آسفة لم اقصد ذلك
قال لي بنبرة غضب : أنا موتك .. |
كان عمري آنذاك خمسة سنوات , كنت العب في الشارع مع إخوتي وأولاد الجيران , ندهتني أمي وقالت لي : هاجر أوقفي العب وتعالي لكي تذهبي معي إلي بيت الجيران .
أنا لم أشاء الذهاب قلت لها : لماذا سنذهب إليهم يا أمي .
قالت : إنهم جديدون هنا وعلينا أن نذهب لزيارتهم لكي نكون معهم صداقة .
قلت لها وأنا في حيرة من أمري : لماذا نكون الصداقات ؟ .
ردت أمي بغضب : ما شأنك أنتي بذلك .. أنتي تسالين كثيرا .
غضبت أنا قليلا ثم ذهبنا إلى بيت الجيران الجدد , عندما دخلنا الى البيت كان مريبا جدا , فخفت انا وأمسكت بفستان امي , فقالت لي وهي تغمز : هاجر ما بك يا أبنتي .. عيب لا تفعلي ذلك . ثم دعتنا سيدة للجلوس معها فجلسنا , ورمقتني تلك السيدة بنظرة غريبة فزاد خوفي . قالت لي : ما أسمك يا فتاة ؟ .. قلت : انا اسمي هاجر .
قالت لي : هاجر اذهبي والعبي مع أبنائي إنهم في طابق الثاني .
لم أشاء الذهاب , لكن السيدة أصرت على ذلك , فذهبت إلى الطابق الثاني , وعند صعودي الدرج سمعت صوتا غريبا جداً , وعند إكمالي الصعود سمعت نفس الصوت يأتي من باب أسود أمامي , فانتابني الفضول وقررت أن ادخل الغرفة وان اكتشف مصدر الصوت , ويا ليتني لم ادخل , فعند دخولي رأيت رجل ضخم جدا , فصرخت بصوت عالي , لكن لم يسمعني احد .
وبعد فترة توقفت عن الصراخ وسألته : من أنت ؟ ..
قال لي بنبرة غضب : أنا موتك ..
فسألته : لماذا سوف تقتلني وأنا لم افعل شيء ؟ ..
لم يجاوبني واختفي ذلك الرجل من أمامي كأنني لم التقي به أبدا , فنزلت من الطابق الثاني وأنا اصرخ , سألتني أمي بحزن : هاجر ما بك ؟ .. لم اجبها ونظرت نحو السيدة فابتسمت في وجهي ابتسامة خبيثة جداً .
عندما رجعنا إلى البيت نسيت الموضوع ولم أفكر فيه , وعندما أتى الليل ذهبنا إلى النوم جميعا ولم يبقي احد إلا أنا مستيقظة أشاهد التلفاز , ثم نعست وغفوت , وعند نومي حلمت بنفس ذلك الرجل الضخم وهو يقول لي : هذه المرة لن تفلتي مني .. أنتِ تدخلتي في شؤوني .
قلت : أنا آسفة لم اقصد ذلك صدقني .. وظللت أكرر تلك العبارة حتى صحوت على صوت أمي وهي تنبهني ..
منذ ذلك اليوم وأنا احلم بنفس الحلم , وباتت الكثير من الجروح تظهر وتختفي على جسمي .
تاريخ النشر 05 / 07 /2014