تجارب ومواقف غريبة

أنا و هذا المجهول

بقلم : حورية – البحرين

أنا و هذا المجهول
أول شخصية اخترعتها كانت لصبي وسيم ..

سن الرابعة عشر كان من أفضل المراحل العمرية في حياتي ، ففيه أصبحت مخيلتي خصبة لدرجة أنني أصبحت أخترع شخصيات من نسج خيالي ، و أدرجها في قصصي الوهمية بدلاً من أن استعيرها من المسلسلات الكرتونية . أول شخصية اخترعتها كانت لصبي وسيم ذا شعر أسود فاحم ، وعينان بنيتان تميلان للسواد . أسميت شخصيتي المميزة هذه حسن ، وجعلته بطلاً في معظم قصصي . كبرت وكبر معي حسن فهو لم يفارق مخيلتي أبداً ، بل إن كل سنة أكبرها يكبرها هو الآخر معي إلى أن بلغت الثانية والعشرين من عمري .

في أحد الليالي حلمت بحسن في كامل وسامته و قد مد يده إلي يدعوني إلى شيء كنت أعلم جيداً ماهو ، ولكن مع ذلك وافقت عليه … يالي من قذرة … لبيت دعوة حسن وذهبت إليه و فعلنا فعلتنا ثم استيقظت من النوم فأدركت بأني كنت أحلم ، فعاودت النوم من جديد ولكن الغريب في الأمر أني حلمت بحسن مرة أخرى يدعوني لفعلها مجدداً ولقد حققت له ذلك ثم استيقظت من النوم ثم عاودت النوم وظهر حسن مجدداً وحدث ماحدث … استمر الحال على ما هو عليه لمدة خمس مرات تقريباً وقد قررت انهاء الأمر بإستيقاظي وعدم معاودتي النوم مجدداً .

اعتقدت بأن كل شيء انتهى ولكن الحقيقة هي أن كل ماحصل كان مقدمة فقط لما هو أعظم ، فمنذ ذلك اليوم أصبحت دائماً أحلم بشخص مجهول يغتصبني .. لا أراه ولكن أحس به عندما يلمس جسدي .. عندما يثبتني في وضعية معينة ثم يشرع بإغتصابي .. أصبحت لا أعلم إن كان ما أمرُّ به حلم أم حقيقة أم وهم .. أحياناً أرى سريري يهتز بقوة مع اغتصابه لي .. لابد أن يكون الأمر حقيقة .. مرات أخرى يعيد فعلته ثم أفتح عيني لأجد نفسي في وضعية غير الوضعية التي ثبتني عليها .. إذاً الأمر برمته حلم أليس كذلك .. أقاومه ولكن لا جدوى فهو قوي للغاية ، وفي احدى المرات وفي خضم مقاومتي له سمعته يضحك و كأنه يسخر من مقاومتي التي لا جدوى منها .. مرة أخرى رجوته بأن يتوقف عن اغتصابي أثناء قيامه بذلك و لكن كل ما فعله هو أنه أخذ يدندن بلحن ما .. في واحدة من المرات هددته بأني سأخبر أمي و بالفعل .. ذكرت لها ذلك و لكنني اخفيت عنها موضوع الحلم ، فطمأنتني بأنها مجرد أوهام و أعطتني دعاء لكي أقرأه كل ليلة .

خفّت الأحلام و لكنها لم تنتهي ، و لازلت إلى يومي هذا وقد قاربت على دخول الثالثة و العشرين أحلم بهذا المغتصب المجهول .. لربما كانت هلوسات مصاحبة لشلل النوم الذي أعاني منه منذ أن كنت في السابعة عشر من عمري .. لربما كانت الأحلام تجسيداً لحالتي النفسية والضغوطات التي أعانيها من أهلي ومن مجتمع عربي ظالم يفرض عليّ زواج تقليدي لم استسغه قط .. و لربما .. ربما كان شيئًا آخر .

تاريخ النشر : 2014-12-10

guest
48 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى