تجارب ومواقف غريبة

الجن ومنزل جدتي

بقلم : منتظر – العراق

الجن ومنزل جدتي

بدأنا باللعب وكنت أنا من تبحث عن المختبئات ..

تبدأ القصة حين تقول جدتي : في كل يوم كان يخرج أهلي لأعمالهم الشاقة في القرية حيث يذهب أبي ليهتم بشؤون الزراعة وتصعد أمي في سطح الدار لتغزل الصوف وتذهب أختي للمدرسة التي تكاد تكون مغتسلاً للموتى لشدة قدمها وعتمتها والحشرات الموجودة فيها . أما أنا فكنت قد تركت الدراسة وكل صباح أبقى وحدي في الغرفة , لكني لم أكن اشعر بالوحدة أبداً . فكأنما هناك شخص يرفه عني من دون أن اعلم !! .

في احد الأيام سمعت صوتاً خفيفاً وقد علمت أنها ليست أوهام , لكني تجاهلت الأمر فعاد الصوت بشكل أقوى وأيضاً لم اهتم .. فجأةً دوى صوت كأنهُ رعد ينبعث من جدران الغرفة فصعقني وتألمت أذاني من شدة قوته .. فنزلت أمي لكني لم أرى بوجهها علامات الدهشة والفزع .. كانت مستقرة وتكاد تبتسم أيضاً !! .. نظرت في عينيها نظرة استفهام ورجاء .. فقالت لا تخافي إنهم الجن يا عزيزتي .. حينها علمت أن المنزل مسكون .

نعم منزلنا الذي تمتلئ طيات جدرانه ذكرياتي الـ (الحلوة والمرة) مــسكون!.. لقد عشت حالة رعب مدة أسبوع أو ربما أكثر قبل أن أعود لطبيعتي .. لكني صرت لا أطيق البقاء بمفردي في البيت .. وكانت أختي لا تعلم بأن المنزل مسكون .. لكنها تقول بأنها تسمع أصوات ضحكات وأصوات نحيب في ساعات متأخرة من الليل .. فكنت أطمئنها مثل الماء البارد الذي ينزل على الصدر وأقول لها : بأنها خليط من أصوات الكلاب السائبة وأوهام تصيبها نتيجة التعب .

وعن لسان جدتي أيضاً : كانت ليلة مقمرة والسماء مصبوغة بلون احمر وكانت نساء القرية يتجمعن في مجلس في احد البيوت وكان في ذلك اليوم المشئوم قد أتى دور منزلنا في استضافة نساء القرية .. حضرت كل النساء في البيت وأحضرن بناتهن وكنا نلعب لعبة الغميضة .. بدأنا باللعب وكنت أنا من تبحث عن المختبئات .. وما إن سمعت صوت يقول (ابحثي عنا فقد اختبأنا ) حتى فتحت عيني وبدأت ابحث عن الفتيات , وما هي إلا لحظات حتى انطلقت صرخة من إحدى الغرف !! .. وخرجت صديقتي المسكينة (ريمة) و على وجهها علامات الفزع والهلع والدموع تصب من عينيها فسألها الجميع .. ما بكِ يا ريمة ؟!! فقالت انـ.. انـ.. إنـ..ـهُ غريب و طويل لقد أخافني .. انه عفريت !! .. وبعد أن أخذت وقتها لتهدأ بدأت تحكي لنا ما حدث معها حيث تقول : إنني قد ذهبت للاختباء وراء باب الغرفة الفارغة المظلمة .. فوقفت مكاني خلف الباب لكني كنت أحس أن هناك حرارة قريبة مني فأمعنت النظر وتلمست ما حولي فوقعت يدي على ساق !! .. ساق بشرية !!! فرفعت رأسي فوجدت جسم إنسان ضخم جداً جداً حتى إنني عجزت عن رؤية الرأس !! .. فركضت وخرجت .

بعض النساء قلن انه كيف يكون هذا الجسم ضخماً لدرجة عدم رؤيتها رأسهُ حيث إذا كان كلامها صحيحاً فيجب أن يكون رأسه قد احترق سقف المنزل .. (وقد تم التأكد من سلامة السقف ) .. والبعض لم يصدق القصة أصلا والبعض الآخر صدقها بحذافيرها …

هذا ما أتذكره من القصص التي كانت تحكيها لي جدتي المرحومة فقد خانتني الذاكرة حيث كنت ابلغ 6 سنوات عندما سمعت هذه القصص .

تاريخ النشر 03 / 09 /2014

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى