تجارب ومواقف غريبة

الرقص في آخر الليل

 
بقلم : أنثى حزينة – كردستان العراق

 

واذا بنا نسمع صوت شخير رجل كهل ينبعث من بين الاغصان

 

قد يكون لكل واحد تجربه مع الاشياء اللامرئيه مثل رؤية الجن والعفاريت والاشباح سواء كان ذلك في مرحلة الطفولة او غيرها من المراحل عند البلوغ …. ان رؤيه مثل هذه الاشياء تترك في ادمغتنا طابعا مخيفا ويكاد العقل ان ينسى كل شي الا مثل هذه الاشياء لأنها لا تنسى اطلاقا وتذكرنا بنفسها في كل حين خاصه في المواقف المرعبه … 

قصتي التي اود ان اكتبها انقلها من نبع الصدق والامانة فهي قصه حدثت معي شخصيا وهي قصه لا تستند الى المصادر او الى نقل موضوع اخر…

كان ذلك في صيف حار جدا وكنت ابلغ الخامسة عشر حينها ، في ذلك الوقت والزمان كنا في منطقتنا ننام فوق سطح المنزل او في فسحة البيت اذا كان الجو حار . كانت ليله غريبة جدا بعد العشاء اقفلت امي جميع الابواب الا بابا واحد وهو باب المدخل الذي يقابله الدرج الذي كان يؤدي الى سطح المنزل وجمعتنا نحن صغارها لتأخذنا الى السطح كي ننام او نسهر تحت جنح الظلام مع قصصها وحكاياتها الممتعه حتى نغفو وننام … 

وبينما الجميع نائم استيقظت في الساعة الثالثة صباحا لأنني كنت اريد قضاء حاجتي فتوجهت نحو الدرج ونزلت وكل همي الحمام ، لم اكن خائفة اطلاقا مع العلم ان ذلك الممر الذي يأخذني الى الحمام كان مظلما وغريبا في تلك الليلة ، لكني لم اكترث او اهتم بل توجهت الى الحمام وبعد خروجي منه مررت من باب المدخل كي اصعد بعده الدرج ، وقفت لحظة بعد أن تفاجأت بأصوات رقص وغناء وهلاهل (زغاريد) من داخل البيت ، نظرت الى باب المدخل وانا ارتعش من الخوف وقداماي كانتا قد توقفتا عن الحركة ، سمعت اصواتا عجيبة .. طبول وهلاهل وكلام غير مفهوم ، كانوا يتحدثون بلغة عجيبة ، مشيت رويدا رويدا وبخطوات ثقيلة كنت اجر قدماي ورائي وانا في كل حين اضع يدي على اذناي كي اتأكد مما اسمعه ، وعندما تأكدت بأنه ليس وهم ولا خيال ركضت مسرعة مذعورة وخائفة ، كانت المسافة الى السطح قصيرة ولكني احسست اني استغرقت كثيرا حتى وصلت اليه ، وانتابني رعب شديد وانا الف غطائي حول جسدي واغطي راسي … 

في الصباح الباكر لم اكن أجرؤ ان احكي هذا الموضوع لأحد ، كنت خائفة وكنت متأكدة من وجود الجن في بيتنا ، لكن لماذا الجن ترقص وتهلهل هل كانت حفلة عرس يا ترى ؟ وهل هي تقيم حفلات عرس ؟ … 

مرت ايام وشهور واتى يوم كنت انا واختى جالستين نتحدث وحديث جر حديث حتى قررت في سري ان اخبر اختى بما سمعت في تلك الليله وفعلا قلت لها كل شيء وانصدمت بانها لم تتفاجىء بل اطلعتني على سر اخطر من السر الذي كان يرعبني قالت لي اختى بانها تسمع شخيرا بين اغصان شجرة الرمان القابعة في فسحة البيت الخلفي ، لم اصدقها وخفت كثيرا فوعدتني انه عندما يحل المساء ستريني ذلك ووافقت وانا خائفة … 

عند حلول المساء وقفنا فوق البلكونه نراقب شجرة الرمان القريبة من النافذة واذا بنا نسمع صوت شخير رجل كهل ينبعث من بين الاغصان ، خفت كثيرا وركضت انادي امي وخالي الذي كان موجودا في بيتنا آنذاك واتيا وسمعا نفس الصوت والغريب ان الصوت لم يختفي .. ففي كل مساء كنا نسمع نفس الشخير سبحان الله .

 

تاريخ النشر : 2015-01-16

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى