أدب الرعب والعام

سأعود من أجلك

بقلم : ريما رزق – سوريا

سأعود من أجلك
انا لست مجنونة صدقوني ارجوكم ارجوكم

لم اعد استطيع التحمل أكثر,, اشعر بها مع كل نفس مع كل حركة مع أي شيء اقوم به , اشعر و كأن كيانا يقف بجانبي يترصدني يترقب كل خطوة ,, اينما ذهبت اينما كنت مع اي كان لا يتغير شيء

هل انا اتخيل؟؟ لا اظن ذلك ,, اسمع وقع كلماتها بوضوح تام تقولها بثقة بنبرة حادة ثابتة افقدتني صبري و تحملي اصبحت ارتعش من الخوف في كل مكان اكون به انها تعني ما تقول سوف تعود من اجلي,,

كنت اعيش حياتي بهدوء روتيني مريح,,لا جديد,, نفس الاشغال كل يوم,,, امضيت تلك الايام براحة بال متناهية و سعادة متواضعة,, انه الفضول هو السبب لست انا!!!!

اكره الاعتراف بالذنب اكره ان اكون انا من تسبب بكل هذا, لكن ها انا ذا ادفع الثمن و ياله من ثمن!

كله حدث في تلك الليلة المملة,, اريد ان اكسر ذلك الملل و اقتحم عالما غريبا لطالما سمعت عنه,,

أحضرت ذلك اللوح القديم,,, انه في يداي الآن,, كان علي ان اتخذ قراري بسرعة,,لم يخني عقلي في تلك اللحظة تذكرت انه لا يجب ان اكون بمفردي انها مخصصة لاكثر من ثلاث اشخاص من الخطورة ان يكون هنالك شخصين فقط فكيف انا وحدي؟؟

تذكرت ان في حياتنا هنالك أشياء كثيرة من الأفضل ان تبقى على حالها في مكانها من دون ان نقتحم خصوصيتها لاننا افضل بدون تلك المعرفة و لوح الويجا هذا كان احدها,,

لم استطع!!! فضولي كان اقوى من كل تلك الافكار المتداخلة,, كان قاتلا لدرجة لا توصف كل ما أردته في تلك اللحظة هو ان ابدأ اللعبة!!,,,, و هذا ما حدث,,

لم يكن هنالك احد سواي ,,انتظرت حتا ذهاب الجميع,, اغلقت الابواب و اطفأت النور و اشعلت الشموع المتناثرة,,, ها انا ذا ابدأ اللعبة و اشير الى اول كلماتي,,,,,,

لم يحدث شيء!!!!,, اشرت من جديد لكن لا جدوى,,انتظرت كثيرا و لم اتلقى اي رد,,كنت اهم بالنهوض لأشعل الانوار و اعيد كل شيئ لمكانه,, لكنها منعتني!!!!

شعرت بأن آلاف الأطنان فوق رأسي و بشيء حاد لا اعرف ما هو لف عنقي منعني من الحراك,, اكاد الفظ انفاسي الاخيرة,, لا اعرف من اين اتتني تلك الشجاعة رفعت رأسي و نظرت الى مرآتي المقابلة,,

كان منظرا كفيلا بحدوث تلك الاشياء لي فقط برؤيته فكيف اذا كانت تمسكني بكلتا يديها!!!,,,حاولت الهروب حاولت ان افلت منها لكن ذلك اشبه بضرب من ضروب الخيال,, لم استطع فعل شيئ سوى الاستسلام,,وانتظار الموت الذي لم يكن بعيدا ابدا,, وبعد ذلك لا اتذكر سوى اني فتحت عيناي لاجد نفسي وسط تلك الغرفة,, كان كل شيئ مرتب و كأن شيئا لم يكن!!,, هل كنت احلم!!,, ام انني اتوهم؟؟,, أيعقل اني جننت؟؟

كيف اتوهم و رقبتي متورمة ورأسي يكاد يخلع من مكانه لشدة الوجع!!!,, ثم بدأت تلك الاصوات تتعالى و تتردد انها في كل مكان!! لم اعد اسمع سوى,,(سأعود من اجلك)

من اين تأتي تلك الاصوات؟؟,, هرعت ابحث عن مصدرها في كل الغرف لم اجد مصدرها,, وقعها يكاد يقتلني اني لا اسمع سواها!!

لم اجد امامي سوى الصراخ,, صرخت بقوة و بألم و كأني اخرجت كل ما بداخلي من عذاب,, لكن لا جدوى,, انها تلاحقني لا تتركني ابدا و حين تبتعد يتحول كل شيء الى اصوات,,يتحول الى سأعود من اجلك,,

انا لست مجنونة صدقوني ارجوكم ارجوكم لا تذهبوا بي الى ذلك المكان,, ظللت اردد تلك العبارات ارددها و ارددها لكن لا فائدة لا احد يفهم و لا يحاول حتى ان يستوعب ما يحدث,,

ما من شيئ لافعله بعد كل ذلك سوى الصراخ من جديد,,, لكنه لم يفدني سوى انه تحول للشيء الوحيد الذي يواسيني,,,,

يواسيني في ذلك المكان,,,

تاريخ النشر : 2015-02-13

ريما رزق

سوريا
guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى