تجارب من واقع الحياة

في لحظات

بقلم : انسان – السعودية

في لحظات
ابتسمت لبرهة و بكيت كالطفل الرضيع

 أهلاً ، أنا شاب عمري 33 عاماً ، أتيت اليوم لكي اخبركم بتجربتي التي لا زالت أحداثها محفورة في ذاكرتي ..

قبل 6 سنوات توفي أخي و هو بعمر الزهور بعمر ال25 عام ، كنا أنا وأخي مقربين جداً ، أبي كان مهندس ميكانيكي و كان يحتفظ بالكثير من مجسمات السيارات الصغيرة في غرفته و اتذكر أننا كنا نتسلل لكي نعلب بهم و كان أبي يعاقبنا دائماً ، أنا و أخي كنا شغوفين بالسيارات ، لكن أنا كنت أحب أن أصبح بطل سباق سيارات و أخي كذلك ، لكن أخي أراد أن يدخل الى ذلك العالم عن طريق أخر ، عالم التفحيط أو الانسياق كما أظن ، عالم كل من دخله انتهى به المطاف في السجن أو القبر ، و شاءت الأقدار أن ينتهي مطاف أخي في الثانية ..

كان يخرج كل يوم و يقول أنه يذهب مع أصدقائه إلى المكتبة ، أمي و أبي كانا يصدقانه ، لكن أنا لا ، كنت أشك ، في أحد الأيام قررت اللحاق به بدون أن يعلم و اكتشفت أنه يقوم بالتفحيط ، ذهبت إليه غاضباً و قلت له : يا لها من مكتبة جميلة ، تستطيع خداع أبي و أمي ، لكن أبداً لن تسطيع خداعي ، تشاجرت معه و أتى بعض من أصدقائه و أبعدوه عني ، قال أخي : أنه حر و قد بلغ سن الرشد و يستطيع فعل ما يشاء ، عدت إلى البيت و أنا أشعر بغضب عارم ، أخبرت أمي ، و قالت : الله يهديه ، لا تخبر أباك ، حاول أن تنصحه أكثر عندما يعود ..

و بعد عدة ساعات أتصل أبي و قال : أن أخي قام بعمل حادث و هو الأن بالمستشفى،  صدمت و أخبرت أمي و كاد أن يغمى عليها ، ذهب إلى المستشفى بسرعة أقود كالمجنون ، وصلت و رأيت أبي يبكي ، قلت : ماذا حدث ؟ قال و الدموع تغطي عينيه : لقد مات ، صمت للحظة و تذكرت عندما كنا نتسلل إلى غرفة أبي لكي نلعب بمجسمات السيارات و تذكرت عندما كنا ندق الأبواب و نركض بأقصى سرعة لكي نفلت ، تذكرت شجاري معه ، ابتسمت لبرهة و بكيت كالطفل الرضيع ، تقبلت الأمر بصعوبة ، و الأن يا أخوتي أريد أن اقول لكم أن اطفالكم و إخوانكم هم كنوز لا تضيعوهم كما ضيعت اخي.

 

تاريخ النشر : 2018-02-03

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى