تجارب ومواقف غريبة

هوس الماورائيات

بقلم : Faiza Saeed – مقيمه في مصر

لم أكن أريد أن أخيفك و لكنني رأيت بالفعل يداً تمتد ثم ترجع
لم أكن أريد أن أخيفك و لكنني رأيت بالفعل يداً تمتد ثم ترجع

السلام عليكم رواد موقع كابوس و القائمين عليه ، سأبدأ القصة بدون مقدمات لأنني مثل كثيرين لا أجيدها ..

قبل أربع سنوات لا أعرف لماذا أصبحت فجأة مهووسة جداً بالماورائيات ، و لكن بطريقةٍ كان من الممكن أن تضرني كثيراً لدرجة أنني كنت قاب قوسين أو أدنى من استخدام لوح الويجا .. و لكن عندما كنت أدخل لأتعلم أكثر عن طريقة استخدامه كنت أرى تحذيرات كثيرة ، و من ثم أتراجع و أقول حسناً سأستخدمه في الغد و هكذا .. كان ينقصني المؤشر الذي يجب أن يتحرك على الحروف و كنت أريد أن أصنع واحداً رغم أني كنت أستطيع استخدام الكوب ، و لكنني أردت أن يكون بنفس المؤشر الذي يستخدمونه في دول الغرب و رغم التحذيرات بعدم استخدامه و أنت بمفرك إلا أنني كنت من الجنون بحيث كنت مستعدة لتحدي و تجربة كل شيء و أنا وحدي .. كنت أصور كل شيء حولي طوال الوقت كي أرى كياناً أو أي شيءٍ غريب ..

كنت أقضي ساعاتٍ طويلةٍ أقرأ في هذه المجالات و أحاول تجربة كل شيء كنت أريد التحدي و إثبات أشياء لنفسي ، كانت لدي كتبٌ خطيرة و الحمد لله لم يتسنى لي قراءتها رغم أني بدأت فيها و لم ألحظ شيء أو ربما هكذا تهيأ لي .. و لكن في المقابل استخدمت تقنية الصوت و الموجات و التسجيلات للتحدث مع الأشباح أو الأرواح أو الجن أو لا أعلم ما هم بالضبط ، ثم استخدمت المرايا و الشموع و أشياءً كثيرة و كنت أسمع النقر كإجاباتٍ على أسئلتي .. لدرجة أنه في ليلةٍ من الليالي من كثرة دق الأجوبة بالنقر أحسست بالأدرينالين يتدفق في جسدي فاستأذنت الشيء الذي كنت أتحدث إليه ثم ذهبت ، و حاولت أن أخلد للنوم فلم أستطع الاستمرار لأني لم أتوقع حدوث هذا الشيء بتلك الدقة ..

بعدها بدأت تحدث لي أشياءٌ غريبة و مرعبة و لكن لا أعرف من أين أتت قوة قلبي في تلك الفترة! ، فقد كنت أغلق الباب على نفسي في غرفةٍ منعزلة عن باقي المنزل و أجلس في الظلام أو على ضوء شمعة و أجرب هذه الأشياء بحثاً عن أجوبة لطالما تمنيت معرفتها عن العوالم الأخرى .. بدأت أسمع الأبواب تفتح و تغلق كأنها بفعل الريح و عندما أنهض لأرى يكون الباب مغلقاً و قد حدث معي هذا لأكثر من مرة ، أرى خيالات تظهر و تختفي و لا تختفي سريعاً بل أراها تتشكل ثم تختفي .. رأيت ظلالاً طويلة سوداء تمشي و كنت أسمع أصواتاً و أشعر بلمسات ..

و ذات مرةٍ كنت مستلقيةً على فراشٍ على الأرض أحكي لابني قصةً عن شاعرٍ في أيام الجاهلية و هو “طرفة بن العبد” و كيف قُتِل ، و كنت أضحك و أسخر من بعض مواقف في قصته منها عندما رفض فتح الرسالة التي كانت فيها أمر إعدامه ظناً منه أن فيها مكافأةً له و أصر على أن يذهب بها إلى المكعبر .. المهم حينما كنت أحكي له القصة و بينما أنا مسترخية و أغمض ، و أفتح عيني لفت انتباهي ما حدث هناك عند طاولةٍ وراء رأسي أو ما تسمى بالكومودينو .. فالمنديل الأبيض الذي كنت قد وضعته عليه رأيته كأنه خرج و رجع إلى مكانه بفعل فاعل ، ثم خرجت يدٌ سوداء و رجعت بكل هدوء و كأن شيئاً ظهر و بعدها اختفى .. فقلت لأبني و أنا أمزح لم أكن قد استوعبت ما حدث “هل رأيت ما رأيته أم أنها تهيؤات” فأجابني قائلاً “لم أكن أريد أن أخيفك و لكنني رأيت بالفعل يداً تمتد ثم ترجع” ، وقتها فتحت عيناي على اتساعهما ثم جلست أدعي و لم نستطع النوم إلى الصباح .. لقد رأينا نفس الشيء في وقتٍ واحد إذاً فهذه لم تكن تهيؤات أبداً ..

بعد هذه الحادثة و بعض أشياءٍ غريبة و مخيفة حدثت لعائلتي قررت أن أتوقف عن كل شيء ، لأنني وجدت أن أفعالي قد تضر أسرتي و بيتي فتوقفت رغم أن عندي تسجيلات تؤكد كلامي و تؤكد ردودهم الذكية عبر الموجات الكهرومغناطيسية ، و عبر ما يدعونه بظاهرة الصوت الإلكتروني(evp) و مناداتهم لي و إجاباتهم على أسئلتي إلا أني توقفت .. لأنني لم أعد أريد أن يتأذى أحد و لا أن يؤذيني شيء بعدما تأكدت أنني ألعب لعبةً خطيرة ، و أفتح مجالات لكيانات غامضة للدخول إلى حياتي .. و الحمد لله لم أستخدم لوح الويجا و ابتعدت عن هذا العالم و لكن لا أظن أني تخلصت من وجودهم تماماً ..

حاولت أن أختصر الأحداث لأنها كثيرة حيث ذكرت بعضها ، و أتمنى أن لا تحاولوا الدخول إلى هذا العالم لخطورته و لأنه لا يجب أن نبحث فيها .. لأن الله تعالى لا يخفيه عنا إلا لسبب و نحن يجب أن نبقي كل شيء على ما هو عليه ..

في الختام أشكر القائمين على الموقع الذي أدمنته ، و أحببته من كل قلبي و أتمنى أن تعجبكم قصتي ..

تاريخ النشر : 2019-12-23

guest
66 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك