تجارب من واقع الحياة

كيف كنت أعيش ؟

بقلم : المهمومة – السعودية

صُدمت كما لم أصدم قبلاً بردّة فعل هذا العالم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

و كالعادة ، عِند الحزن والهم أتجه لكابوس ، موقعي الحبيب والمفضل , وإني لأكاد أجزم بأن كل القصص التي فيه قد قرأتها تقريباً , لشدة حبي وتعلقي به , على كلٍ .. ها أنا أطل عليكم من جديد لأفضفض عن نفسي , فليس لي غيركم ليسمعني بعد الله طبعاً .

منذ فترةٍ ليست ببعيدة أردت ان أغير من نفسي , أردت أن أكون الشخص الذي حلمت أن أكونه , فتاةً واثقة من نفسها ومتفوقة وأنيقة , وكما يقال لا ترفع توقعاتك عالياً ثم تبكي عندما تسقط عليك .

اخترت بداية العام السابق لتكون الوقت الأمثل , ولكني صُدمت كما لم أصدم قبلاً بردّة فعل هذا العالم الذي لم يتقبلني وحاول أن يحبطني بكل الطرق الممكنة , وكأن الحياة عندما رأتني أحاول أن أنهض أتت لتسقطني أرضاً , بكيت كثيراً وبكيت وتساءلت .. لماذا الجميع هكذا ؟ ما هو الممتع في تحطيم الأشخاص ؟ ألأني لست جميلة ؟ ألأني ارتدي نظارةً تجعل من شكل قبيحاً ؟ ألأني لدي شعرُ مموج ومنفوش ؟
أهذا سبب منطقي لجعل أحدهم يبكي ليلاً ونهاراً وتهشم ثقته بنفسه ؟

لمن لم يفهم حتى الآن , أجل تمت السخرية مني وبقسوة.. ولكن هذا غريب للغاية , هذه ليست أول مرة يسخر فيها أحد مني , دائماً ما كنت أضحك وأردد في داخلي ( كما تضحكين على الآخرين تقبلي ضحكهم عليك ) وكنت أنسى الأمر في اليوم الذي يليه , لدرجه أن من يسخر مني يأتي لإكمال الأمر ويفاجأ بأنني قد نسيت الموضوع أصلاً , لكن هذه المرة كانت مختلفة , لماذا شعرت بالألم ؟ وأثر بي هذا على المدى الطويل ؟
بسببهم أصبت بالاكتئاب و القلق , نحن لا نريد الموت نحن نريد قتل هذه المشاعر , هذا كل مافي الأمر ..

بعد مده شعرت وكأن عالمي تغير بالكامل , وكأني بدأت أرى الأمور على حقيقتها , أقرب صديقاتي والتي كانت معي منذ ست سنوات تركنا بعضنا ، هي كانت تفتعل المشاكل معي دائماً بلا سبب ونعود من جديد , ولكن الآن اكتشفت أنها كانت مجرد إزعاج لي , صحيح أني قد أحنّ لتلك الأيام مع بعضنا , لكن أهم شيء راحة الرأس .
بدأت أتساءل , كيف كنت أعيش ؟ كيف كنت أستطيع نسيان همومي بسرعة ؟ كيف فعلتها يا أنا القديمة ؟

المضحك المبكي أن السنة الماضية كنت اتساءل متى كانت آخر مرة بكيت فيها أو حزنت , أما هذا العام أتساءل متى كانت آخر مرة ضحكت فيها من كل أعماق قلبي .

لا أعلم لمَ كتبت هذا أصلاً ، لكن هل سبق لكم وأن شعرتم هكذا ؟ بأنكم بدأتم ترون العالم على حقيقته ؟
في الأخير أنا لم أفقد املي بالله وأعلم أنهُ سيغير أموري للأفضل .

 

تاريخ النشر : 2018-01-11

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى