تجارب من واقع الحياة

حائرة للغاية

بقلم : كاميليا – لبنان

حائرة للغاية
أمي تتحكم بكل شيء في حياتي من الصغيرة إلى الكبيرة

 أهلاً، أنا أتابع موقع كابوس منذ فترة طويلة جعلتني أقع في غرام الموقع المدهش والرائع بنسبة لي، هذه ليست مجاملة وأنما حقيقة و من منا لم يقل ذلك، أيضاً أنا أعلق بين الحين والأخر على المواضيع التي تعجبني.

أول مرة أكتب مقال وأقوم بأرساله إلى الموقع لأنني بحاجة إلى حل يرضيني.

أنا فتاه عمري 20 سنة ، مشكلتي مع أمي هي انسانة جيدة ورائعة بكل معنى الكلمة ولن تجدوا مثلها أبداً ، ولكنها أيضاً انسانة متسلطة حولت حياتي إلى جحيم بل سوداء و حياة كارثية معها بكل معنى الكلمة ، أنها تسيطر على حياتي كثيراً

عندما توفي أبي كان مدمن على الكحول بسببها وقال لي : أنه يرتاح عندما ينساها وينسى الواقع الذي يعيشه ، لقد نكدت عليه عيشته ولقد أرتاح من عذابها وترك النصيب الأكبر من العذاب لي ، بالمناسبة أنا لست الأبنة الوحيدة بل لدي شقيقين وشقيقة ، أخي الكبير دكتور – طبيب أطفال – متزوج ، أما أخي الأخر يدرس الطب أيضاً في أمريكا وأختي تدرس هندسة ، أنا أخر العنقود كما يقولون ، لا أنكر أنها أهتمت بي كثيراً ودللتني أكثر من أختي بأشواط ، كانت دائماً تشتري لي الأجمل والأغلى وتسرح شعري بأجمل التسريحات ولكن أنظروا ما حل بي ، أختي تستمتع بحياتها و اختارت التخصص الذي تريده وستقلت بحياتها ، أما أنا لم أختر ما أريد ، أمور حياتي كلها هي من تتحكم بها و بكل شيء من الصغيرة إلى الكبيرة ، جعلتني أدرس الطب البشري وأنا كارهة لذلك ، ليس لسبب ولكنني أيضاً أتوتر عند رؤية الدماء ، لا أحب الدم أبدأ و يدي ترتجفان بسببه ، كنت أفضل دراسة الفنون لأنني أعشق الرسم إلى حد كبير ، لماذا تجبرني على ذلك ألا يكفي أخوتي ؟ ولكنني تخطيت ذلك وقلت في نفسي هذه والدتي .

في البداية لم أنسجم أبداً في الجامعة حتى أصبحت مكالماتها تزعجني كثيراً لا تنقضي نصف ساعة إلا تتصل وتتحجج بأنها مريضة وأنه يجب علي أن لا أتأخر عن المنزل، أحياناً أكون قد خرجت من المنزل وهي كانت في صحة جيدة ، ما هذا المرض الذي يأتي في دقيقة ؟!

وترسل لي الرسائل بأنها لا تستطيع العيش بدوني ، وأنها تشتاق لي وما إلى ذلك ولا تهدئ ولا ترتاح إلا عندما أصل إلى المنزل ، بعد فترة وقعت في حب المحاضر وهو أيضاً طالب في سنته ما قبل الأخيرة ، لكنه متفوق وذكي وهو اعترف بحبه لي ، بذلك كنت سعيدة بكل تغير في حياتي ، أتممت السنتين بألف خير بفضله لأنه كان يشرح لي الكثير من الأمور التي تخص الدراسة والتي لا أفهمها .

قبل شهرين جاء لخطبتي ووفى بوعده لي ، لكن النتيجة لم تسر ، أخذت أمي بإهانة الناس بطريقة غير مباشرة وبأمور كثيرة جداً أنا أفهمها ، حتى أنني خجلت من تصرفاتها ورأيت نظرت الغضب البادية على وجه والديه وهو أيضاً كان حزين جداً ، وعندما رحلوا أخذت تولول وتصيح بي بأنها هي من حملت بي وهي التي تعبت بي ، ليس أحد أخر ولن تسمح لي بأن أتركها أبداً من أجل هذا الرجل الأكبر سنن مني وأنها تحبني لذلك قامت باستنقاصهم واستصغارهم وتعمدت ذلك ، وأنها تشم في رائحة جدتها لأنني أشبهها كثير بجمالها وهي كانت تحبها ، قلت لها : هل تريدينني أن أهرب كما هرب منكِ الجميع ؟.

قالت وهي تبتسم : إذا هربتي سأقتل نفسي ، أنا هنا بكيت كثيراً وقبلتها وأخبرتها أن تسامحني ، هي تحبني حباً غير طبيعي ومستعدة أن تضحي بحياتها من أجلي ، الأن لا أستطيع التحدث معه أبداً ، دائماً أفضل الهرب وعندما ألمحه أيضاً أهرب ولا أرد على اتصالاته هذا كله بسببها ، ماذا أفعل أريد الهرب من الواقع الذي أعيشه ؟ لذلك فكرت كثيراً أنا قريبة جداً من أختي وأخي الذي يدرس في أمريكا، أخبرتني أختي: بأن لا أدع أمي تتحكم بحياتي ويجب علي أن أستقل عنها، وعند ذلك لن تتحدث معي وقالت: أيضاً أنا نصحتكِ وأنظري إلى نفسك ماذا حل بكِ، أما أخي أخبرني بأن أتي لكي أكمل دراستي في أمريكا بجانبه

في الحقيقة لا أستطيع الاستغناء عنها ، ماذا ستفعل بدون وجودي معها ؟ بصراحة أنا أحبها ولكن لا أحب تحكمها بحياتي بشكل مفرط ومزعج ولا أستطيع مناقشتها أبداً فهي دائماً تفوز بتكرار الحديث الذي حفظته بأنها تعبت من أجلي وما إلى ذلك ، ولكن كيف أتعمل معها ؟ بالتأكيد لا توجد أم لا تحب أولادها ولكنها هنا غير، تفضلني كثيراً عن أخواتي وإلى الأن تشتري لي أجمل الأشياء ولا أعلم ما هو السر ، ولكن كل ما أعلمه أنها تحبني وأنا لا أستطيع ، إذا  أدرت ظهري وتركها خلفي فهذا يعتبر أنانية مني لذلك أرجو أن تساعدوني فأنا حائرة.

تاريخ النشر : 2018-03-06

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى