع كان إرهابياً معروفاً بإسم القيصر ، يشتهر باستعمال متفجرات ( C4 ) فنسبت الجريمة ﻹرهابي.

الضحية الرابعة و الخامسة

في 18 أذار/مارس 2009 أي بعد يومين من جريمته عاد تيم إلى ميتم هال ( hall ) متسللاً في منتصف الليل ليدخل من نافدة اعتاد الهرب منها في طفولته ، ليجد ذلك الكهل السادي اللعين الذي اعتاد على تعذيبه و التحرش به نائماً على كرسي وسط العتمة ، فذهب إليه بينما يخرج سكيناً هو عبارة عن قطعة زجاج من جيبه ليذبحه من الوريد إلى الوريد وهو يطبق قبضته اليسرى على فم الكهل اللعين لكي لا يصرخ، قطع أعضائه التناسلية وهو ما يزال يتخبط أرضاً بحرارة الروح ثم وضعها في جيبه و بقر بطنه ليخرج أمعائه ، و بعد انتهائه من التنكيل بالجثة خوزقها على عصى مكنسة كانت موجودة في نفس الغرفة ليقف لحظة فرحاً ، فقد ضحك ملء شدقيه وهوى يرى ما فعل ، ثم أكمل بطلاء الجدار بالدماء..

بعد انتهائه خرج من نفس النافذة متفاجئاً من طفل يشبهه يحاول الهرب من الميتم فقتله ذبحاً لكن من دون تنكيل و أكمل طريقه مضرجاً بالدماء..
بعد وصول الشرطة كان الوحش هوى المشتبه به اﻷول بسبب اﻷسلوب المستخدم في القتل.

الضحية السادسة و السابعة و الثامنة و التاسعة

في 19 أذار/مارس 2009 عثرت الشرطة على عائلة مكونة من أب و أم محروقين و ممزقين بسبب قنبلة (C5) ، كما تم إيجاد بعض القطع خشبية ممزقة و عليها دماء تعود لعصى ربما كان تيم استخدمها في خوزقتهم ولم يتم إيجاد رؤوس الضحايا ، و عثرو أيضاً على جثة طفل و أخته في عمر الخامسة و السابعة مخوزقان في كوخ العدة فكان المشتبه بهما الرئيسيان هما القيصر اﻹرهابي و تيم الوحش ، و أطلقت بعض الشائعات عن كونهما يعملان معاً .

الضحية العاشرة

في 22 أذار/مارس 2009 هربت فتاة مراهقة كارول 17 عاماً من بيت أهلها بمنتصف الليل ، فقادها حظها العاثر إلى المرور من أمام كرسي عمومي كان تيم نائماً عليه ، و عندما رآها لم يقاوم رغبته في القتل فنهض كالوحش الكاسر لينقض على فريسته التي لاحظت بأنه يلحق بها فحاولت الصراخ لكن قبضة تيم العملاقة أطبقت على فمها ، و بعد لحظات من الصمت قال لها 
” تيم لن يؤذيكي.. لا تصرخي و أكملي طريقك ” 
عند موافقة كارول التي بصراحة لم يكن لديها أي خيار تركها على حين غرة و ذهب في طريقه لتعود هي مذعورة متجاهلة سبب هروبها إلى بيت أهلها و أخبرتهم بما حدث فتدخلت الشرطة و حصلت على مواصفات الوحش الكاملة.

البحث عن ” الوحش “

” ذكر أبيض متشرد ضخم البنية ذا شعر أسود طويل و عينان سوداوان ، و هناك جرح يمتد من خده اﻷيمن مارا بأنفه لينتهي بخده اﻷيسر ، يعاني من العرج و يرتدي سروال مارينز رمادي و قميصاً أسود ” بعد حصول الشرطة على هذه المواصفات الاستثنائية و تعاونهم مع المباحث الفدرالية ضيقوا بحثهم في آخر مكان شوهد فيه ، و كانت كارول مع رجال الشرطة ليسهل التعرف عليه و فجأة بعد ساعات طوال صرخت كارول :
” هذا هو الوحش ” 
لينظر تيم لرجال الشرطة مبتسماً بينما يحمل جثمان رجلين ميتين ، فلم يبقَ لديهم أي شك ، ها هو الوحش الذي لا يرف له جفن عندما يقتل ، و الغريب أنه عند محاولتهم اقتياده إلى مركز الشرطة لم يبدِ أية مقاومة بل ذهب بكل سهولة.

المحاكمة الغريبة

في 30 أذار/مارس 2009 وقف تيم أمام المحكمة بأحد عشر جريمة قتل من الدرجة اﻷولى نفذها في أقل من تسعة أيام ، و محاولة قتل الثانية عشر وأيضاً وقف على أنه إرهابي يعمل لصالح منظمة الحانوتيون التابعة للقيصر.

كانت اعترافاته المستفزة و عدم ندمه على ما فعل و عدم احترامه من في المحكمة أسباب كافية لتغضب القاضي ، فيستغل المدعي العام الفرصة للحصول على عقوبة اﻹعدام، لكن الدفاع استغل سمعة ميتم هال ( hall ) ﻹظهار تيم على أنه مجنون ، حيث أن هذا الميتم مند تأسيسه عام 1927 كان قد تخرج منه سفاحان و تيم ثالثهم باﻹضافة إلى ماضيه ، إذ أن مجزرة أهله وما رآه أثر على عقله ، كما أنه يستحيل على فتى عاقل في التاسعة عشر من عمره أن يفعل ما فعل تيم ، لذلك أشاروا إلى أنه لا يعرف الفرق بين الصواب والخطأ و أظهروه على أنه ضحية المعاملة السيئة و اﻷمراض العقلية ، لكن القاضي و المدعي العام أصروا عرضه على طبيب نفسي ليتضح بأنه يعاني من انفصام في الشخصية و الوسواس القهري باﻹضافة لمرضه بمرض الاجنس و كرهه الشديد للنساء العاريات ، وعندما سئل عن سبب تركه لكارول أجاب : 
” كانت تضع الصليب.. كيف لي أن أؤديها و الملائكة تطير من حولها “

كان هذا الكلام كافياً ليثبت أنه مجنون ليوشكوا على إيداعه في مصحة عقلية لكن و ﻷن للجنون فنون اعترض تيم على هذا القرار الرحيم مدعياً بأنه عاقل ، و بأنه كان واعياً عند تنفيذ جرائمه ، ثم أخذ يضحك بهستيرية وهو يتوعدهم ما لم يقتلوه بأنه سيعيدها ، و بأنه كان قد قتل عدة متشردين و وضعهم تحت اﻷرض في أحد المجارير ، فما كان من القاضي إلا أن يأمر بالبحث في الأمر فإصطحب تيم رجال الشرطة إلى مكانه السري كما يسميه لتقع القارعة ..

ففي النهاية كان تيم قد استفاد من صنعته في النجارة و صنع لنفسه غرفة بأثاثها ، إذ عثروا على مجموعة طاولات و بضع كراسي مصنوعة من العظام وسط العتمة مع جماجم كان يستخدمها لشرب ماء المجاري ، و جثتان متعفنتان على خازوق ، ناهيك عن الهواء الثقيل ذا الرائحة التي لا تطاق ، لكن أغرب ما وجدوه هو علبة مليئة باﻷعضاء التناسلية المتعفنة و رسمات متقنة من الدم لوجه أخته على الجدران، كما كان يحلو له أكل اللحم البشري باﻷخص القلب ، و شرب الدم أحياناً .. فوقف أمام المحكمة مجدداً بتهمة ممارسة اﻹرهاب و قتل أكثر من ثلاثين شخصاً بين عامي 2008 و 2009 ليحكم عليه القاضي قائلاً :
” تيم والتر غرانتس لقد روعت سكان أمريكا لفترة كافية و يجب إيقافك ، بغض النظر عن عمرك و ماضيك.. لذا و بموجب هذا القرار يحكم عليك بالموت بالكرسي الكهربائي “

لتضرب مطرقة العدالة طاولة القانون و لتنتهي المحاكمة و يقتاد تيم إبن التسعة عشر إلى سجن الكاتراز ذا الحراسة المشدد إلى حين إعدمه في سيارة شرطة خاصة بنقل السجناء الخطرين ، فاعترضتها مجموعة من السيارات السوداء المدرعة و قتلت الشرطة ، بينما وضع جراب على وجه الوحش ليختطف ، و بعد إزالة ذلك الجراب اللعين كان أول ما رأه هو ” القيصر ” ذلك اﻹرهابي المقنع المرعب الذي قال :
” سعيت إلى اانتقام فكنت على وشك الضياع في غياهب الظلام ، كم ظلمك المجتمع ، أوتعلم ؟ اعذرني على التشبيه لكنه اﻷنسب.. إذ أن المجتمع عاهرة و ﻷن لكل عاهرة سبب فنحن البشر سبب هذه ، و للأسف الشديد مشكلتي ليست مع المجتمع ، عندما حكموا عليك باﻹعدام كانت هذه مشكلتك لكن أن يتهموك بأنك تعمل معي!! لماذا لا نحقق إتهامهم الكاذب ، ستحصل الآن على العلاج اللازم لحالتك النفسية وطعام و مأوى ، كما سأقدم لك الانتقام من الذين قتلوا عائلتك ولكن بالمقابل أريدك أن تساعدني ” 

وعند نهاية كلامه كان تيم قد أصبح أحد جنود الحانوتيين واحدة من أقوى و أخطر المنظمات اﻹجرامية في كل العالم ، و بالرغم من بحث الشرطة عنه إلا أنهم لم يجدوا له أي أثر يذكر .

الغريب عندما سئل عن صندوقه المتعفن أجاب :
” إنه الشيطان إنه يجبر الناس على إيذاء تير “أخته” و إيداء تيم.. إنه يجبر الناس على إيذاء بعضهم إنه الشيطان اللعين.. كم أكره هذا اللعين ” 
أما اﻷغرب عندما فحصه اﻷطباء بأمر من المحكمة فقد كان معظم جسده مليئاً بالجروح و باﻷخص عضوه التناسلي كأنما كان يحاول قطعه و فشل بسبب الألم.

ختاماً ..

المضحك المبكي في قضية تيم أنه عومل في جماعة الحانوتيين على أنه بشري أخيراً ، حيث أنه حصل على بعض اﻷصدقاء ولو كانوا من القتلة لكن ما أزعجني شخصياً أنه لم يجد في المجتمع غير الموجة التي دفعته في عرض بحر الحياة إلى جزيرة اﻹجرام.. ثم لا تظن عزيزي القارئ بأن هذه القصة خيالية تماماً ، فمثيلاتها تحدث كل يوم من القتلة المنظمين الذين يشردون اﻷطفال ، و الشرطة الكسولة التي ترمي بهم في أقرب حفرة جحيم مروراً بالمياتم الفاسدة التي تعد أسوأ من السجون بعمالها الفاسقين ، إلى السفاحين المجانين و القانون الضعيف ، و صولاً للإرهاب الحقير الذي يتخد من سابقيه جنوداً ، ثم لو أن الشرطة بحثت عن ميتم مناسب لما حدث معظم هذا ، لذا أنصحك أيها القارئ بأن تكون أميناً في عملك مهما كان صغيراً ، فمن يعلم ، ربما تصنع وحشاً بدورك ، فكما يقول المثل الدنيا دوارة .
 

تاريخ النشر : 2017-12-30

guest
43 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى